تصاعد الخطاب الإعلامي بين "حركة أحرار الشّام" و"هيئة تحرير الشّام"، متزامنا مع نصب الأخيرة حواجز لها بالقرب من معاقل "الأحرار" في معبر "باب الهوى" الحدودي، وسيطرة لها على مقار لـ"الفرقة الوسطى" التابعة للجيش السوري الحر.
ويأتي تصاعد لغة الخطاب بين الجانبين، والتحركات على الأرض، بعد نشر عدة تقارير إعلامية، تفيد بنية الجيش التركي التدخل عسكريا في ريف إدلب، ضمن اتفاق "خفض التصعيد" الذي وقع في العاصمة الكازاخية "أستانة"، قبل عدة أسابيع.
وقال مصدر محلي في منطقة "باب الهوى" لـ"زمان الوصل" إنّ الهيئة نصبت عدة حواجز استفزازية قرب مقرات الحركة في معبر "باب الهوى"، وكذلك في ساحة المعبر القديم.
الناطق العسكري باسم "حركة أحرار الشّام" "عمر خطاب" قال لـ"زمان الوصل" إنّ الهيئة رفعت سواتر ترابية، وأقامت حواجز بالقرب من مقار "حساسة" للحركة في منطقة معبر "باب الهوى".
وبحسب المصدر، الذي فضّل عدم نشر اسمه، فإنّ الهيئة نصبت عدة مدافع لها، في التلال القريبة من معبر "باب الهوى" الحدودي، في "بابسقا"، وغيرها من المناطق القريبة، دون معرفة الأسباب الموجبة لذلك، وهو ما تم نفيه من قبل الناطق العسكري في "حركة أحرار الشّام"، ومن قيادي في "هيئة تحرير الشّام" أيضاً.
بدوره، اتهم الناطق الرسمي باسم "حركة أحرار الشّام" "محمد أبو زيد" في بيان له، "هيئة تحرير الشام" بالتحريض والحشد العسكري في مناطق حساسة تطل على مقرات الحركة، ومواقعها الحيوية في الشمال السوري، بدعوى (تأييدها للتدخل التركي)، مما أوغر الصدور وشحن النفوس وجعل الجو مناسباً لإشعال الفتنة".
وطالب "أبو زيد" في بيانه، من نعتهم بـ"المصلحين في الهيئة" بالأخذ على أيدي من يحاولون إدخال الثورة في أتون الاقتتال الداخلي، قبل أن تنفلت زمام الأمور وتخرج عن السيطرة.
ولا تبدو تحركات الهيئة في الشّمال السوري، للحصول على نفوذ أكبر لها في منطقة "باب الهوى"، إذ تُفيد مصادر برفض الهيئة، بشكل مطلق، تدخل الأتراك في ريف إدلب، من خلال تعزيزها لحواجزها بسواتر ترابية كبيرة، زيادة عدد العناصر فيها، وهو ما يحصل على الأرض بشكلٍ فعلي، الأمر الذي أكدته مصادر محلية في شهادات توافقت مع إعلان القيادي في الهيئة "أبو الزبير الشامي" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكدّ فيه أنّ "التحركات العسكرية للهيئة؛ تهدف إلى تدشين، وتحصين المناطق الحدودية، من أجل صدِّ أي محاولة هجوم من قبل من فصائل البنتاغون المفسدة".
ترافق إعلان القيادي في الهيئة، مع تصريحات إعلامية لقيادي فيها، مجهول الهوية تضمن نية الهيئة قتل أي جندي تركي يتجاوز الحدود مع سوريا، الأمر الذي نفاه مدير العلاقات الإعلامية في "تحرير الشّام" "عماد الدين مجاهد".
واعتبر "مجاهد" في تصريح لـ"زمان الوصل" تحركات الهيئة على طول الخط الحدودي "طبيعية" تأتي ضمن مقرات الهيئة، التي تتواجد فيها منذ عامين.
وفنّد "مجاهد" اتهامات "الأحرار" لهم، بالسعي إلى الهجوم على مقراتها في الشّمال، بالقول: "لا نية للهيئة، بالهجوم على حركة أحرار الشام، واستندوا بذلك على الظنون والأوهام أو ربما استمعوا لبعض المحرضين العاملين في صفوفهم وتجاهلوا التحدث أو التواصل بشكل رسمي مع الهيئة".
ووصف "مجاهد" العلاقة مع "الفرقة الوسطى" بأنها "جيدة"، معتبراً الترويج لغير ذلك يهدف للفتنة ومحاولة البعض بث الأكاذيب للنيل والتشويه من سمعة الهيئة"، على حد قوله.
وبالرغم من الكلام الرسمي من قبل الجانبين، حول التصعيد الأخير بينهما، إلا أنّ الوقائع على الأرض تشير إلى خلافات عميقة بينهما، حول الموقف من التدخل التركي، في ريف إدلب، حيث تحاول "الأحرار" تقديم نفسها للأتراك، على أنها لاعب رئيسي في ريف إدلب ولا يمكن تجاهلها، فيما ترفض الهيئة فكرة التدخل التركي أصلاً في ريف إدلب، في ظل حديث عن تباين في مواقف مكونات الهيئة من الفصائل المشكلّة لها، وسط أنباء عن إمكانية استعانة التركي بالفصائل التي طردتها "النصرة" سابقاً، كـ"حزم" و"ثوار سوريا" إنّ بقيت الهيئة على موقفها الرافض لدخوله.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية