غزة تغرق في الظلام و الدماء
تتناقل مختلف وكالات الأنباء العربية والعالمية كل يوم أخبار المجازر الجماعية وحالة الحصار الجماعي بفعل إغلاق كافة المعابر الإسرائيلية والمصرية وأخيرا قطع الكهرباء عن القطاع.
السؤال الذي يطرح نفسه في هكذا موقف هل قرر العرب والآسرائيليين ومعهم المجتمع الدولي بكل بجرأة تحويل قطاع غزة إلي مقبرة جماعية وممارسة مهمة القتل الجماعي لأبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة وتأتي تلك المجازر الجماعية كونها وسيلة من وسائل ممارسة شهوة القتل الجماعي لذا الأنظمة العربية الرسمية والآسرائيليين ومعهم المجتمع الدولي لأبناء الشعب الفلسطيني الذي رفض الاستسلام والخضوع للمشاريع التسوية الاستسلامية ومكأفاة مجزية لممارسة حقه الديمقراطي باختياره لحركة حماس الإسلامية غداة الانتخابات الفلسطينية .
هذه الرسائل البشعة التي جربها الصهاينة وحلفائهم من الأنظمة العربية الرسمية والمجتمع الدولي منذ خمسين سنة وأكثر، لم تزد الشعب الفلسطيني إلا قوة في الصمود و صلابة في التحدي، لن نتحدث عن مسلسل التسويات والمجاملات الدبلوماسية المسجل يومياً مع بعض الأنظمة العربية الرسمية ولكننا نستذكر هنا باعتزاز إجبار المقاومة اللبنانية الصامدة وإجبارها للقوات الصهيونية على الانسحاب من الجنوب اللبناني وأخيراً الهزيمة البشعة التي منيت بها القوات الصهيونية في شهر يوليو 2006 أمام المقاومين اللبنانيين من أبناء الشعب اللبناني والتي أسقطت
مبدأ التفوق العسكري الصهيوني إلي غير رجعة والتي مازالت أصداؤها تتردد في ردهات وزارة الحرب بالكيان الصهيوني.
وإذا كان النظام العربي الرسمي، قد قدم مبادرة للسلام في أعقاب قمة الرياض السنة الماضية، ودعا بشدة الفلسطينيين إلى المساهمة بفعالية في مؤتمر أنا بوليس، فإن ذلك لا يبرر له بأي حال من الأحوال حالة العجز وصم الآذان والركون إلى الدعة والسكون والفرجة على مشهد الدم والموت اليومي، وإذا ما بالغت في التعاطف تلك الأنظمة، فستصدر البيانات المنددة بالعدوان، من دون أن تنسى التحذير من تأثيرات ذلك على عملية السلام التي قال عنها عديد المهتمين والمراقبين من كافة بقاع العالم لنا ألف مرة: إنها ماتت من دون أن تدفن و علينا الانتهاء من تبعاتها !!
وكأن من يقتلون في غزة ليسوا أبناءنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا وآباءنا وأمهاتنا ومن يقتلهم ليس عدواً مشتركاً لنا جميعا.
ما حدث ويحدث في غزة ليس مثلاً مطاردة للمتمردين أو القضاء على عصابة من اللصوص وإنما هو قتل لشعب صمم على الحياة، صمم على استرداد حقوقه، من أيدي غاصبيه، ما يمارس في غزة هو جريمة بكل المعاني ضد الإنسانية.
ثم لنسأل أنفسنا ونسأل الذين يطالبوننا بإقامة السلام مع الكيان الصهيوني ماذا قدم المجتمع الدولي في هكذا مسألة ؟ أين قرارات الشرعية الدولية؟ أين القانون الدولي الإنساني؟ أين مؤسسات المجتمع المدني العالمي؟ أين الأمم المتحدة ؟ أين مجلس الأمن؟ أين أولئك الذين يدّعون بأنهم يعملون من أجل حل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وراعية حقوق الإنسان والشرعية الدولية أين كل ذلك؟.
أخيراً هل اتفق أصحاب النظام العربي الرسمي وأصحاب النظام الدولي ومؤسساتهما على استعادة مجازر الهولوكست البشعة ضد اليهود، التي أقامها الألمان زمن الحرب العالمية الثانية ولكن تنفيذها اليوم على الفلسطينيين و يتم بأيدي عربية صهيونية ودولية يبدو إنها اتفقت مع الجميع على إغراق غزة في الدماء...في الظلام... في الجوع .....والجثث أم أن الأمر غير ذلك.... وإلى لقاء قريب .
[email protected]
صحفي وباحث ليبي*
Hassan Ismail Bergali
Journalist and Mass Media Consultant
Mobile: +218-91-329-7266
Phone: +218-21-477-1554
P.O.BOX 963 Tripoli, Libya
http://bergali.maktoobblog.com/
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية