لم يكفِ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة كل التقصير والخلل الذي أصاب أداءه خلال السنوات الماضية على كل الأصعدة، فتدخل بالرياضة الحرة وتسبب بشرخ إضافي فيها.
مشهد الرياضة الحرة في سوريا تتقاسمه عدة كيانات رياضية تعمل على هذه الساحة، أكبرها وأكثرها نشاطا هي "الهيئة العامة للرياضة والشباب" التي ينتسب إليها 37 ألف رياضي، ويعمل في ظلها اتحادات رياضة تشمل غالبية الألعاب، كما أنها شكلت لجانا رياضية تنفيذية في بعض المحافظات، والهيئة باتت تتبع للحكومة السورية المؤقتة منذ شهرين، بعد أن كانت مرتبطة معها بمذكرة تفاهم.
*تشكيل وإلغاء وتشكيل
الائتلاف لم يرض أن يكون خارج هذا الميدان، فعمد في الثالث عشر من الشهر الخامس في العام الماضي لتشكيل جسم رياضي تحت اسم "اللجنة الأولمبية السورية"، انسحب من قيادتها على الفور عضوان، فيما ورد اسم سيدة في التشكيل لم تكن على علم بذلك ولا تعرف "ماذا تعني اللجنة الأولمبية" حسب حديثها لـ"زمان الوصل" حين ذاك.
ولم يتأخر الائتلاف في اكتشاف الخلل بتشكيله "العاجل" فأصدر بعد شهر تماما قرارا بإلغائه، لكن الراغبين بالتدخل بكل المفاصل أعادوا تشكيل اللجنة بداية شهر شباط فبراير من هذا العام بتغييرات محدودة في الأسماء، واستمرت السيدة التي لا تعرف "ماذا تعني اللجنة الأولمبية" عضواً فيها رغم أنها هاجرت إلى أوروبا، ويتوزع أعضاؤها على عدد من دول الجوار، وانسحب من التشكيل الجديد أحد أعضائه وهو "ثائر العوض".
*بين الداخل والخارج
نائب الرئيس في اللجنتين الأولى والثانية "مضر حماد الأسعد" وجد في التشكيل فرصة للرياضيين لدخول المسابقات الدولية، وقال إن بطولات الرياضة العالمية تعتمد على اللجان الأولمبية.
وعن قرار تشكيل اللجنة وإلغائه وإعادة التشكيل وانسحاب بعض الأعضاء، قال إن ذلك أمر طبيعي في كل التشكيلات الجديدة، وسيتم العمل على تلافيه، وتحدث عن لقاءات تجري مع هيئة الرياضة والشباب من أجل توحيد العمل والخروج برؤى مشتركة للعمل الرياضي.
وعن عمل اللجنة ونشاطاتها أشار "الأسعد" بداية إلى أن عملها "يتركز في تركيا، ويتبع لها خمسة أندية"، ثم أشار إلى أن لجانا تنفيذية في الداخل تتبع لها أيضا.
جدير بالذكر أن اللجان الأولمبية تقوم على اتحادات رياضية تشمل كل الألعاب، فيما لا يتبع للجنة الائتلاف أي اتحاد رياضي.
*حوار دون جدوى
وكان وفد من الائتلاف واللجنة الأولمبية التقى مع ممثلين عن الحكومة وهيئة الرياضة، وجرى بحث سبل تجاوز الخلل القانوني بين التشكيلين، حيث يتبع أحدهما للحكومة والثاني للائتلاف.
وتم الاتفاق على إعطاء الجهتين مهلة 15 يوما للتوصل لحل يتجاوز هذا الإشكال، ولكن "ميسر محمود" أمين سر الهيئة أشار إلى أن أعضاء وفد اللجنة لم يتمتعوا بالمرونة التي يمكن أن تساهم بالتوصل إلى قواسم مشتركة، حيث حاولوا فرض رؤيتهم على الهيئة.
وأشار مصدر في الهيئة إلى أن الهيئة تعمل على الإعداد لعقد مؤتمر رياضي عام يشارك فيه رياضيون من كل الألعاب، يجري من خلاله انتخاب "وليس تعيين" لجنة أولمبية سورية حرة، تتبع لها كل الاتحادات واللجان التنفيذية التي تعمل في إطار الهيئة.
ما بين هيئة هنا ولجنة هناك وجمعية أو اتحاد في مكان آخر ينقسم العمل الرياضي "أسوة بالعسكري والسياسي" والنتيجة ذاتها تتكرر بخسارات لم يتعلم منها أي طرف.
يذكر أن اللجنة الأولمبية الدولية سمحت لبعض الرياضيين السوريين بالمشاركة تحت رايتها في الألعاب الأولمبية التي أقيمت في البرازيل العام الماضي مع رياضيين آخرين من بلدان تعيش ظروف الحرب والنزوح.
عبد السلام حاج بكري - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية