أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"علاء حسام الدين" سوري ينال الثانوية الفرنسية بامتياز ويطمح لكلية الطب

علاء حسام الدين - زمان الوصل

وصل الشاب السوري"علاء حسام الدين" إلى فرنسا قبل ثلاث سنوات دون سابق معرفة باللغة الفرنسية، وبعد فترة قياسية نسبياً تمكن من إتقانها بطلاقة، ونال شهادة البكالوريا بدرجة جيد جيداً وبالمرتبة الأولى في مدرسته بمدينة "لوهافر" (شمال غرب فرنسا) التي لجأ إليها مطلع نيسان أبريل/2014. 

ولد "حسام الدين" في مخيم "اليرموك" عام 1998 وفي عام 2010 دخل ثانوية المتفوقين في القنيطرة، ومع بداية الثورة ورغم أن عمره لم يكن قد تجاوز 13 عاما، إلا أنه شارك في المظاهرات السلمية خفية ودون علم أهله، وفي تموز يوليو/2012 تعرض حي التضامن القريب لمكان سكنه في يلدا للقصف فاضطر للنزوح مع عائلته إلى مخيم اليرموك. 

في نيسان من عام 2013 لجأ علاء إلى لبنان بعد أن أصبحت حياة عائلته مهددة وبقي فيها سنة كاملة حاول والده خلالها أن يعمل لتأمين لقمة العيش وفتح محلات صغيرة للسوريين بأسعار بسيطة مع مركز تشغيل لمساعدتهم على إيجاد عمل بينما عملت والدته كمدرسة للفيزياء والكيمياء في المدارس الخاصة بالسوريين، وكان علاء يدرس في إحدى المدارس الخاص طامحاً لأن يكون طبيباً في المستقبل، ولكن آماله تلاشت بعد رفض وزارة االتعليم اللبنانية الاعتراف بشهادته في المدرسة الخاصة التي درس فيها. 

بعد فقدان الأمل بالمستقبل المجهول في لبنان تلقت عائلة علاء اتصالاً من قبل مفوضية اللاجئين تعلمهم فيه بقبولهم ضمن برنامج إعادة التوطين للجوء إلى فرنسا فانتعش أمله بدخول كلية الطب، وسافر مع عائلته إلى فرنسا، وما إن استقر به المقام فيها حتى انكب على تعلم اللغة الفرنسية في المنزل من خلال الإنترنت وسجل بعدها في مدرسة "Lycée Porte Océane" الفرنسية في مدينة "لوهافر"، واضطر لدخول الصف العاشر الذي كان قد درسه في لبنان وتعلم اللغة الفرنسية التي أتقنها بعد اتباع دروس مكثفة. 

وفي أيار مايو/2015 قدم الشاب القادم من دمشق امتحان اللغة مستوى B1 وصمم علاء -كما يقول- أن يصل إلى ما يصبو إليه من النجاح والتفوق، فكان يصل الليل بالنهار في الدراسة والاجتهاد.

وفي الصف الحادي عشر بدا الأمر أكثر سهولة وخصوصاً أنه انتهى من عقبة اللغة، وكانت البكالوريا أكثر سهولة أيضاً -كما يقول- إذ نال فيها علامة 17 من أصل 20 وهي أعلى تقدير في مدرسته. 

كان علاء -كما يقول- يعلم في قرارة نفسه بأنه سيحقق هذا التقدير لأن علاماته لطالما كانت هكذا، ولكنه كان يهجس بالنتيجة قبل أن تصدر بأيام وفقد الثقة بنفسه ليلة إعلانها، مضيفاً أنه لم يستطيع النوم ليلتها وعندنا رأى النتيجة قفز فرحاً، وكشف الشاب المتفوق أن أحد الصحفيين الفرنسيين كان يرصد ردة فعل الطلاب فصوّره بشكل سريع وقد بدت علامات الفرح والاندهاش على ملامح وجهه.

وأردف محدثنا أن الله عوّضه عن حرمانه من فرحة الشهادة الإعدادية في سوريا حيث كان في فترة الامتحان التجريبي قبل خروجه منها مرغماً، وقدّم امتحان التاسع مرتين في مدارس السوريين بفرنسا، ولكن الشهادة لم يُعترف بها فعوّضه الله –كما يقول- بعد ثلاث سنوات بفرحة كبيرة. 

بعد نيله البكالوريا بامتياز بدأ علاء أول خطوة لتحقيق حلمه وسجل في السنة التحضيرية الأولى لكلية الطب –كما يقول- لافتاً إلى أن أمامه عشر سنوات لدراسة الطب والتخصص وينوي بعدها الاشتغال في فرنسا ومع "منظمة أطباء بلا حدود" 


وعن تفسيره لظاهرة تفوق الطلاب السوريين في أنحاء العالم رغم معوقات اللغة والاندماج أوضح محدثنا أن الإنسان عندما يرى الموت كما في سوريا ويخرج منه سليماً تصبح الحياة بالنسبة لك أغلى بكثير من أي شخص آخر، وكذلك عندما يُحرم من أحلامه ثم يحصل على فرصة جيدة سيفعل المستحيل من أجل تحقيقهاـ

ويطمح علاء للتسجيل في كلية الطب التي تقع في مدينة غير مدينته ولكن أمامه –كما يقول- سنة تحضيرية سيخوضها مع 1500 طالب فرنسي وهناك 200 مقعد فقط للسنة الثانية من أجل الطب معرباً عن أمنيته بأن يكون ضمن المقبولين ويحقق ما يحلم به.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(134)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي