طالت عملية التهجير من "عرسال" شريحة العاملين في مشافي البلدة ونقاطها الطبية داخل مخيمات اللاجئين السوريين.
وأفاد مراسل "زمان الوصل" بأن حافلات التهجير إلى إدلب حملت معها 5 أطباء متخصصين و7 من فنيي التخدير و22 ممرضا و10 مساعدي جراح و3 قابلات قانونيات و4 مخبريين من أصل 7500 لاجئ سوري غادروا البلدة الحدودية بموجب الاتفاق بين ميليشيا حزب الله اللبناني و"هيئة تحرير الشام".
ونقل المراسل عن مصدر طبي أن معاناة اللاجئين السوريين في المخيمات تعمّقت إثر استنزاف الخبرات التي هجرت.
وتحدث المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، عما آلت إليه الأوضع الصحية بعد التهجير قائلا إن هناك مشفيين اثنين في بلدة "عرسال" متخصصين بعلاج أهلنا في المخيمات بأجور رمزية وشبه مجانية، وهما مشفى "الرحمة" ومشفى "الهيئة الطبية".
وقال "خسرنا من كادرنا الطبي 5 من خيرة أطبائنا إثر انتهاء معركة الجرود وهم من تخصصات هامة تتوزع على طبيب جراحة عامة، طبيب عظمية، طبيب أشعة، طبيب جلدية، طبيب أسنان، بالإضافة إلى الكثير من الممرضين وفنيي التخدير ومساعدين جراح وقابلات قانونية ومخبريين".
وأضاف الطبيب "برحيل طبيب الجراحة العامة الوحيد في البلدة يكون وضع أهلنا في مخيمات البلدة قد دخل مرحلة الخطر، فما من طبيب قادر الآن على إجراء أبسط العمليات الجراحية في كلا المشفيين كعمليات الزائدة والمرارة أو استئصال اللوزتين".
وأردف شارحا "سيضطر أي مريض بحاجة لعمل جراحي ولو كان بسيطا إلى دخول مشفى خاص خارج البلدة، وهذا سيكون مكلفا كثيرا له، ناهيك عن الخطورة الأمنية والاعتقال الذي قد يلحق به بسبب اضطراره للعبور من خلال الحواجز العسكرية والأمنية التي تفرض طوقا أمنيا حول البلدة وتفرض عليها حالة حصار شبه تامة".
وكشف المصدر أن مشفيي البلدة تفتقدان لطبيب هضمية وطبيب أذنية، ما يحد من قدرة المشفيين على تقديم العلاج لذلك النوع من المرضى.
وعن أعداد الأطباء السوريين الذين لا يزالون يمارسون عملهم داخل مخيمات البلدة قال إن هناك 21 طبيبا سوريا موزعين على الاختصاصات التالية: (داخلية: 5 أطباء، عظمية طبيب واحد، عينية: طبيب واحد، تخدير: طبيبان، نسائية: طبيبة واحدة، صحة عامة: أربع أطباء، أطفال: طبيبان، أورام: طبيب واحد، بولية: طبيب واحد، قلبية: طبيب واحد، جلدية: طبيب واحد، أشعة: طبيب واحد).
وعزا المصدر رحيل الكوادر الطبية السورية إلى إدلب إلى الخوف من القتل والاعتقال بعد الرسالة التي وجهها الجيش اللبناني بقتله للممرض السوري "أنس حسين الحسيكي" من مشفى "الرحمة" وتصفيته بطريقة وحشية مؤلمة عقب اعتقاله في عملية "قض المضاجع" التي نفذها الفوج المجوقل اللبناني مطلع تموز يوليو الماضي على مخيمي "القارية" و"النور" في "عرسال".
وتشهد المشافي الخاصة بعلاج السوريين داخل بلدة "عرسال" نقصا حادا في كثير من الأجهزة الطبية التي تدخل في معالجة السوريين أهمها جهاز التصوير الطبقي المحوري وجهاز التنظير المعوي، إضافة إلى نقص في الأدوية الأساسية كأدوية القلب والضغط والجرعات الخاصة بمرضى السرطان.
عرسال - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية