أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"يمكن هون" منصة إلكترونية للبحث عن المفقودين السوريين حول العالم

أطلق المبرمج السوري الشاب "محمد توتونجي" المقيم في تركيا منذ سنوات منصة إلكترونية غير ربحية باسم "MaybeHere" (يمكن هون) من أجل التبليغ والبحث عن المفقودين باللغتين العربية والإنكليزية، على أن يتم إضافة التركية والألمانية والفرنسية فيما بعد.

وقال "توتونجي" لـ"زمان الوصل" إن فكرة المنصة جاءت بعد رؤيته لمنشورات وإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن أشخاص مفقودين أو أطفال ضائعين، وكان -كما يقول- يلاحظ مدى اللامبالاة وعدم الاهتمام من قبل الناس مع هذه المعلومات.

ولفت إلى أنه "يمكن لمن يريد العثور على شخص ضائع سواء كان طفلا أو مشرداً أو مريضاً عقلياً إنشاء ملف على المنصة لهذه الحالة، والأمر ذاته بالنسبة للتبليغ عن الأشخاص الذين يغرقون في البحر بسبب الهجرة غير الشرعية، كما حصل مع آلاف اللاجئين السوريين إلى أوروبا بحراً في السنوات الماضية". 

يحمل "توتونجي" شهادة البكالوريوس في الهندسة المعلوماتية من جامعة "المأمون" في حلب عام 2007، ومنذ ثلاث أشهر أحسّ -كما يقول- بأوقات فراغ لديه فأراد أن يستفيد منها بمشروع يفيد شريحة كبيرة من السوريين بشكل خاص والعرب بشكل عام.

وأضاف المبرمج الشاب أن مشروعه يتيح لأي شخص إنشاء صفحة لمفقود دون قيود ويقوم بالنشر فيها، ويتمثل دوره في محاولة التأكد من أن المعلومات الواردة لا تبدو ملفقة أو تحمل كلمات بذيئة أو مسيئة لأي كان.

ولفت الشاب الذي يعيش في مدينة "بورصة" التركية ويعمل في شركة برمجيات مختصة بأتمتة الجامعات الخاصة والمشافي منذ ثلاث سنوات إلى أن هناك عشرات الصفحات على "فيسبوك" من أجل التبليغ عن المفقودين وكل منها يعمل على هواه وبشكل كيفي وربما يكون هناك أخطاء في البيانات بين صفحة وأخرى، ولذلك -كما يقول- أنشأ المنصة بهدف توحيد جهود التبليغ في مكان واحد بحيث يستفيد الآخرون من الدخول والبحث عن الحالات التي لم يتم إغلاقها بعد.

وأوضح "توتونجي" أن منشئ الحالة يمكنه إغلاقها بمجرد العثور على المفقود وستظهر رسالة تنبيه للزائر بأن هذه الحالة مغلقة أو تم العثور عليها وتفيد هذه الرسالة بالكف عن الاتصالات التي تنهال على صفحة الحالة بعد العثور على الشخص.

وأبان أن منصته تعتمد على مركزية البيانات فعند تعديل بيانات الحالة (بيانات آخر مكان تم رؤية الشخص) لا يعود هنالك حاجة لإعادة نشر الحالة على شبكات التواصل الاجتماعي، فالمشاركات هي رابط للصفحة وليس بيانات ثابتة.

وتتضمن المنصة ميزة البحث المتقدم، وهي تفيد الحالات التي مضى وقت طويل على اختفائها -كما يقول محدثنا- مشيراً إلى أن الشخص يمكنه البحث عن كل الحالات المفقودة ومنها "صاحبة الشعر الأسود" ضمن مدينة دمشق مثلاً والتي فقدت بين عامي 2011-2012.

و"توتونجي" أن كل حالة يُطلق عليها مواصفات معينة عند إدخالها في المنصة كالعمر والجنسية والوزن والطول لون الشعر- لون العينين والمواصفات المميزة كـ "شامة كبيرة" بين الحاجبين، وجميع هذه البيانات تتيح للمستخدم إجراء "الفلترة" عليها بهدف تسهيل الوصول إلى الحالة، بالإضافة إلى البيانات المتعلقة بوقت ومكان اختفاء الشخص المراد البحث عنه.

وأكد "توتونجي" أن "أغلب حالات المفقودين للأسف هم الأطفال، ومما يعقّد مهمة العثور عليهم في أحيان كثيرة أن هؤلاء الأطفال قد يتم نقلهم إلى بلد آخر مما يضعف احتمال معرفة مكانهم، وبما أن المنصة تخدم البحث في جميع البلاد فهذا من شأنه رفع نسبة احتمال العثور على هذه الشخص.

وحول مدى استجابة ذوي المفقودين أو من يملك معلومات عنهم مع المنصة لفت "توتونجي" إلى أن "الغريق يتعلق بقشة ويتعلق ذوو المفقودين عادة بأبسط أمل يمكن أن يساعدهم في العثور على مفقوديهم".

وأكد محدثنا أن "تفاعل ذوي المفقودين مع المنصة إيجابي، وكل شخص يأمل أن تصل صفحة فقيده إلى أي شخص في العالم على أمل يكون أحد قد عرفه أو رآه مصادفة".

وأعرب "توتونجي" عن أمله في أن تحقق منصته الانتشار المأمول، وكله ثقة –كما قال- بأن هناك حالات كثيرة سيتم التبليغ عنها وخاصة الحديثة منها، مشيراً إلى أنه يطمح من خلال مشروعه غير الربحي إلى "رسم البسمة ومسح الدمعة عن كل من له مفقود، والعمل على تكوين مجتمع محب للمساعدة وخاصة في أوساط السوريين".

ويختم "عندما يقوم كل شخص منا بنشر حالة أو حالتين حتى ولو كان لا يعرفهما على صفحة ينشئها لهذا الغرض كل شهر تقريباً، فهذا من شأنه أن يعزز الروابط بين الناس، ويعطي الأمل لأهل المفقود بأنه مازال هنالك أشخاص يرغبون بمساعدتهم والبحث معهم".

زمان الوصل - رصد
(96)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي