عادت ظاهرة الاغتيال للظهور مجددًا في مدينة "الضمير" في "ريف دمشق" الشمالي، إذ سجلت المدينة الخاضعة لسيطرة "المقاومة" في الآونة الأخيرة، عمليتي "اغتيال" طالت شخصياتٍ عسكرية بارزة من أبناء المدينة في ظرف 10 أيامٍ فقط، وسط عجزٍ واضح عن تحديد ماهية الجناة.
في هذا الشأن، قال "سعد الحاج" مدير المكتب الإعلامي في "جيش أسود الشرقية"، إن حوادث "الاغتيال" بدأت في ظروفٍ غريبة ومجهولة، لتطفو مجددًا في مدينة "الضمير" مستهدفةً إما قادة بارزين أو أشخاصًا معروفين ومحسوبين على "المقاومة السورية" فيها، عن طريق قيام ملثمين بنصب الكمائن على بعض الطرقات الفرعية، مستخدمين دراجات نارية، ثم يقومون بإطلاق الرصاص، بشكلٍ مباشر على عناصر "المقاومة".
وأضاف "الحاج" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" أن أشخاصًا مجهولي الهوية، أقدموا منتصف الأسبوع الفائت على اغتيال "شبلي خليفة"، وذلك بعد مرور نحو أسبوع على اغتيال "خالد محمود عذبة" القيادي في "لواء مغاوير الصحراء" المنضوي في صفوف "أسود الشرقية"، على الرغم من وجود العديد من الفصائل التابعة "للمقاومة" في مدينة "الضمير" والتي تملك جميعها "مكاتب أمنية".
واتهمّ "الحاج" النظام وعملاءه بالمسؤولية الكاملة عن عمليات الاغتيال، ونبّه إلى أن النظام يسعى حاليًا إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مدن وبلدات منطقة "القلمون الشرقي" بشكلٍ عام، عبر القيام بعمليات اغتيالٍ وخطفٍ داخل مدن المنطقة، فضلًا عن قصف مواقع "المقاومة" في جبل "أبو قوس" ومنطقة "البترا" الصخرية، مشيرًا كذلك -إلى أن النظام بدأ يمارس ضغوطًا كبيرة أهالي المنطقة، لإجبارهم على توقيع اتفاق (مصالحة) معه، تضمن دخول قواته وعناصره تمهيدًا لإعادة انتشارهم داخل مدن "القلمون الشرقي" وبين طرقها الرئيسة.
يعدّ فصيل "أسود الشرقية" من أكثر فصائل "المقاومة السورية" التي خاضت معارك شرسة خلال العامين الماضيين، ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في أنحاء متفرقة من "القلمون الشرقي" و"البادية السورية"، لكن "الحاج" استبعد وقوف تنظيم "الدولة" وراء عملية الاغتيال، لبعد مراكزه وضعف عناصره الذين لا يزالون يتواجدون سرًا في المنطقة من ناحية، وعدم امتلاكهم الجرأة للقيام بهذه الجريمة من ناحية أخرى.
من جهةٍ أخرى، فإن حادثة "الاغتيال" هذه ليست فريدة من نوعها في مدينة "الضمير"، ويُرجح البعض من أهالي المدينة وجود أتباعٍ ما يزالون على صلةٍ وثيقة بقيادة تنظيم "الدولة الإسلامية" داخلها رغم انسحابه نهائيًا منها أواخر نيسان/ ابريل العام الفائت، لكن "اسماعيل ذياب" وهو أحد عناصر "المقاومة" في المدينة، يرى أن حوادث "الاغتيال" تندرج ضمن "ثارات شخصية" أو أحقاد دفينة بين بعضٍ من أبناء مدينة "الضمير" ولا سيما لأولئك الذين قاتلوا سابقًا في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" وأعلنوا انشقاقهم عنه واعتزال القتال تحت ضغط فصائل "المقاومة".
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد نفذ عقب انسحابه من مدينة "الضمير" العديد من محاولات "الاغتيال" التي استهدفت "المقاومة" قادةً وعناصر، واستخدم في ذلك العبوات الناسفة التي زرعتها خلاياه النائمة على جوانب الطرقات، أو عبر وضعها كعبواتٍ لاصقة في أسفل الآليات، ما أدى إلى مقتل العشرات مدنيين وعسكريين من أبناء "الضمير".
وتعتبر مدينة "الضمير" واحدةً من أهم مدن "القلمون الشرقي" وتسيطر عليها فصائل من "المقاومة السورية" أبرزها "جيش الإسلام" و"قوات الشهيد أحمد العبدو"، فيما تحاصرها قوات النظام من جميع الجهات، ويقطن فيها نحو 100 ألف مواطن، نصفهم من النازحين تقريبًا، يعيشون ظروفًا معيشية قاسية بسبب الحصار وكثرة الاعتقالات من قبل الحواجز المحيطة بمداخل المدينة المطلة على الطريق الدولي "دمشق -بغداد"، الذي تستخدمه قوات النظام للوصول إلى مطاري "الضمير" و"السين" الحربيين.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية