أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فاظْفَـرْ بمَوْتِكَ ... محمود الباتع

مجرد كلام في زمن الصمت والإظلام

إلى كل المحاصرين والمذبوحين هناك !


 

البَحْرُ أجْدَبَ، واليُنْبوعُ والمَطَرُ

والظُلْمُ أوْغَلَ، والإظلامُ يَسْتَعِرُ

والبَيْنُ طَيَّرَ غِرْباناً بِها شَبَقٌ

للمَوْتِ بَيْنَ شِعابِ الصَمْتِ يَنْهَمِرُ

ماذا أقولُ لَكُمْ إنْ جِئْتُ مُعْتَذِراَ ؟

ولَرُبَّ ذَنْبٍ تَوارى خَلْفَهُ العُذْرُ

عَبَثاً رأيْتُكُمو، وَسَمِعْتُ صَرْخَتَكُمْ

لكِنْ تَبَلَّـدَ مِنِّي السَمْعُ والبَصَرُ

أأقولُ أنَّ يَدي سأمُدُّها عَضُداً ..؟

وأنا الكَسيحُ بِعَزْمٍ شَلَّهُ الخَدَرُ ،

أمْ هلْ أقولُ سَأسْتَجيرُ بمَوْتِكُمْ

وأنا قَتيلٌ لكِنْ .. عافَني القَبْرُ !

     ***  ***  ***

أبْناءَ أُمِّي ..

أقيموا مَجْدَكُمْ قِمَماً

ثُمَّ ابْرَأوا بالعِزِّ مِمَّنْ ..

مَجْدُهُ الحُفَرُ

أهْلُ الرِباطِ وإنْ تَبْكي مرابِعُكُمْ

هاكُمْ مَرَابِعُنا بالعارِ تَحْتَضِرُ !

أَضْحى الهَوانُ لَنا في غَفْلَةٍ شَرَفاً

يا بُؤْسَ ذي شَرَفٍ بِهَوانِهِ فَخِرُ

يا بُؤْسَ مَنْ شَرِبَ الأنْخابَ في طَرَبٍ

والدودُ يَمْخُرُها ..

والطِينُ .. والكَدَرُ !

ماتَ الرِجالُ بِنا كَمَداً بِشَهْقَتِنا

يَوْمَ انْتَشَيْنا بِرُمْحٍ دَقَّهُ التَتَرُ

يا لوطُ فاحْزَن ..

هاهُمْ قَوْمُكَ انْبَعَثوا ،

شُمُّ العَجيزَةِ ..

يَعْلو أنْفَهُمْ دُبُرُ !

حَسْبُ الإماءَ تُعَرْبِدُ في حَرَمْلِكِها

هَيْهاتَ أَمَةٌ لِلأحْرارِ تَنْتَصِرُ

هَيْهاتَ داعِرَةٌ أنْ تَزْدَري عُهْراً

فَعَلامُه مِنَّا .. يَتَوَضَّأُ العُهْرُ ؟

وعَلامُنا ونُيوبُ الكَلْبِ تَنْهَشُنا

يُرْمى الكَريمُ لَها ..

ويُمَجَّدُ القَذِرُ ؟

أينَ الخُيولُ تُجَلْجِلُ في وَقائعِنا

أيْنَ الكَواسِرُ ..

حينَ اسْتَأسَدَتْ هِرَرُ ؟

كَيْفَ النُسورُ يًحاكي البومُ صَوْلَتَها

كَيْفَ الأسودُ ْ تَوارَتْ ..

فانْبَرَتْ حُمُرُ ؟

في مِثْلِ ذاكَ تَغيبُ عَن الوَرى أُمَمٌ

وبِمِثْلِ هذا ذُرى التاريخِ تَنْدَثِرُ

فاظْفَرْ بِمَوْتِكَ .. في خَجَلٍ أَخَلَّ بِنا ،

ما فازَ بالمَوْتِ إلا ..

مَنْ بِهِ خَفَرُ !

***  ***  ***

وَحَسْبُكَ اللهُ فينا يا ابْنَ والِدَتي

وَحَسْبُكَ اللهُ فيمن فيكَ قَدْ فَجَروا

مَنْ عَلَّقوكَ على صُلْبانِ نَزْوَتِهِمْ

بُرْهانَ كُفْرٍ إذا كُفَّارُهُم كَفَروا

مَنْ نافَقوكَ ،

ومَنْ خَطَفوكَ في دَأَبٍ

مَنْ مَزَّقوكَ ،

وَمَنْ نَحَروكَ .. وانْتَحَروا !

وحَسْبُكَ اللهُ فيمَنْ غَرَّهُمْ طَمَعٌ

حَتَّى سَبوكَ ،

وباعوا فيكَ واتَّجَروا !

مَنْ جَرْجَروكَ إلى ماخورِ سَادَتِهِمْ

بَيْنَ الزُناةِ ..

وطابَ على الخَنا السَمَرُ !

لَمَّا رأوا بِقُرى إبليسَ كَعْبَتَهُمْ

حَجُّوا إلَيْها ..،

وطافوا البَيْتَ .. واعْتَمَروا !

وتَيَمَّموا فيها صَعيداً قُدَّ مِنْ دَنَسٍ

صَلُّوا عُراةً لِلأوْثانِ ..

ما اسْتَتَروا !

بَلْ قَدَّموكَ قرابيناً لِتَوْبَتِهمْ

سَمْعاً وطَوْعاً ..

وتَسْليماً بما أُمِروا !

ذَبَحوكَ زوراً في مِحرابِ سادِنِها

شَرِبوا دِماءَكَ حَتَّى ..

بالدِما سَكِروا

وَتَوَسَّلوا الأصْنامَ غُفراناً لِمَعْصِيَةٍ

فاسْألْ زَبانِيَةَ الأصْنامِ إنْ غَفَروا ؟

واسْألْ وِلِيَّاً لَهُمْ عَنْ أمْرِ سَوْأتِهِم ،

هَلْ طابَ مَلْمَسُها ..

وتَمَتَّعَ النَظَرُ ؟

أمْ انَّهُ بِقُشورِ الثومِ بائعُها ..

في خِلْسَةِ اللِصِّ كيلا تَعْتبِ القَشَرُ !

وَطَرٌ أتاحَ لَهُ لَهْواً بِجارِيَةٍ

ما شَاْنُهُ مِنْها ؟ وَقَدِ انْقَضى الوَطَرُ

مَنْ يَشْتَري بَخْساً عَوْراتِ عارِيَةٍ ؟

تَأبى الشَطارَةُُ .. والمَجَّانُ مُزْدَهِرُ !

سَتَبورُ سِلْعَةُ كَسْرٍ فاتَ مَوْسِمُها

فالسوقُ يأنَفُ والسِمْسارُ يَعْتَذِرُ

صَبْراً ..

فتِلْكَ مَهاوي الدَهْرِ تُوعِدُهُمْ

في حُفْرَةٍ ..

تَحْتَ نِيرِ الرَدْمِ تَنْحَدِرُ ؟

أَنَّى لِجُثَّةِ جُرْذٍ أَنْ تُرى كَفَناً ،

فالجُحْرُ يَلْفُظُ .. والزَبَّالُ يَنْتَظِرُ !

وَعْدُ المَقاديرِ مِنْ أمَدٍ نُراوِدُهُ

فَمَتى يَبَرُّ مَتَى ..

بِوَعودِهِ القَدَرُ ؟

 


 

(109)    هل أعجبتك المقالة (101)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي