أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"مهند الزعبي" ينال شهادة الصيدلة في مصر بعد حرمانه من الدراسة في سوريا

الزعبي

دخل الشاب السوري "مهند الزعبي" مدرجات كلية الصيدلية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا طالباً قبل خمس سنوات وتخرج منها بشهادة البكالوريوس، بعد حرمانه من إكمال دراسته في الهندسة المدنية في سوريا جرّاء الحرب. 

ولد مهند عام 1988 في الكويت، وعاش فيها السنوات الثلاث الأولى من حياته قبل أن يعود إلى سوريا بعد حرب الكويت والعراق.

ودرس في درعا مراحل التعليم كافة وصولاً إلى الجامعة، حيث التحق بالجامعة العربية الدولية الخاصة المسماة بالجامعة الأوروبية في فرع الهندسة المدنية، وخلال دراسته للفصل الثاني من السنة الثالثة وقبل تقديم امتحان إحدى مواده حصل اقتحام لمدينة درعا فجر اليوم نفسه –كما يروي لـ"زمان الوصل" مضيفاً أن المدينة حوصرت لمدة 19 يوماً حينها مما حرمه من الذهاب إلى الجامعة.

وأضاف أنه بعد فك الحصار وتمكنه من الذهاب إليها شارك في مظاهرة أُقيمت داخل أسوار الجامعة، وتم الهجوم على المتظاهرين من قبل الطلاب المؤيدين وتعرض للضرب ودخل حينها عناصر الأمن وبدؤوا باعتقال الطلاب المتظاهرين وتمكن من الهروب إلى جبل خلف الجامعة التي كانت تقع في الطريق الواصل بيد دمشق ودرعا.

بعد أيام قررت عائلة "مهند" –كما يقول- السفر إلى مصر مؤقتاً حتى تهدأ الأمور فاضطر لإيقاف دراسته الجامعية مؤقتاً، على أن يستمر في الفصل القادم، وسافر إلى مصر في تموز يوليو/2011، وبقي عند شقيقه المقيم في مصر، وعاد بعدها إلى سوريا.

وكان -كما يروي- ينوي إكمال دراسته في الجامعة، ولكن الأوضاع الأمنية كانت قد تطورت ولم يعد بإمكانه الوصول إلى الجامعة، فاضطر بعد شهرين للعودة ثانية إلى مصر مع عائلته. 

في مصر قرر الشاب القادم من بلدة "الطيبة" بريف درعا التسجيل في "جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا" في مدينة 6 أكتوبر، ونظراً لعدم وجود أوراق معه تثبت دراسته في سوريا طُلب منه أن يبدأ دراسته من السنة الأولى. 

واختار "الزعبي" دراسة الصيدلة التي كانت حلمه قبل الهندسة، وبعد دخوله الجامعة فوجئ -كما يقول- بأن الطلاب الذين يدرسون معه بنفس الدفعة أصغر منه بست سنوات، وحتى المعيدين الذين كانوا يدرسونه وهم المتفوقون الذين يتم تعيينهم في الجامعة بعد تخرجهم كانوا أصغر منه بسنة على الأقل، وكان لهذا الأمر آثار سلبية على اندماجه في الجامعة بداية دراسته، إذا لم تكن سوية التفكير أو النضج واحدة مع زملاء الدراسة، ولكنه -كما يقول- كوّن فيما بعد صداقات مع طلاب أصغر منه سناً ولكن وعيهم وتفكيرهم كانا أكبر من أعمارهم.

بعد خمس سنوات تخرج مهند وهو على أبواب الثلاثين، ولكن ما يقلقه –كما يقول–عدم إمكانيته الحصول على كرت نقابة الصيادلة المصريين وبالتالي منعه من العمل في مجال الصيدلة.

وأردف أن هذا الأمر أشعره بالحزن، ولكنه فرح بما حققه عندما رأى أهله فرحين بتخرجه، لافتا إلى أن هناك الكثير من المنغصات التي أثرت على دراسته طوال السنوات الخمس الماضية، ولكنه كان يجب أن يستمر ليصل إلى ما يصبو إليه رغم كل الصعاب والعقبات.

وأشار "الزعبي" إلى أنه منشغل الآن بأخذ كورسات لغة إنجليزية ويتهيأ لامتحان شهادة "ilets" عسى أن يتاح له السفر إلى أي بلد أوروبي للاختصاص أو الاشتغال بشهادته. 

وحول الصعوبات والتحديات التي واجهته كطالب لاجئ أشار "الزعبي" إلى أن "هذه الصعوبات موجودة ولا يكاد يخلو منها أي تخصص دراسي مهما كان، مؤكدا أن "هذه الصعوبات ازدادت في مجال دراسة الصيدلية التي تعتبر من أصعب الدراسات في مصر، ومن أولى الصعوبات طريقة تعامله مع الطلاب من حيث اللهجة المصرية المختلفة عن اللهجة السورية".

ويطمح "الزعبي" إلى الاختصاص في مجاله وبدء حياته العملية والاستقرار والرجوع إلى سوريا ليخدم أبناء بلده الذين أنهكتهم الحرب. 

وتُعد جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا التي تأسست عام 1996 أكبر جامعة خاصة في مصر وجميع برامجها الدراسية معتمدة من قبل المجلس الأعلى للجامعات وجامعة الدول العربية، وتضم الجامعة التي تقع في مدينة 6 أكتوبر حوالي 400 طالب وطالبة سوريين.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(125)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي