على كرسيهما المتحركين تمكّن الزوجان السوريان "ديما الداهوك" و"أسامة جحا" من تحقيق إنجازين رياضييّن في مجال كرة الطاولة ببطولة كندا الوطنية، حاصدين المركز الثاني في البطولة المفتوحة بالفردي على 12 لاعباً في فئة الرجال والمركز الأول، وذلك بعد وصولهما إلى كندا بأشهر قليلة رغم ظروف اللجوء والافتقار إلى أماكن وأجواء مناسبة للتدريب.
تعرضت "ديما الداهوك" مواليد 1985 لحادث سيارة عندما كانت في الثالثة من عمرها، وأصيبت جراء ذلك بشلل نصفي في طرفيها السفليين، وبعد أن كبرت ونالت شهادة البكالوريا عملت كموظفة في شركة "ألبان دمشق" كعاملة كمبيوتر في القسم التجاري.
تروي لـ"زمان الوصل" قصة بدايتها الرياضية عندما أخبرتها إحدى قريباتها بوجود نادٍ لتدريب المعوقين بدمشق، فانتمت إليه بلعبة رفع الأثقال، وبعد حوالي الشهرين أحرزت بطولة الجمهورية برفع 45 كغ.
وأردفت محدثتنا أن أحد الأصدقاء نصحها بعد ذلك بالانضمام إلى رياضة كرة الطاولة، وفعلاً انضمت للعبة وتدربت لمدة شهرين لتنال بعدها المركز الثاني في بطولة الجمهورية، كما نالت المركز الأول على مستوى سوريا، واستمرت في تحقيق المركز الأول على مستوى سوريا في هذه اللعبة بتصنيف 3 و4 لسنوات.
ولفتت "ديما" إلى أن لعبة كرة الطاولة كانت ولا تزال مهمّشة في سوريا، ولا تحظى بمشاركات خارجية إلا في حالات نادرة، مشيرة إلى أنها شاركت في بطولة ودية في لبنان مع فئة الرجال لعدم وجود فئة للسيدات وحصدت المركز الأول، كما مثّلت منتخب سوريا بكرة الطاولة في بطولة عمان الدولية المفتوحة عام 2012 لتنال البرونزية بفئة الزوجي.
في عام 2015 وجرّاء اشتداد وتيرة الحرب خرجت ديما مع عائلتها من سوريا إلى تركيا وعانت من الانقطاع عن الرياضة التي أحبتها، وأُتيحت لها فرصة اللجوء إلى كندا في نيسان ابريل/2017 لتعيش في مدينة "هاميلتون" وهناك -كما تقول- فوجئت بعدم وجود صالة أو نادٍ رياضي، ولكن البطلة الثلاثينية لم تيأس، فتواصلت عن طريق النت مع مدرب المنتخب الكندي في كرة الطاولة ومع عدد من اللاعبين الذين حققوا بطولات في هذه الرياضة، فأخبروها -كما تقول- بإقامة بطولة في الشهر السابع، وشاركت في البطولة مع زوجها ولم يتوقعا الحصول على نتيجة جيدة، حيث نالت ميداليتين فضية بالفردي وذهببة بالزوجي، فما نال زوجها ميدالية فضية بالزوجي، رغم أنهما كانا منقطعين عن التدريب.
وأكدت محدثتنا أن النتيجة التي أحرزتها مع زوجها كانت مفاجأة للجميع بكل المعايير، سواء في أوساط اللاجئين السوريين في كندا الذين دهشوا لإحرازهما هذه النتيجة وخصوصاً أنهما لم يكونا يتدربان من قبل، أو من قبل الأصدقاء الكنديين المهتمين بهذه الرياضة –كما تقول- الذين فوجئوا بهذه النتيجة بما فيهم مدرب منتخب كندا الذي وعدها بتمثيل كندا في هذه اللعبة مستقبلاً.
وعبّرت ديما عن أملها بأن يُضاف اسمها قبل الشهر الثالث القادم لتكون ضمن فريق كندا الذي سيشارك ف بطولة كرة الطاولة في الولايات المتحدة.
ولفتت إلى أن "هناك صعوبات وعراقيل جمة تعترض رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة في بلد مثل سوريا حيث يفتقرون للدعم المادي والمعنوي، مضيفة أن الكثير من ممارسي الرياضة المعوقين حققوا بطولات بتضحياتهم وطموحهم وليس بتشجيع الهيئات الرياضية، لافتة إلى أن الفضل الأول بعد رب العالمين يعود لتشجيع زوجها "أسامة جحا" الذي حقق معها العديد من البطولات في لعبة كرة الطاولة ورفع الأثقال.
وتُمارس كرة الطاولة من قبل أصحاب الإعاقة الحركية والسمعية، وتعد من الألعاب المرغوبة لسهولة مزاولتها، وهي تمارس على طاولات اللعب ذاتها الخاصة بالأسوياء، ويطبق عليها القانون ذاته الخاص بهم، وبسبب تدرج صعوبة الإعاقة فإنها تمارس في حالتي الوقوف أو الجلوس على الكراسي ويتم تصنيف اللاعبين إلى عشر فئات.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية