أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رسالة عتب رقيق لحوارنا المتمدن ... نضال نعيسة

قرأت بذهول متناه ما نشرتموه في عدد أول من أمس، للكاتب السوري عبد الرزا ق عيد، عضو ما يسمى برابطة العقلانيين العرب، من كتابات فيها من العنصرية والتجني والافتئات والغمز من قناة مكون سوري بارز من تلك المكونات التي تشكل النسيج السوري المتنوع الرائع الذي لا يفهمه ولا يمكن أن يتقبله طبعاً العقل الطالباني الطائفي المغلق، وفيه الكثير من الحض على العنصرية والتناحر والنزاع الأهلي.

ولا أدري، أو بالأحرى لم أستطع أن أستوعب، كيف يقوم موقعنا العلماني الذي نحترم ونجل، ومع الاحترام الكامل لحرية الكلام والتعبير والتفكير وليس حرية السباب والتشتيم، بنشر كتابات وأفكار كهذه ويعمل على نشرها دون التحفظ على مضمونها العنصري والطائفي الفاقع في الوقت الذي يحاول فيه موقعنا أن يرسخ وينشر الثقافة العلمانية التسامحية التصالحية البعيدة عن التحريض العنصري والطائفي الذي يحاول الكاتب عيد تكريسه وتبنيه في معارضته للنظام السوري بناء على منطلقات طائفية تسيء لمكونات سورية بعينها، وفي ذات الوقت الذي رفض فيه حوارنا ذات يوم نشر مقالات لنا فيها شيء من التعرض الشخصي لرموز سياسية بل قام بحذفها بعد سويعات من نشرها وأصر على نشر هذا المقال الفائض العنصري.

 وشعرت وبكل صدق مع مجموعة من الكتاب والنشطاء السوريين وممن أصابتهم ما كتب السيد عيد بألم وأسف شديد بأن كتاباته هذه ليس مكانها هذا الموقع الرائد الذي استقطب شرائحاً ونخباً داخل سوريا وخارجها وصار صوت من لا صوت لهم من المهمشين والمدافعين عن الحقوق والعاشقين للحرية والحالمين بمجتمعات تسودها قيم التعايش والتسامح والجمال لا قيم العنصرية والطائفية والتمييز ودعاوي استعلاء لمكونات على مكونات بناء على اعتبارات طائفية وعنصرية ما قبل مدنية وما قبل سياسية. ولا يصح البتة التعميم تحت أي عنوان، كما لا يجوز وصم المكونات السورية بألفاظ لا تجوز ولا تليق.

ومما زاد في ألمي وقلقي أن يتساوق خطاب موقعنا الفذ والرائع والرائد مع خطاب مواقع أقل ما يمكن وصفها بالطائفية، وعبرت علناً عن ارتهانها وارتباطها بالشرق أوسطية والسلفية والفوضى الخلاقة وترثيث مجتمعاتنا، والتي تعمل على تكريس تلك القيم البائدة والبناء عليها في الحراك السياسي. لقد فاجأنا في الحقيقة السيد عيد بهذه الكتابات حين وصف مكونات سورية بالحثالات والرعاع الريفية وكلمات أترفع عن ذكرها بهذا المقام النبيل، وواصما مكونات أخرى "أقلاوية" بما لا يليق أخلاقيا بكاتب يطرح نفسه في مصفوفات التنويريين والعقلانيين، ومعتبراً أن هذ" السمات اللا أخلاقية" هي صفة ملازمة لهذا المكون السوري بعينه دون غيره فقط لمجرد انتمائه الفطري والولادي لهذا المكون، الأمر الذي لم يتجرأ عليه أعتى السلفيين والأصوليين.

 وهذا أبعد ما يكون عن سياسة الحوار المتمدن السامية والراقية والهادئة التي نعرفها. وقد أصبت، كما غيري، بالصدمة وأنا أرى العنوان بارزاً، وكمقال رئيسي في صفحتكم الغراء، وفيه سبة وشتيمة واضحة "بعنوان أسافل سورية يحاكمون فضلاءها"، فهل يجوز أن نسم أياً كان وننعته بالسفالة والعهر والرعاعية في موقع يمثل قبلة لكل العلمانيين والتنويريين في هذه البقعة المنكوبة من العالم، ويناضل معنا لنبذ تلك اللغة والخطابات السوقية والتكفيرية التي سيطرت على مجتمعاتنا منذ أن غزته جحافل البدو في القرن السابع الميلادي.

 وللعلم فإن موقعاً آخراً هو موقع أخبار الشرق، الذي تديره وتشرف عليه جماعة الإخوان المسلمين، التي يحاول البعض دغدغتها عبر خطابات من هذا القبيل, خجل وتحفظ على نشر عنوان المقال كاملاً والذي نشره أيضاً موقع خدام، وموقع ربيع دمشق، وأحرار سوريا، بنفس العنوان الاستفزازي العنصري الشتائمي االحاقد الذي لا يليق البتة بمواقع تحاول خدمة قضايا العلمانية والتمدن والحوار السلمي والعقلاني بين كافة المكونات السورية، وقام بنشره فقط، وبشيء من التحفظ، تحت عنوان " إنهم يحاكمون أفاضل سوريا"، نظراً لما في العنوان من استفزاز وشتائمية وسباب واضح لا يليق على الإطلاق.

وأعلم تماماً أن موقعنا الفريد قد أعطانا سابقاً المساحة للرد على خطاب السيد العيد، في مقالين تم نشرهما على صفحاته، ولكن الفرق بين الخطابين، خطابنا وخطابه، هو أن خطابنا، وبكل تواضع، كان متمدناً، راقياً، ليس فيه أي غمز ولا لمز ولا أي نوع من التحريض والغمز الطائفي العنصري الذي لم ولن نتبناه تحت أي ظرف.

للسيد العيد، طبعاً، كامل الحق في اختيار منظومة مصفوفاته السياسية والفكرية وبغض النظر عن ملاءمتها أم لا للواقع السوسيولوجي السوري، وقربها أو بعدها عن تطلعات معظم الوطنيين السوريين، إلا أنني أكاد أجزم بحسن نية موقعنا الرائد، وترفعه عن تبني مثل هذا الخطاب وأمثاله وحياده التام في هذا السياق. وإن إفراده تلك المساحة للكاتب المذكور هي من باب حرصه على الإفساح للجميع بالإدلاء بآرئهم على قدم المساواة، ولكن العيب يكمن فيمن يحاول استغلال تلك الحرية والمساحة المتاحة لإفراغ ما في جوفه مما لا يليق .

إن هذه الملاحظة العابرة، لن تشكل سوى سحابة صيف عابرة في ألق وربيع هذا الموقع الفريد المتجدد دائم العطاء للجميع، وأربأ به أن يصبح يوما مرتعاً وملعباً لأي صوت عنصري وطائفي كريه. وهي ملاحظة من محب وعاشق وملتزم بمسيرة هذا الموقع الحضارية المتمدنة الراقية، ولن نكترث، أو نعطي ونعير بالاً لسحب الصيف العابرة، رغم شحها وضجيجها الفقير، فليس لها، عادة، أي كبير فعل، أو أدنى أثر وتأثير.

وكما تقول الرائعة فيروز، "على أد المحبة العتب كبير".

(115)    هل أعجبتك المقالة (125)

ابو زهدي

2008-11-26

ياريت لو ترجع لمقالااتك وتشوف حجم العنصرية والحقد الدفين والتحريض والكره على الاسلام.. ومتل مو انت معجب ومفتخر بعلمانيتك .. كمان غيرك حر ومفتخر بالسلفية والوهابية والطالبانية .. وانا بنصحك تبطل كتابة .. لانو ماحدا عم متفئل فيك بشىء لانك حقود .. ولانك الى زوال زوال زوال زوال زوال زوال زوال .. بتعرف ليش الى زوال .. لانو معلمك بطل بدو ياك معو خلص طردك .. دور على غيرو بغير مكان .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي