جمع مئات الملايين و"شمع الخيط".. زمان الوصل تكشف هوية "نصاب فيروزة"

استطاعت "زمان الوصل" التعرف إلى الشخص الذي ارتكب عملية نصب ضخمة؛ جمع بواسطتها مبالغ ضخمة تقدر بمئات الملايين، قبل أن "يشمع الخيط"، وهو التعبير الدارج الذي يستخدمه السوريون للفرار والتواري عن الأنظار.

وكانت وسائل إعلام تابعة للنظام قد تناقلت خبر "شاب" جمع مئات الملايين من أشخاص في قرية فيروزة (5 كم عن حمص)، قبل أن يلوذ بالفرار.

وتكتمت تلك الوسائل على هوية الشخص المتهم بعملية النصب الكبرى، مكتفية بالإشارة إليه برمز "ر.د".

وتمكنت "زمان الوصل" من التعرف إلى هوية الشخص واسمه الحقيقي، وهو ربيع الداي.

وتعود قصة "الداي" مع جمع الأموال إلى نحو سنتين؛ عندما بدأ بإقناع البعض في فيروزة بإيداع مدخراتهم وأموالهم لديه مقابل عائد مغر وخيالي، يقارب خمس المبلغ المودع.

ورغم أن أسلوب "الداي" مطروق ومكشوف، وقد شهدت سوريا على نمطه مئات عمليات النصب.. رغم ذلك فقد سال لعاب البعض وبدؤوا بالتقاطر إلى الشاب الثلاثيني ليضعوا في خزتنه مزيدا من الأموال.

ونتيجة طعم الأرباح (العوائد) العالية، فقد استحوذ "الداي" على كميات كبيرة للغاية من الأموال يصعب حصرها؛ لاسيما أن الضحايا في مثل هذه الحالات يلوذون بالصمت، إما مخافة الشماتة ونعتهم بالغفلة؛ أو خشية أن يكتشف الناس حولهم مدى غناهم ويسألونهم عن مصدره؛ وهم الذين يبدون للعامة أناسا بسطاء أو معتدلي الغنى.

وإزاء هذه الضبابية التي تلف حجم الأموال وشخصيات الضحايا، برزت أحاديث عن أن "الداي" أوقع في حباله أثرياء ورجال دين ومنخرطين في النشاط الإغاثي (توزيع المعونات).

وتشير أحاديث هامسة يتداولها أهالي "فيروزة" إلى أن ما جمعه "الداي" يشكل رقما "مخيفا" وربما يكون أكبر من المتصور، في ظل كلام عن أن هناك من الضحايا من عمد بمفرده إلى إيداع مبلغ 100 مليون ليرة في خزائن "الداي"، الذي لا يعرف إذا كان ما زال في سوريا؛ أم فر خارجها.

وتعرف "فيروزة" عموما بارتفاع مستوى دخل أفرادها، نتيجة وجود قسم كبير من أبناء البلدة في المغتربات.