اشتعلت معركة كلامية بين "حسن م. يوسف" الكاتب المؤيد للنظام و"جهاد مقدسي" الناطق السابق باسم وزارة خارجيته والمنشق عن النظام، والذي أعلن أخيراً استقالته من العمل السياسي.
"حسن. م. يوسف" في زاويته الأسبوعية بجريدة "الوطن" المملوكة لرامي مخلوف "النأي عن الأم" يناقش فيها تصريحات مقدسي التي أعلن فيها استقالته يقول يوسف: "أعترف أنني توقفت طويلاً عند لهجة "تصريحات" السيد مقدسي، فهو لم يعترف بأن خياراته كانت خاطئة، ولم يعتذر من المواطنين السوريين الذين عانوا، بسبب خياراته وخيارات أمثاله، لسنوات طويلة من الحرب والفقر والمعاناة، بل إن دراسة متأنية للهجة ونصوص تصريحات مقدسي تجعل المراقب الموضوعي يستنتج أنه ينظر إلى نفسه بفخر كما لو أنه مثال الوطنية والشجاعة الأدبية".
بعد التشكيك في نوايا مقدسي من انشقافه عن النظام وعدم اعتذاره يوجّه يوسف اتهاماً واضحا لمقدسي بشراكته في حرب قذرة على سورية في اعتراف الأخير لقناة "الميادين" كما يقول يوسف: "أعترف لكم أنني لم أصدق عيني وأنا أقرأ اعتراف مقدسي أخيراً بأن ثمة "سيناريو قذراً" يحاك لوطننا الحبيب سورية، فهذا أمر سبقه لرؤيته الضرير وعرفه الطفل المقمط في السرير! ما فاجأني حقاً ليس اعتراف مقدسي بوجود السيناريو القذر، بل رد فعله إزاء ذلك الاكتشاف المتأخر! فبدلاً من أن يندم على خياره الخاطئ ويعلن وقوفه ضد ذلك السيناريو "القذر"، يقرر ممارسة وصفة "النأي بالنفس" التي اخترعها "قوادو" السياسة في لبنان".

يختم يوسف زاويته بوصف مقدسي بالولد الذي يترك أمه تقع في حفرة مملوءة بالعقارب ولا يملك لها إلا الصراخ: "وحاله في ذلك كحال ولد مدلل اقتادته أمه رغماً عنه إلى المدرسة وفي الطريق وقعت الأم في حفرة فيها العديد من العقارب والأفاعي، فلم يعمل الولد لإخراج أمه من الحفرة، كما يقتضي الواجب والمنطق، بل اكتفى بالصراخ، وهرب من المكان نائياً بنفسه عن مصير أمه!".
بدوره هدد مقدسي بالرد على اتهامات يوسف واعتبرها تناولت جوانب شخصية وأنه كان قد اتخذ قراراً بعدم الرد على الكتابات الشخصية، إلآ أن الكتابة بجريدة رسمية يستحق الرد: "قرأت اليوم ما كتبته صحيفة الوطن السورية في زاوية حسن م يوسف... اعتدت عدم الرد على الكتابات الشخصية أو الفيسبوكية و رسمت لنفسي خطاً مقدساً منذ خمس سنوات أن لا أشخصن، لكن بما أن المكتوب منشور بصحيفة رسمية عملياً، ويتناول الجانب الشخصي كما ذكر السيد. م. يوسف حول "النأي بالنفس والقوادة السياسية، و سورية الأم" ... تكرم عينك سأرد بشكل شامل عليك وعلى ما كل تردد مؤخراً من تفاهات، وسيكون الرد مماثل وشخصي).
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية