أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

انتحار عاشق عربي لفتاة كردية يكشف انقسام المجتمع في الحسكة

توفي أمس نتيجة تدهور وضعه الصحي بعد محاولته الانتحار يوم السبت الفائت

أثارت حادثة انتحار شاب عربي بعد رفض أهل حبيبته الكرديه تزويجها له في مدينة الحسكة، ردود أفعال متباينة سواء في الإطار الديني أو الاجتماعي، ما عكس حالة الانقسام الفكري والسياسي والعرقي لسكان المحافظة في ظل ظروف الحرب التي تعيشها البلاد منذ سنوات.

نتيجة وقوف الأهل بوجه هذا الزواج لأسباب عرقية اتخذ الشاب "قاسم خضر الأحمد" قراره بالانتحار "شنقاً" –حسب ما نقل عن والدته- وذلك في منزله بحي "الصالحية" شرقي مدينة الحسكة، حيث يعيش فيه خليط من العرب والأكراد على كتف نهر "جقجق"، والذي يعزل هذا الحي مع حيي "العزيزية" و"المفتي" عن باقي أجزاء المدينة.

وذكر الناشط الكردي "آلاف حسين" في تعليقه على الحادثة إنه التقى قاسم أحمد (19 عاما) الذي توفي أمس نتيجة تدهور وضعه الصحي بعد محاولته الانتحار يوم السبت الفائت، مضيفاً "صافحني قاسم قبل أسبوعين في مقهى (ويكي) بالصالحية وأخبرني أنه عاد من تركيا إلى الحسكة فقط لأنه كان يشاهد جمال الحسكة في صوري".

وهنا وجه الناشط سؤالاً للشاب: "من قام بتجميل الموت في عينيك يا صديقي"! تعبيراً عن أسفه لمصير هذا العاشق.

وتناقلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المعنية بنقل أخبار الحسكة على اختلاف مشاربها وانتماءاتها الخبر بحيادية يقول: " إن شاباً في حي الصالحية انتحر لرفض أهل حبيبته الكردية تزويجها له بسبب انتمائه العرقي العربي"، لكن التعليقات على الخبر جاءت في بعضها متعاطفاً من منطلق إنساني والبعض الآخر شاتماً له وداعياً له بالويل والثبور على مبدأ المثل المحلي القائل "قتّال نفسه لا رحمة له"، فيما أثنى البعض الآخر على موقف أهل الفتاة على هذا الموقف القومي.

ومن وجهة نظر رابعة، قدمت له "مارلين كوكو" اقتراحا كان سينقذ حياته لو جاء قبل ذلك، فقالت في تعليق على لها: "ليش مااخدها خطيفه وراح عا بلد تاني مو احسن مايموت خسر شبابو وهيي مو هامها بكرا تتزوج وتنسى".

وفي تطور خطير لتناول خبر الحادثة، بدأ ت تعليقات رواد الانترنت تصب في خانة "التعصب العرقي" بعيداً عن الحادثة ذاتها سواء من الكرد أو للعرب في انعكاس خطر للوضع السياسي والعسكري في المنطقة التي تعيش حالة من الاستقطاب نتيجة الحرب، على اعتبار أن الأكراد ينظرون إلى "تنظيم الدولة" و"النصرة" و"احرار الشام" و"الجيش الحر" وحتى قوات النظام وميليشياته كفصائل عربية، وفي المقابل يرى العرب في "وحدات حماية الشعب" و"آساييش" و"المقنعين" (هات) و "وحدات الانضباط العسكري" و"الاستخبارات العسكري" وغيرها من الميليشيات على أنها كردية.

وكانت حالات الزواج بين العرب والأكراد كثيرة إلى درجة لا يمكن إحصاؤها، وذلك بسبب الرابط الديني والمذهبي إلى جانب التطابق في العادات والتقاليد، فيما تشهد حالياً استقطاباً عرقياً ناتجا عن الحشد السياسي من قبل الأحزاب والتيارات المتصارعة على المنطقة، ما يسهم بتراجع أعداد حالات الزواج بين القوميتين الرئيسيتين في محافظة متعددة الأعراق والقوميات.


زمان الوصل
(311)    هل أعجبتك المقالة (357)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي