أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد فشل انتحارها.. فتاة سورية تطلق مبادرة لمحاربة الظاهرة

جيلان - زمان الوصل

بعد نجاتها من محاولة انتحار أقدمت عليها بسبب ظروف نفسية صعبة عاشتها قررت الشابة السورية "جيلان السهو" تأسيس مبادرة أطلقت عليها اسم "لنحيا" تهدف إلى التحاور مع شبان وفتيات فكروا في الانتحار، وتقديم أجوبة لهم وتوعية المجتمع بالنتائج المترتبة على معاناة الشباب وخصوصاً في ظروف الحرب التي فاقمت هذه الظاهرة.

ذات يوم من عام 2014 استفاقت شقيقة "جيلان" عليها وهي ممددة بجانبها وبالكاد تستطيع التقاط أنفاسها بعد أن تناولت مجموعة من الأدوية بهدف الانتحار بعد أن وصلت إلى طريق مسدود في ظل الظروف التي تعيشها سوريا ولا تزال من حرب وتدمير وتهجير وحرمان من أبسط شروط الحياة لمن هم في عمرها.

ولم تكن قادرة على فهم الظروف التي تعيشها، وكانت محاولة انتحارها –كما تروي لـ"زمان الوصل" مجرد خطوة للفت نظر أهلها إلى ما تشعر به وتعيشه، رغم أنهم لم يكونوا مقصرين حيالها كما تقول، ولكن الأهل غالباً يرون أن تلبية احتياجات الطفل أو المراهق تتمثل في الأشياء المادية كالأكل واللبس والمدرسة، دون الانتباه إلى موضوع الراحة النفسية لهذا الطفل.

وتابعت جيلان وهي تضحك أنها كتبت وصيتها آنذاك بطريقة درامية قبل أن تتناول مجموعة من الأدوية كادت أن تودي بحياتها.

وكشفت الشابة أن والدها توفي وهي صغيرة وكانت والدتها تتولى تربيتها مع أشقائها مضيفة أنها كانت على علم بأن خبر انتحارها سيكون بمثابة صدمة على عائلتها الصغيرة ولكنها تعبت من المشاكل النفسية، ولم ترَ من حل لأوضاعها سوى الانتحار.

ولفتت الفتاة العائدة من الموت إلى أن ما قامت به خطأً كبير ولولا مشيئة الله لكانت الآن في عداد الأموات، مشيرة إلى أن الموضوع لم ينته بمجرد مساعدة أهلها لها ولكنه تزايد وتفاقم عندما سافرت وبدأت تعيش مشاعر جديدة من الغربة والبعد عن الوطن والأهل والأصدقاء، ما زاد من مشاعر اليأس والإحباط النفسي في داخلها من جديد، وجرّدها من كل الأشياء التي كانت تعزز وجودها وذاتها -كما تقول- 

وشرحت جيلان التي تعيش اليوم في "شيراز" الإيرانية مؤقتا ريثما تلتحق بأهلها في ألمانيا، السبب الرئيسي للإسراع بإطلاق مبادرتها" لنحيا" وهو خبر انتحار 9 شبان في دمشق بعد إخفاقهم في امتحانات الشهادة الاعدادية، وتتكون المبادرة الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، حسب محدثتنا، من 100 شاب وفتاة من بينهم مختصون في علم النفس ومرشدون نفسيون يعملون بشكل تطوعي، مضيفة أن فريقها يتلقى الآن تدريبات مكثفة في علم النفس والإرشاد النفسي ليكونوا مؤهلين في التواصل مع الأشخاص الذين يفكرون بالانتحار أو أولئك الذين يحتاجون إلى مساعدة نفسية، وسيتم -كما تقول- اتباع منهجية علمية مع هؤلاء ليتمكنوا من استيعاب ذواتهم وفهم الحياة جيداً، وليكونوا أشخاصاً واثقين من أنفسهم حتى ولو مرت بهم الكثير من التجارب العصيبة.

ولفتت "جيلان" إلى أن فريقها المتطوع سينقسم بعد الانتهاء من فترة التأهيل إلى عدة فرق ومنها فرق توعية وفرق تقنية وإدارية والأهم من ذلك –كما تقول- فريق الخط الساخن الذي سيكون جاهزاً على مدار 24 ساعة للإجابة على مكالمات الأشخاص المقبلين على الانتحار أو من يحتاجون لاستشارة بخصوص أوضاعهم النفسية. 

وحول أثر الحرب السورية على تفاقم مشكلة الانتحار بين الشباب أكدت مؤسسة "نحيا" أن "الحرب شوّهت كل معنى جميل للحياة في نفوس الشباب وسرقت كل أحلامهم التي كانوا ينشدونها.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(157)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي