فنانة هولندية تنقل حلب المدمرة إلى امستردام

نفّذت مديرة منظمة "قوة الفن- البيت" الفنانة الهولندية "ساسكيا ستولز" مجسماً مصغراً لمدينة حلب المدمرة عُرض منذ أيام وسط ساحة المتاحف في العاصمة الهولندية أمستردام ضمن معرض تفاعلي نظمته مؤسسة Power of Art House.

وأُقيم في الفترة ما بين 19 تموز يوليو 22/ 7/ وهي ذات الفترة التي شهدت بدء القتال بين الجيش الحر وقوات النظام في حلب عام 2012.

وبدت في مجسم المدينة الذي امتد على مساحة 20 متراً مشاهد الخراب التي حلّت بالمدينة والمباني المدمّرة وهياكل السيارات المحطمة وإلى جانب المجسم لوحة تحكي عشرات القصص التي رواها لاجئون سوريون في هولندا.

ويدور المعرض حول قصص العديد من الأفراد الذين بقوا أثناء التفجيرات في حلب ونجوا من العنف، بمن في ذلك طبيب وصحفي ومعلم وأستاذ مدرسة، وكيف يبحث المجتمع هناك عن حلول مبتكرة للعيش والبقاء على قيد الحياة في ظل الحرب.

وأشارت الفنانة "ستولز" في حديث خاص لـ"زمان الوصل" إلى أنها أرادت من خلال هذا العمل الفني كسر تسمية "اللاجئ" ودعوة الناس لرؤية ما يكمن وراء الصور واستدعاء الجمهور لتلمس النتائج المترتبة على الحرب للمدينة وسكانها، وإظهار كيف يعيشون في منطقة حرب وجوانب من حياتهم اليومية داخل بيوتهم المدمرة، وفي الشارع والمدارس إضافة إلى تطلعاته وأحلامهم وأحزانهم.

ونفّذت "ستولز" المجسم -كما تقول- من مخلفات البناء والخشب والمعادن لتبدو المدينة اقرب الى الواقع، ولفتت مصممة العمل إلى أنها استوحت صور المباني وتموضعها من روايات اللاجئين الذين نجوا من القصف، بالإضافة إلى بحثها عبر الإنترنت وفي المقالات والدراسات والصور، حتى كوّنت صورة واضحة عما ينبغي تجسيده.

وأردفت أنها أرادت، عدا توثيق المباني والمنشآت المدمرة من خلال مجسمها، أن ترصد كيف يعيش الناس بين تلك الأنقاض ومدى طاقتهم على مقاومة الموت والفناء. 

و"ساسكيا ستولتز" هي مؤسسة منظمة "قوة الفن- البيت"، الجماعية الإبداعية التي توظّف التدخلات الفنية لعرض القضايا السياسية والاجتماعية والسياسية إلى دائرة الضوء، وتحاول التأثير على المناخ الاجتماعي الهولندي عن طريق زيادة المعرفة من القضايا العالمية والمساهمة في النقاش العام.