مجرد كلام في زمن الصمت والإظلام
إلى كل المحاصرين والمذبوحين هناك !
البَحْرُ أجْدَبَ، واليُنْبوعُ والمَطَرُ
والظُلْمُ أوْغَلَ، والإظلامُ يَسْتَعِرُ
والبَيْنُ طَيَّرَ غِرْباناً بِها شَبَقٌ
للمَوْتِ بَيْنَ شِعابِ الصَمْتِ يَنْهَمِرُ
ماذا أقولُ لَكُمْ إنْ جِئْتُ مُعْتَذِراَ ؟
ولَرُبَّ ذَنْبٍ تَوارى خَلْفَهُ العُذْرُ
عَبَثاً رأيْتُكُمو، وَسَمِعْتُ صَرْخَتَكُمْ
لكِنْ تَبَلَّـدَ مِنِّي السَمْعُ والبَصَرُ
أأقولُ أنَّ يَدي سأمُدُّها عَضُداً ..؟
وأنا الكَسيحُ بِعَزْمٍ شَلَّهُ الخَدَرُ ،
أمْ هلْ أقولُ سَأسْتَجيرُ بمَوْتِكُمْ
وأنا قَتيلٌ لكِنْ .. عافَني القَبْرُ !
*** *** ***
أبْناءَ أُمِّي ..
أقيموا مَجْدَكُمْ قِمَماً
ثُمَّ ابْرَأوا بالعِزِّ مِمَّنْ ..
مَجْدُهُ الحُفَرُ
أهْلُ الرِباطِ وإنْ تَبْكي مرابِعُكُمْ
هاكُمْ مَرَابِعُنا بالعارِ تَحْتَضِرُ !
أَضْحى الهَوانُ لَنا في غَفْلَةٍ شَرَفاً
يا بُؤْسَ ذي شَرَفٍ بِهَوانِهِ فَخِرُ
يا بُؤْسَ مَنْ شَرِبَ الأنْخابَ في طَرَبٍ
والدودُ يَمْخُرُها ..
والطِينُ .. والكَدَرُ !
ماتَ الرِجالُ بِنا كَمَداً بِشَهْقَتِنا
يَوْمَ انْتَشَيْنا بِرُمْحٍ دَقَّهُ التَتَرُ
يا لوطُ فاحْزَن ..
هاهُمْ قَوْمُكَ انْبَعَثوا ،
شُمُّ العَجيزَةِ ..
يَعْلو أنْفَهُمْ دُبُرُ !
حَسْبُ الإماءَ تُعَرْبِدُ في حَرَمْلِكِها
هَيْهاتَ أَمَةٌ لِلأحْرارِ تَنْتَصِرُ
هَيْهاتَ داعِرَةٌ أنْ تَزْدَري عُهْراً
فَعَلامُه مِنَّا .. يَتَوَضَّأُ العُهْرُ ؟
وعَلامُنا ونُيوبُ الكَلْبِ تَنْهَشُنا
يُرْمى الكَريمُ لَها ..
ويُمَجَّدُ القَذِرُ ؟
أينَ الخُيولُ تُجَلْجِلُ في وَقائعِنا
أيْنَ الكَواسِرُ ..
حينَ اسْتَأسَدَتْ هِرَرُ ؟
كَيْفَ النُسورُ يًحاكي البومُ صَوْلَتَها
كَيْفَ الأسودُ ْ تَوارَتْ ..
فانْبَرَتْ حُمُرُ ؟
في مِثْلِ ذاكَ تَغيبُ عَن الوَرى أُمَمٌ
وبِمِثْلِ هذا ذُرى التاريخِ تَنْدَثِرُ
فاظْفَرْ بِمَوْتِكَ .. في خَجَلٍ أَخَلَّ بِنا ،
ما فازَ بالمَوْتِ إلا ..
مَنْ بِهِ خَفَرُ !
*** *** ***
وَحَسْبُكَ اللهُ فينا يا ابْنَ والِدَتي
وَحَسْبُكَ اللهُ فيمن فيكَ قَدْ فَجَروا
مَنْ عَلَّقوكَ على صُلْبانِ نَزْوَتِهِمْ
بُرْهانَ كُفْرٍ إذا كُفَّارُهُم كَفَروا
مَنْ نافَقوكَ ،
ومَنْ خَطَفوكَ في دَأَبٍ
مَنْ مَزَّقوكَ ،
وَمَنْ نَحَروكَ .. وانْتَحَروا !
وحَسْبُكَ اللهُ فيمَنْ غَرَّهُمْ طَمَعٌ
حَتَّى سَبوكَ ،
وباعوا فيكَ واتَّجَروا !
مَنْ جَرْجَروكَ إلى ماخورِ سَادَتِهِمْ
بَيْنَ الزُناةِ ..
وطابَ على الخَنا السَمَرُ !
لَمَّا رأوا بِقُرى إبليسَ كَعْبَتَهُمْ
حَجُّوا إلَيْها ..،
وطافوا البَيْتَ .. واعْتَمَروا !
وتَيَمَّموا فيها صَعيداً قُدَّ مِنْ دَنَسٍ
صَلُّوا عُراةً لِلأوْثانِ ..
ما اسْتَتَروا !
بَلْ قَدَّموكَ قرابيناً لِتَوْبَتِهمْ
سَمْعاً وطَوْعاً ..
وتَسْليماً بما أُمِروا !
ذَبَحوكَ زوراً في مِحرابِ سادِنِها
شَرِبوا دِماءَكَ حَتَّى ..
بالدِما سَكِروا
وَتَوَسَّلوا الأصْنامَ غُفراناً لِمَعْصِيَةٍ
فاسْألْ زَبانِيَةَ الأصْنامِ إنْ غَفَروا ؟
واسْألْ وِلِيَّاً لَهُمْ عَنْ أمْرِ سَوْأتِهِم ،
هَلْ طابَ مَلْمَسُها ..
وتَمَتَّعَ النَظَرُ ؟
أمْ انَّهُ بِقُشورِ الثومِ بائعُها ..
في خِلْسَةِ اللِصِّ كيلا تَعْتبِ القَشَرُ !
وَطَرٌ أتاحَ لَهُ لَهْواً بِجارِيَةٍ
ما شَاْنُهُ مِنْها ؟ وَقَدِ انْقَضى الوَطَرُ
مَنْ يَشْتَري بَخْساً عَوْراتِ عارِيَةٍ ؟
تَأبى الشَطارَةُُ .. والمَجَّانُ مُزْدَهِرُ !
سَتَبورُ سِلْعَةُ كَسْرٍ فاتَ مَوْسِمُها
فالسوقُ يأنَفُ والسِمْسارُ يَعْتَذِرُ
صَبْراً ..
فتِلْكَ مَهاوي الدَهْرِ تُوعِدُهُمْ
في حُفْرَةٍ ..
تَحْتَ نِيرِ الرَدْمِ تَنْحَدِرُ ؟
أَنَّى لِجُثَّةِ جُرْذٍ أَنْ تُرى كَفَناً ،
فالجُحْرُ يَلْفُظُ .. والزَبَّالُ يَنْتَظِرُ !
وَعْدُ المَقاديرِ مِنْ أمَدٍ نُراوِدُهُ
فَمَتى يَبَرُّ مَتَى ..
بِوَعودِهِ القَدَرُ ؟
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية