أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"المقاومة السورية" تدمّر تجمعًا للنظام في البادية السورية

تتسم معارك "البادية" بأنها معارك مفتوحة، ما دفع بـفصائل "المقاومة" إلى الاعتماد على أساليب الكر والفر


تمكنت فصائل "المقاومة" في البادية" السورية مساء الخميس، من تدمير تجمعٍ لقوات النظام السوري في منطقة "أم رمم" بريف دمشق، التي تبعد مسافة 30 كيلو مترًا عن الشريط الحدودي مع "الأردن".

وقال "سعيد سيف" مدير المكتب الإعلامي في "تجمع قوات الشهيد أحمد العبدو" قطاع البادية، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" لقد قامت سرية الاستطلاع والمراقبة في قوات "العبدو" و"جيش أسود الشرقية" خلال اليومين الماضيين بمتابعة ورصد جميع تحركات النظام السوري وحلفائه في "أم رمم" ومحيطها، وبناءً عليه تمّ جمع معلوماتٍ وافية عن نقاط تحرك وتمركز العناصر البشرية والآليات العسكرية التي استقدمها النظام مؤخرًا إلى المنطقة.

وأضاف، "بعد الانتهاء من عمليات الرصد أحيلت كافة المعلومات إلى سرية "المدفعية" التي أُسندت لها المهمة للتعامل مع الموقع المطلوب التي لا تتجاوز أبعاده 500 متر في أبعد تقدير، لتقوم بدورها باستهدافه انطلاقًا من ثلاثة محاور وفي نفس التوقيت، عبر راجمات صواريخ "غراد" من نوع BM21"" وبمعدل 140 صاروخ، الأمر الذي أسفر عن تحقيق إصابات مؤكدة أدت إلى تدمير مكان التجمع".

وأوضح "سيف" أن طائرة الاستطلاع التي أرسلتها "المقاومة" لمواكبة خسائر النظام وتوثيق عملية الاستهداف، أظهرت دمارًا شبه كامل في المنطقة، حيث تمثلت خسائر النظام بنحو 10 سيارات "بيك آب"، وراجمة صواريخ "BM21" من أصل اثنتين، بالإضافة إلى سقوط ما يقارب 15 قتيلًا في صفوف قوات النظام والميليشيا الموالية له.

ويرى "سيف"، أن السبب الرئيس وراء اهتمام النظام بمنطقة "أم رمم" و"تل قرين" الذي يبعد عنها مسافة 40 كيلو مترًا، يرجع في حقيقته إلى مساعي النظام الحثيثة لإنشاء خطوط إمداد وتحصينات دفاعية في كلا الموقعين، من أجل تثبيت نقاط تمركز دائمة لقواته في المنطقة ومن ثم التقدم إلى منطقة "محروثة" التي تتواجد فيها فصائل "المقاومة" السورية من جهة، ولحماية الخطوط الخلفية لإمداداته الرئيسية التي يسعى النظام إلى المحافظة عليها باتجاه "دير الزور" من جهةٍ ثانية.

ووفقًا لما أشار إليه "سيف"، فإن النظام يقوم أولاً بتجميع تعزيزات قتالية بشرية وعسكرية، قادمة من "درعا" و"ريف السويداء" في حاجز "ظاظا" ومنطقة "السبع بيار" على أوتوستراد "دمشق-بغداد" الدولي لمدة يومين، تمهيدًا لزجها مباشرة على خطوط التماس المباشر مع "المقاومة" في "البادية" السورية.

ونبّه "سيف"، إلى أن المعارك الدائرة في أنحاء متفرقة من "البادية" تحظى باهتمام بالغ من قبل "إيران" التي تعتبر الحليف الأبرز للنظام، وصاحبة اليد الطولى في الدعم العسكري الذي يتلقاه النظام في "البادية" في إطار مساعيها الرامية لتفعيل خطٍ بري يصل بين "بغداد" إلى "دمشق" ومنها إلى العاصمة اللبنانية "بيروت".

على صعيدٍ متصل، تتسم معارك "البادية" بأنها معارك مفتوحة، ما دفع بـفصائل "المقاومة" إلى الاعتماد على أساليب الكر والفر التي تجيدها إلى حدٍ كبير، وشن العمليات الخاطفة على عكس قوات النظام المدججة بالعربات الثقيلة، ما يُعرض مناطق تمركزها المكشوفة إلى خسائر كبيرة لقاء إصرارها على بسط نفوذها على مساحات واسعة من "البادية".

وكانت قوات النظام والميليشيات الداعمة لها، قد أحرزت وبتغطيةٍ جوية "روسية" مكثفة على خطوط الاشتباكات تقدمًا ملحوظًا على حساب "المقاومة" في "البادية"، ولاسيما في منطقة "بئر القصب" والمناطق المحيطة بها، جنوب شرق مدينة "دمشق" في عملية عسكرية انطلقت مطلع حزيران/ يونيو الماضي، من ثلاثة محاور تقع إلى الجنوب من مطار "السين" الحربي، إذ تمكنت من السيطرة حينئذ على تلال "دكوة" و"زغيلة" و"البقر" و"الأصفر"، ناهيك عن سيطرتها على عدة نقاط مهمة، بين "سدّ ريشة" وجبلي "سيس" و"مكحول".

يُشار إلى أن النظام السوري، يحاول جاهدًا التضييق ما أمكن على فصائل "المقاومة" في منطقة الجنوب السوري المحاذية للحدود "الأردنية"، بهدف منعها من التوغل مجددًا في مناطق داخلية أعمق تسمح لها استهداف مطاراته الحربية في "الضمير" و"بلي" و"خلخلة"، فضلًا عن حرمانها من حرية الحركة والتنقل في حدود ثلاث محافظات وهي "ريف دمشق" و"درعا" و"السويداء".


زمان الوصل - خاص
(115)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي