مع مغيب شمس اليوم تكون حكومة المهندس نادر الذهبي قد أتمت عامها الأول في المنصب ورغم كثير من النقد البناء منه وذلك الذي يصنف في خانة المعارضة لأجل المعارضة فإنه وبنظرة عامة نظن أن حكومة الذهبي قد أنجزت الكثير وقطعت شوطاً كبيراً في كثير من المحاور والشؤون جاوزت به ما أنجزته حكومات سابقة امتازت سياساتها بالكثير من الجعجعة دون طحن ، لكن حكومة الذهبي قد فاجأت العديدين عندما أعلن رئيسها مجموع إنجازات الحكومة خلال الأشهر الثمانية الأولى من ولايتها
وبنظرة عامة إلى واقع الحكومات الأردنية أيضاً يتولد لدى المراقب شعور بل ثقة أن الحكومات في الأردن مثل معظم دوائره ومؤسساته ترتبط إنجازاتها وقدراتها إلى حد بعيد بقوة وجدية رئيسها وهو في هذه الحالة المهندس نادر الذهبي الذي رغم ظننا الذي قارب اليقين أنه قد ظـلم مرتين الأولى في اختياره في هذه المرحلة الحرجة من عمر الأردن والمنطقة والتي تمتاز بالكثير من الضغوطات التي لاتدع مجالاً واسعاً أمام أي كان للتميز والإبداع أو حتى حرية الحركة ومرة ثانية في الفريق الحكومي الذي يعلم الغالبية العظمى أن جزءا لابأس به منه فرضته المرحلة والضغوطات الدولية والوطنية قبل أن تفرضه قدراته وإنجازاته لذا فقد رأينا في هذا الفريق أسماء ليس لها أي تاريخ في العمل العام وأسماء أخرى للأسف ليس لها أي تاريخ ويكاد الأردنيون يجمعون أنهم لم يسمعوا بها قط قبل حلف اليمين وعلى الرغم من ذلك كله فقد استطاعت الحكومة أو بالأحرى رئيسها إنجاز الكثير الكثير في العديد من القضايا والمسائل الحرجة التي نرى أنه من الواجب أن نذكر منها أولاً الحفاظ على أسعار القمح وبالتالي الخبز مستقرة إلى حد بعيد وضمن معدل سعري معقول أو مقبول لدى الجميع وثانياً وهي مسألة لاتقل أهمية، مسألة إنقاذ الواقع الزراعي من الوادي السحيق الذي ألقته فيه حكومات سابقة لم يخجل وزراء الزراعة فيها من التصريح أن الزراعة الأردنية يجب أن تـقتل بكل صورة وبأي وسيلة وعملوا في سبيل ذلك جاهدين ، هذا عدا عن أمور أخرى عديدة مثل حزمة الأمان الاجتماعي وحزمة التحسينات على الرواتب والمداخيل وتوسيع مظلتي التأمين الصحي والضمان الاجتماعي وسوى ذلك من مسائل قد لانكون وصلنا بها إلى الحلم المنشود لكن على الأقل فان هناك حجما معقولا بل وأحياناً أكثر من معقول من الإنجاز والتقدم.
إذن فخلال عام تمكنت الحكومة والتي لازلنا نصر على أن الجزء الأكبر من انجازها يعود لشخص الرئيس وجهده نقول تمكنت من إنجاز أشياء كثيرة بدأتها حكومات سابقة استمرت في المنصب لسنوات دون أن تستطيع أن تحول أيا منها من حبر وورق ونظريات إلى واقع.
بالطبع هذا الكلام لاينفي أن هناك أشياء كثيرة كان من الممكن أن تتحسن وهناك جوانب أخرى وقع فيها خطأ أو قصور لكن هذه الأمور هي جزء طبيعي من أي معادلة متعددة الأطراف بل ومعقدة بحجم معادلة إدارة دولة ، وهنا نعيد التكرار على ضرورة وأهمية دور الإعلام الفاعل ليس إعلام التطبيل والتزميز والهتافات الفارغة ولا اعلام المعارضة لأجل المعارضة والنقد لأجل النقد بل إعلام الدولة الحقيقي الذي ينتمي للدولة ولايكون مملوكاً لها ومقاداً من ناصيته بيمينها، إعلام الدولة وليس إعلام الحكومة، وهذا ما حاولنا إيصاله عبر اللواء طوال سنوات مضت وهي أننا مؤسسة أردنية تنبض حباً وانتماء لهذا الوطن ولهذه الدولة لكن هذا لا يعني أن نكون كشاهد الزور بين يدي حكوماته لأنه لا أحد أكبر من النقد ولا أحد أجّل من الخطأ وبما أن الكل يخطأ ويصيب إذن فلا بد من ناصح ولا بد من جهة أو جهات تشير نحو هذا الخطأ عند وقوعه أملاً بالعمل على إصلاحه قبل أن يكبر ويتفاقم وهذا هو الدور الذي يجب على الإعلام أن يلعبه وهو الدور الذي نحاول أن نؤديه عبر اللواء بكل ما أوتينا من قوة وقدرة ورغم أننا وجدنا أنفسنا في مواجهة مع أفراد أو مؤسسات ضيقة الأفق أحيانا، إلا أننا وجدنا تفهماً بل وترحيباً من جهات وأشخاص أخرى ما يقوي الأمل في أنفسنا بأن هناك توجهاً نحو إنقاذ الإعلام مما هو فيه.
وختاماً نقول: ان الاعتراف بالفضل هو قمة الفضل، والثناء على المحسن أولى من لوم المسيء، لذا لابد من الاعتراف لحكومة الذهبي في عامها الذهبي بأن لها فضلاً وحقاً في كثير من القطاعات، والثناء على انجازاتها واجب يقارب أو يزيد في أهميته على الإشارة إلى أخطائها، وإن كانت هاتان المسألتان في أعراف الحكومات وفي قاموس الإعلام متلاصقتين لافكاك بينهما على الأقل من وجهة نظر الصحفي والإعلامي الصادق الأمين على وطنه ومهنته ومصداقيته.
و مرة أخرى نقول أننا وإن اختلفنا مع الحكومة أو أشخاص فيها فنحن لانختلف مع الوطن ولا عليه وإن انتقدنا فرداً أو مؤسسة فنحن ننتقد أداء الوظيفة بغض النظر عن شخص مؤديها ويبقى الأردن هو الغاية وهو الوسيلة وهو الأمل الأسمى والخير الأعم ... والله الموفق
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية