أرجع تقرير حديث أحد أسباب عزل الأمير "محمد بن نايف" من منصبه ولي للعهد السعودي، إلى موقف الأمير المعارض للسياسة السعودية الحالية تجاه قطر، موضحا أن تراجع صحة "بن نايف" لم يكن سوى غطاء لتبرير إقالة الرجل القوي وتجريده من صلاحياته.
وفي تقرير نشره اليوم الجمعة "معهد واشنطن"، ورد أن القيادة السعودية "تجد نفسها في خضم تغيير جذري وربما مثير للجدل، فولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان (31 عاما)، والذي هو ملك بالفعل في كل شيء إلا في الاسم، يمكن أن يتولى العرش قريبا، وربما في غضون أيام".
ونوه تقرير "المعهد" بما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن شريط تم تسجيله في الأسابيع الأخيرة يقول فيه العاهل السعودي (سلمان بن عبد العزيز) إن الوقت قد حان لكي يصبح ابنه "محمد" ملكا، وهو تصريح يحمل تلميحا إما إلى تدهور حالة الملك الصحية، أو نيته التنازل عن العرش.
ويعد التنازل عن العرش إن حصل خطوة غير مسبوقة في تاريخ الـمُلك السعودي رغم أنه إجراء مسموح به وفقاً لقانون البيعة عندما تستدعي الحالة الصحية.
ويرى "معهد واشنطن" أنه ورغم ادعاءات مسؤول في البلاط الملكي عن صحة الملك "الممتازة"، فإن "سلمان بن عبدالعزيز" البالغ 81 عاما، غالبا ما يبدو مشوشا، ولا يستطيع استحضار وعيه إلا فترة قصيرة، وهو أمر يتجلى في تكراره نفس القصص (الكلام) أمام زواره، فضلا عن حاجته لشاشة تذكره وتعرض أمامه ما ينبغي أن يتناوله أثناء أي مباحثات.
ويرجع مسؤولون بريطانيون وأمريكيون تاريخ تدهور صحة "سلمان بن عبد العزيز" إلى ما قبل توليه العرش.
وحسب "معهد واشنطن" فإن "بن سلمان" كان القوة الدافعة التي أملت اتخاذ قرار إبعاد "بن نايف" من ولاية العهد في حزيران/يونيو الماضي، حيث تم إبعاد "بن نايف" عن حراسه الشخصيين ومستشاريه المقربين، وجُرّد من هواتفه النقالة، بل حُرّم من تناول دواء السكري الذي يحتاجه إلى حين تنازله عن منصبه، ليتم تصويره لاحقا في مقطع فيديو وهو يقدم فروض الولاء لـ"محمد بن سلمان".
وتابع المعهد: "إن ولي العهد المخلوع محتجز حالياً في قصره في جدة، تحت حراسة رجال موالين لمحمد بن سلمان، وأحد التفسيرات لتوقيت الإقالة هو أن محمد بن نايف كان يُعرف بمعارضته للسياسة السعودية الحالية تجاه قطر".
ولفت "معهد واشنطن" إلى وجود معارضة قوية داخل الأسرة الحاكمة لتولي "بن سلمان" مقاليد ولاية العهد، علما أن الرجل قد يصبح ملكا إما عبر تنازل أبيه مباشرة، أو عبر تسليمه منصب رئيس الوزراء، علما أنه –أي "بن سلمان- يشغل حاليا منصب نائب رئيس الوزراء.
وتكهن المعهد بإقالة "متعب بن عبد الله"، عبر إلحاق الحرس الوطني بالجيش السعودي، الخاضع أساسا لإمرة محمد بن سلمان، بوصفه وزير الدفاع.
وخلص تقرير "معهد واشنطن" إلى القول: "الواضح هو استمرار صعود محمد بن سلمان بسرعة بالغة، وبلا أي عائق حتى الآن.. وهو أمر يراقبه الشعب السعودي وصناع القرار في جميع أنحاء العالم".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية