توصلت اللجنة المكلفة بالتفاوض عن مدن وبلدات منطقة "القلمون الشرقي" الخاضعة لسيطرة "المقاومة السورية"، إلى اتفاق "تهدئة مبدئي" مع قوات نظام الأسد، وذلك في اجتماعٍ جرى مساء أمس "الأحد"، تحت رعايةٍ روسية.
مصدر محلي خاص أكد لـ"زمان الوصل" أن الاجتماع الذي انعقد في "اللواء 81 مدرعات"، الواقع إلى الجنوب الغربي من مدينة "الرحيبة"، سبقته جلسات تفاوضية تمت على مدار الأسابيع الماضية، وتركزت المناقشات في جوهرها على تحييد مدن وبلدات المنطقة، عن أي عمل عسكري محتمل بين الطرفين.
وأشار المصدر-الذي فضل عدم ذكر اسمه- إلى أن الاجتماع خلُص إلى أربعة بنود (اختبار) تضمنت وقف إطلاق نار متبادلا في المنطقة لمدة شهرين من تاريخه، مع إمكانية التعديل، والتجديد، بناءً للظروف والمتغيرات التي تجري على الأرض الآن، وفي وقتٍ لاحق.
من جهةٍ ثانية، أوضحت رابطة إعلاميي منطقة "القلمون الشرقي" و"البادية السورية" الناطق الرسمي باسم لجنة المفاوضات عن المنطقة، في منشور لها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن بنود "الاتفاق" المبرم بين الجانبين هي: إخراج السلاح الثقيل والمتوسط من المدن، ومنع المظاهر "المسلحة" فيها، تعهد النظام بتفعيل المشافي وإدخال الدواء والمواد الطبية والخدمات إلى كافة المدن والبلدات، وعدم التضييق على الحواجز المحيطة بالمنطقة، إضافةً إلى تشكيل لجنة مشتركة لبحث ملف "المعتقلين" و"الموظفين المفصولين"، وإدارة المدن من خلال "مجلس محلي" منتخب بصلاحياتٍ كاملة.
ووفقًا لما أشار إليه المصدر، فإن السبب المباشر الذي دفع بفصائل "المقاومة" في المنطقة، للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع النظام، هو الحفاظ على أرواح المدنيين أولًا، وتجنيبهم النزوح والتهجير القسري الذي قد ينجم عن أي عملٍ عسكري في المنطقة ثانيًا، منبهًا في الوقت نفسه إلى أن "الفصائل" ما تزال ترفض بشدّة البند الذي وضعه النظام حول نشر قوات له سواءً في داخل المدن ومحيطها، أو في الطرق الرئيسية التي تصلها بجبال "القلمون الشرقي".
على صعيدٍ متصل، تخضع منطقة "القلمون الشرقي" في الوقت الراهن، إلى سيطرة فصائل "المقاومة السورية" وأبرزها "جيش الإسلام" و"قوات الشهيد أحمد العبدو" التي انحصرت معاركها خلال الأعوام الفائتة على الوقوف بوجه تمدد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي سعى جاهدًا للوصول إلى مراكزها في "الجبل الشرقي" و"البترا"، إذ كبدته خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وتتألف منطقة "القلمون الشرقي" من مدن وبلدات (جيرود، الرحيبة، الناصرية، العطنة، الضمير)، وترزح جميعها تحت وطأة حصارٍ خانق تفرضه عليها قوات النظام والميليشيات المساندة لها، منذ العام 2013، كما تمكنت مؤخرًا من إطباق الحصار على المنطقة من الجهة "الشرقية" بعد الانسحاب المفاجئ لتنظيم "الدولة الاسلامية" لصالح قوات النظام، ما أدى إلى عزلها كليًا عن البادية السورية والأردن.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية