تواجه الأقلية الشيشانية في الجزيرة السورية خطر الانقراض في المنطقة بعد سيطرة حزب "الاتحاد الديمقراطي" على مدينة "رأس العين" شمال الحسكة ومنطقة منابع نهر الخابور، الذي يعتبر المركز الأساسي لتواجدهم على مدار القرنين الماضيين.
وأفادت مصادر من السكان الشيشان في المنطقة بانخفاض أعداد العائلات الشيشانية في منطقة "رأس العين" إلى النصف بعد هجرة عشرات العائلات إلى تركيا وأوروبا بسبب سيطرة حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي على المدينة عقب المواجهات مع كتائب الجيش الحر في المدينة خلال عامي 2012 و2013.
وأوضحت المصادر في اتصال هاتفي مع "زمان الوصل" أن مسلحي الحزب استولوا على منازل وأراضي العائلات الشيشانية التي ينتسب أحد أبنائها لكتائب الجيش الحر أو قتل خلال المعارك ضد الحزب، كما تعرضت عشرات المنازل في أحياء المدينة للتخريب والسرقة بتهمة التعاون مع الجيش الحر والفصائل الإسلامية.
وأشارت المصادر إلى أن أكثر من 30 عائلة هاجرت إلى تركيا وأوروبا، فيما ساهمت عادات وتقاليد الزواج الداخلي (عدم التزاوج مع قوميات أخرى) والإنجاب (ولد واحد في الغالب) الصارمة إلى تهديد 90 عائلة بالزوال لعدم إنجابها أولادا من أصل مجموع عائلات هذه الأقلية التي تعد 300 عائلة تقريباً.
وتتسبب عادات الزواج الشيشاني التي تحظر الزواج من القوميات الأخرى وتأخير سن الزواج لدى الشباب بوفاة عشرات الأشخاص دون أن يتزوجوا بعد تقدّمهم بالسن.
وفي ظل هذه التحديات والأخطار انقسم شيشان الجزيرة السورية إلى معارض بشدة لنظام بشار الأسد أو مؤيد رضي بالقتال حتى إلى جانب مسلحي حزب "الاتحاد الديمقراطي" عبر تشكيل "طابور عسكري" (كتيبة) عام 2014 بقيادة "خالد شاويش" المنحدر من قرية "السفح" أهم القرى الشيشانية جنوب مدينة "رأس العين".
وتقول المواقع والمدونات المهتمة بشؤون شيشان الجزيرة السورية إن أعداد العائلات الشيشانية كانت في مطلع القرن الماضي 3000 عائلة أي أنها انخفضت بنسبة 90% مطلع القرن الحالي نتيجة قلة الإنجاب، فيما ساهمت ظروف الحرب والعادات والتقاليد المتبعة لدى هذه العائلات في تقلص العدد الأخير إلى ما يقارب النصف خلال السنوات العشر الأخيرة.
الجدير ذكره أن ميليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية سيطرت على مدينة "رأس العين" في صيف 2013، عقب نقضها اتفاق الهدنة الموقع مع الجيش الحر مستغلة توجه الكتائب إلى منطقة "الشدادي" استعداداً للمشاركة في معركة "براكين الشرق" ضد قوات النظام بهدف السيطرة على فوج "الميلبية" جنوب الحسكة في ذلك الحين.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية