وجهت "الهيئة العليا للمفاوضات" اليوم الجمعة بيانا للشعب السوري أكدت فيه على "الالتزام بخط الثورة وعدم التنازل عن مبادئها وأهدافها، وأن تبقى مخلصة ومحافظة على المصلحة الوطنية العليا وكرامة سوريا ووحدتها وحقوق مواطنيها على اختلاف انتماءاتهم ومكوناتهم".
وجاء في البيان أنها تخوض هذه المعركة تحت شعار "الانتقال السياسي" ومن أجله. وبالتالي فهي ترفض أي عمل أو مشاريع أو مخططات تمس بالوحدة الوطنية وتخدم أجندات خارجية على حساب سوريا الوطن والشعب.
لذلك، تصر على رحيل بشار الأسد وزمرته، وترفض أن يكون له أي دور في المرحلة الانتقالية وفي مستقبل البلاد فالقتلة والمجرمون يذهبون إلى مكانهم الطبيعي تحت قوس العدالة.
وأعربت عن ترحيبها "بأي مساع لتخفيض التصعيد ووقف إطلاق النار، لأن حفظ حياة السوريين ووقف هدر دمائهم هدف عزيز لا يعلو عليه هدف. وحتى تكون هذه المشاريع فعّالة وحقيقية يجب أن تشمل كل أنحاء البلاد، فجميع السوريين بحاجة إلى الأمن والحماية، وأن تكون متوافقة ومتزامنة مع العملية السياسية وتخدم أهدافها وتساعد على أن تكون المفاوضات جادة ومثمرة".
وأضافت" يجب أن تحظى بآليات مراقبة ومحاسبة للمخالفين والمنتهكين، ولا يتم ذلك بشكل صحيح بعيدا عن الشعب السوري وإرادته، ودور مؤسساته الوطنية، التي تكفل عدم استغلال النظام للمدنيين في فرض الحصار على المناطق الأخرى والإذعان على الناس لقبول ما يسمى زورا "المصالحات المحلية".
وحول الملف الإنساني قالت الهيئة في بيانها إلى الشعب السوري: إن الملف الإنساني لتأمين الإغاثة الغذائية والصحية للمحتاجين، وملف المعتقلين والمفقودين على رأس اهتماماتنا وأولوياتنا، نرفع باستمرار هذه القضايا إلى الأمم المتحدة ومؤسساتها المختصة وتوضع على طاولة المفاوضات في كل جلسة وفي جميع المناسبات بوصفها قضايا غير خاضعة للتفاوض.
وحول مجريات التفاوض أوضحت: "يهمنا أن نُطلع الجميع وبمنتهى الشفافية على مجريات المفاوضات ووقائعها في هذه المرحلة، ونفيدكم بأن المرجعية السياسية التي يقوم وفدنا بالتفاوض على أساس محدداتها هي بيان الرياض والإطار التنفيذي للحل السياسي وفق بيان جنيف لعام 2012 والقرارات الدولية ذات العلاقة، وتحت رعاية الأمم المتحدة، وتستمر اللقاءات التقنية بالتوازي مع المفاوضات السياسية، من خلال اجتماعات فنية تشاورية وغير رسمية يقوم بها مختصون من الأمم المتحدة مع نظرائهم من وفدنا وبحضور عضو من منصة موسكو وآخر من منصة القاهرة، في محاولة للوصول إلى توافقات مشتركة حول قضايا مثل الانتقال السياسي والدستور والانتخابات وغيرها ونتائج هذه اللقاءات تتوقف على التوافق على القضايا الأخرى موضوع التفاوض وعلى الموافقة عليها من قبل الهيئة العليا للمفاوضات كمرجعية للوفد التفاوضي".
وتابعت: "إن الحوار مع زملائنا السوريين في منصتي القاهرة وموسكو سيجري بعيدا عن الأمم المتحدة وخارج جولات التفاوض الرسمية بهدف استكشاف إمكانية العمل المشترك في وفد موحد مستقبلا".
وختمت بالقول: "لا تتقدم المفاوضات كما نريد ونرغب، وتستمر دون ثمرة تذكر لأن النظام وحلفاءه وداعميه يعرقلون استمرارها ونجاحها لأنهم لا يريدون الحل السياسي. وللأسف فإن المجتمع الدولي والأمم المتحدة لا يقومان بالضغط اللازم على النظام للانخراط بجدية في العملية السياسية، وهذا جزء من الخذلان الذي تعرض له شعبنا ووطننا ولا يزال، غير أن الثورة بجناحيها السياسي والعسكري ستبقى على خط المواجهة من أجل تحرير الوطن من الاحتلال وتحرير الشعب من ربقة نظام التسلط والقمع والإجرام لبناء دولة المواطنة والحرية والعدالة والمساواة وسيادة القانون".
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية