أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مفاوضات حول خروج "سرايا أهل الشام" من جرود "عرسال"

جرود عرسال صباح اليوم

كثر الحديث خلال الساعات الماضية عن مفاوضاتٍ يجري الإعداد لها في الوقت الراهن بين ممثلين عن ميليشيا "حزب الله" اللبناني، ونظام الأسد من جهة، و"سرايا أهل الشام" تمهيدًا لانسحاب الأخيرة من جرود بلدة "عرسال" اللبنانية، بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة على مدار الأيام السابقة.

وأكدّت مصادر محلية خاصة في منطقة "القلمون" أن الخطوة الأولى من المفاوضات بدأت فعليًا مساء أمس (السبت) وتمثلت بتوصل الطرفين إلى وقفٍ لإطلاق النار، وانسحاب نحو 200 عنصر، من "سرايا أهل الشام"، من المعارك التي تشهدها جرود "عرسال" وتوجههم إلى مخيمات النازحين في منطقة "وادي حميد" و"الملاهي" في محيط البلدة.

وأوضحت المصادر في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" أن المفاوضات الجارية بين الجانبين، تتمحور حول خروج "سرايا أهل الشام" بأسلحتهم الفردية فقط من المنطقة، باتجاه الشمال السوري، دون أن يشمل الاتفاق "هيئة تحرير الشام"، التي تسيطر على أجزاء من "الجرود".

ووفقًا لما أشارت إليه المصادر فإن "السرايا" وضعت شرطًا أساسيًا لخروجها إلى مدينة "الرحيبة" في منطقة القلمون "الشرقي" الخاضعة لسيطرة "المقاومة" قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ولاسيما أن المدينة سبق لها أن شهدت وصول دفعةً تقدّر بـ 50 مقاتلًا، من فصيل "جيش تحرير الشام" وهم من أبناء بلدة "سبنا"، شرقي بلدة "سرغايا" في "القلمون الغربي" في شهر أيار/ مايو الماضي، وذلك استكمالًا لبنود اتفاق "التسوية" في منطقة "وادي بردى" الذي تم التوصل بين "المقاومة السورية" ونظام الأسد، في شهر كانون الأول/ ديسمبر الفائت.

ترى المصادر ذاتها أن السبب الرئيس وراء اختيار "سرايا أهل الشام" منطقة "القلمون الشرقي" التي تتعرض إلى ضغوطٍ من النظام لإجبارها على "المصالحة" يعود إلى عدم رغبة "السرايا" بالتوجه إلى الشمال السوري الذي يشهد من حينٍ إلى آخر نزاعاتٍ داخلية بين مختلف قوى "المقاومة" والفصائل الجهادية فيه، بالإضافة إلى وجود أعدادٍ كبيرة من أبناء عمومتهم أو أقاربهم في المنطقة، وخصوصًا عناصر "جيش تحرير الشام" بقيادة النقيب "فراس البيطار" فيها، الذين ينحدرون بمعظمهم من مدن "رنكوس"، "سرغايا"، "حوش عرب"، "قارة"، "يبرود" و"النبك" وغيرها.

من جانبٍ آخر، يُشرف كلٌ من "أبو موفق الشامي" و"المقدم "أبو أيهم" على القيادة العسكرية لـ"سرايا أهل الشام" التي تضم حوالي 400 مقاتل، من أبناء منطقة "القلمون الغربي" و"القصير"، بهدف تحرير مدن وبلدات المنطقة من سيطرة قوات نظام الأسد، وميليشيا "حزب الله" اللبناني.

تشكلت "سرايا أهل الشام" من تجمع عدة فصائل تتبع "للمقاومة السورية"، من أبناء بلدات وقرى "القلمون الغربي" أبرزها (تجمع واعتصموا بحبل الله، لواء الغرباء، لواء رجال من القلمون، تجمع القلمون الغربي، كتائب شهداء القسطل، كتيبة درع القلمون، كتيبة شهداء النبك، كتيبة ابن تيمية)، تشكلت في 30 أيلول/ سبتمبر 2015.

إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلامية موالية لنظام الأسد، أن ميليشيا "حزب الله" سيطرت مؤخرًا على "وادي العويني" ومرتفع "شعبة القلعة" شرق جرود "عرسال"، وأن اشتباكاتٍ عنيفة تدور في "وادي المعيسرة" و"وداي الدب" و"وداي الخيل" في منطقتي جرود "عرسال" وجرود "فليطة".

وكان "أحمد الفليطي" نائب رئيس بلدية "عرسال" السابق، الوسيط المكلف بالتواصل مع "هيئة تحرير الشام" قد قضى وأصيب مرافقة، يوم أمس عقب استهداف سياراتهما بصاروخٍ "حراري" أُطلق من حواجز الحزب في المنطقة، أثناء عودتهما من مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" ما أسفر عن بتر قدم "الفليطي" ومن ثمّ وفاته متأثرًا بجراحه.

وتعتبر "القلمون" واحدةً من المناطق الاستراتيجية التي تحظى باهتمامٍ خاص لدى النظام وحلفائه على حدٍ سواء، لكونها تحد قرى "شيعية" موالية لـ"حزب الله"، كما أنها تشرف على الطريق الدولي "دمشق –حمص" الذي يشكل شريانًا حيويًا لطرق التنقل والإمداد البرية للنظام بين "حمص" و"دمشق" و"حماة" ومنطقة "الساحل" السوري.

زمان الوصل
(145)    هل أعجبتك المقالة (124)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي