أكدّت مصادر محلية خاصة من منطقة القلمون "الغربي" في ريف دمشق، توصل كلٍ من ميليشيا "حزب الله" اللبناني و"سرايا أهل الشام" إلى اتفاقٍ يقضي بخروج الأخيرة إلى منطقة القلمون "الشرقي" الخاضعة لسيطرة "المقاومة" وذلك عقب مفاوضاتٍ مكثفة جرت على مدار الأيام القليلة الماضية.
في هذا الشأن قال "أبو الجود القلموني" مدير المكتب الإعلامي لمدينة "يبرود" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن الاتفاق لم يُبرم بشكلٍ نهائي حتى الآن بين الطرفين، ومن أبرز بنوده مغادرة مقاتلي "سرايا أهل الشام" برفقة عائلاتهم، وعددٍ آخر من "اللاجئين" السوريين يتراوح بين 3000 إلى 5000 شخص، إلى مدينتي "الرحيبة" و"جيرود" في منطقة القلمون "الشرقي"، دون أن يشمل الاتفاق "هيئة تحرير الشام"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى وجود خلافاتٍ حول آلية الخروج من الجرود والأعداد التي سيتم ترحيلها إلى القلمون "الشرقي".
وأضاف أن المفاوضات التي تجري بين الجانبين تتم عن طريق وسيط يدعى "محمد طه قطيمش" المعروف بـ"أبو طه العسالي" وهو مقاتل سابق في "المقاومة" ويتولى المفاوضات التي تجري عن منطقة القلمون "الغربي" من حينٍ إلى آخر مع "حزب الله".
بينما يتهم ناشطون "العسالي" بالارتباط بعلاقات مع ميليشيا حزب الله ونظام الأسد، سبق أن استغلها في عقد اتفاقات أعادت العشرات من أهال بلدة "عسال الورد" من مخيمات "عرسال".
بل يصفه مقربون منه بأنه "من ذوي السجل الأسود في تجارة المخدرات والأسلحة"، الأمر الذي منحه (العسالي) موطئ قدم جعله من ذوي الحظوة والجاه لدى ميليشيا حزب الله اللبناني ولدى كبار القيادات العسكرية في ميليشيات الأسد، ما مكّنه من أن يلعب دور الوسيط مع "سرايا أهل الشام" للقبول بتسويات ومصالحات مع النظام تودي لعودة لاجئين من القلمون إلى قراهم.
"ألقلموني" أوضح أنه على الرغم من قبول "سرايا أهل الشام" الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع ميليشيا "حزب الله" والتزامها بوقف إطلاق النار، إلا أن الأخير خرق جميع تعهداته التي أعطاها سابقًا خلال جولة المفاوضات، حيث تواصل عناصره استهداف المخيمات التي تؤوي "اللاجئين" السوريين بشكلٍ مستمر، كما تسبب القصف بسقوط قتلى وجرحى من "السرايا" الذين انسحبوا مؤخرًا إلى داخل منطقة "الملاهي" بالتنسيق مع "الحزب" لإتمام عملة التفاوض.
من جهةٍ أخرى، تشهد جرود "عرسال" حاليًا معارك عنيفة بين "حزب الله" و"هيئة تحرير الشام"، حيث تمكن عناصر الهيئة من تدمير دبابة ومدفعي رشاش من عيار 32 مم، فضلًا عن استهدافهم لسيارتين عسكرتين كانتا تقلان عناصر من "الحزب" من أجل تنفيذ عمليات اقتحام بعض التلال في "وادي حميد" بمنطقة القلمون "الغربي"، ما أدى إلى وقوعهم بين قتيلٍ وجريح.
ويحاول "حزب الله" الردّ على خسائره البشرية والعسكرية عبر الانتقام من "اللاجئين" السورين في مخيمات منطقة "وادي حميد" التي تضم أكثر من 10 آلاف نازح، يعيشون ظروفًا معيشية قاسية، موضحًا أن "الحزب" قام على الفور بقصفٍ عشوائي طال معظم تلك المخيمات، ما أسفر عن مقتل طفلين وسيدة وإصابة 15 أشخاص آخرين بينهم مقاتلون من "سرايا أهل الشام"، وسط مناشدة أطلقتها آلاف العائلات السورية العالقة داخل "وادي حميد" لتأمين مخرجٍ آمن لهم من المنطقة.

ووفقًا لما أشار إليه "القلموني" فإن تطوراتٍ ميدانية طرأت اليوم الأربعاء على خريطة توزع النفوذ في المنطقة، إذ أحرزت ميليشيا "حزب الله" تقدمًا واسعًا على الأرض، ولاسيما أنه سيطر على الجزء الذي كان بحوزة "المقاومة" والجماعات الإسلامية في جرود بلدة "فليطة" السورية.
وتسعى ميليشيا "حزب الله" في الوقت الراهن لاستكمال تقدمها العسكري على حساب "هيئة تحرير الشام" وحصرها في جرود "عرسال" اللبنانية على وجه الخصوص، من أجل إعطاء معاركه صبغةً شرعية في إطار محاولاته الرامية لإقناع دول العالم بمحاربته "الإرهاب" خصوصًا إذا ما كان مسرح عملياته على الأراضي اللبنانية.
يشار إلى أن "سرايا أهل الشام" تضم حوالي 400 مقاتل، وتشكلت في 30 أيلول/ سبتمبر 2015، من تجمع عدة فصائل تتبع "للمقاومة" السورية، أبرزها (تجمع واعتصموا بحبل الله، لواء الغرباء، لواء رجال من القلمون، تجمع القلمون الغربي، كتائب شهداء القسطل، كتيبة درع القلمون، كتيبة شهداء النبك، كتيبة ابن تيمية)، بهدف تحرير مدن وبلدات "القلمون الغربي" من سيطرة قوات نظام الأسد، وميليشيا "حزب الله" اللبناني.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية