تشهد بلدتا "كفريا- الفوعة" بين الحين والآخر، حرق الميلشيات الموالية لنظام الأسد فيهما للأشجار المثمرة، وتجريف للأراضي الزراعية، في البلدتين، أو على خطوط الجبهة، تعود ملكيتها لأهالي مدينة "بنش" المجاورة، بالتوازي مع سماع أصوات انفجارات ضخمة في البلدتين، يُعتقد أنها أصوات حرق للأسلحة الثقيلة العائدة لتلك الميلشيات.
تأتي تلك الأحداث في ظل أحاديث تجري بين أهالي مدينة "بنش" حول نية عدد من العوائل المالكة في بلدة "الفوعة" البقاء في المدينة، تحت حماية "جيش الفتح"، أو القوات التركية، المُرجح دخولها إلى مدينة إدلب، وريفها خلال الأيام القادمة، بحسب مصادر ميدانية في مدينة "بنش".
المتحدث العسكري باسم "حركة أحرار الشام"، "عمر خطاب" أكد لـ"ازمان الوصل" أن اتفاقية المدن الأربع هي قيد التنفيذ، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية من الاتفاق ستطبق قريباً، نافيا علمه بأي تفاصيل حول بقاء عدد من أهالي "الفوعة" في البلدة الموالية للنظام.
بينما يؤكد عضو تنسيقية المدينة، الناشط الإعلامي "محمد حاج قدور" لـ"ازمان الوصل" أنّ تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، قد تعرقل في ظل مطالب الأهالي في المدينة بالإفراج عن المعتقلين من أبنائها، مشيراً إلى وجود شبه اتفاق على بقاء 300 مدني من أهالي "الفوعة" ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، وهم من كبار مُلاك المدينة.
كلام "حاج قدور" يوافق عليه مصدر قيادي في فصيل إسلامي في الشّمال السوري، حيث يشير الأخير خلال حديثه لـ"زمان الوصل" إلى أنّ اتفاق "المدن الأربع" شبه لاغٍ، في ظل التطورات الدولية في الشّمال السوري، حيث من المفترض أن تخضع البلدتان المواليتان للنظام لحماية من القوات التركية، التي تتهيأ للدخول إلى إدلب، في إطار اتفاق "تخفيض الأعمال القتالية"، الذي وقع في العاصمة الكازاخية "الآستانة" خلال الأسابيع الماضية.
وبرأي القيادي، الذي رفض الكشف عن اسمه، فإن الفصائل في الشّمال تتحضر لاستقطاب الشارع في مدينة إدلب، كي تُقدم نفسها للأتراك على أنّها حليف يُعتمد عليه، في إدارة المناطق التي ينوي الجيش التركي دخولها بريف إدلب، مشيراً إلى أنّ أبرز الفصائل التي تحاول استقطاب الشارع، هي "حركة أحرار الشّام" التي تبنت مؤخراً علم الثورة كشعار لها.
وفي ظل تلك القراءات للأوضاع في "الفوعة" ومحيطها، فإنّ المهندس الزراعي "أبو كامل البنشي"، الذي يقع منزله على خط التماس مع "الفوعة"، يؤكد لـ"زمان الوصل" أنّ طائرات الشحن "يوشن" تنقل يومياً المساعدات لأهالي البلدتين المواليتين (كفريا -الفوعة).
وينفي "البنشي" أن يكون النشاط الزراعي على خطوط التماس في المدينة، قد عاد إلى طبيعته، بعد تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق المدن الأربع، بسبب رشقات "رشاشات 23" التي تطلق بشكل تحذيري من قبل الميليشيات الموالية للنظام في "الفوعة".
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق المدن الأربع، نُفذت في شهر نيسان/ أبريل من العام الجاري، وشملت إطلاق عدد من المعتقلين في سجون النظام، إضافة إلى إجلاء 5 آلاف مدني ومقاتل من البلدتين المواليتين للنظام في ريف إدلب، مقابل خروج آخرين من "الزبداني، بلودان، مضايا" في ريف دمشق، على أن تُنفذ المرحلة الثانية منه لاحقاً.
بدوره، يقول رئيس المجلس المحلي في مدينة بنش "مصطفى عارف حاج قدور" لـ"زمان الوصل" إنّ عدد أهالي المدينة مع النازحين، بلغ أكثر من 40 ألف نسمة، ساهم بوجودهم الهدوء على الجهات، مشيراً إلى سعي مجلسه لتأمين الدعم؛ من أجل تقديم مزيد من الخدمات لأهالي المدينة.
ويتمنى "حاج قدور" أن يستمر هدوء الجبهات في مدينة "بنش" كي يتمكّن جميع الفلاحين من العودة إلى أراضيهم وزراعتها.
وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في مدينة "بنش" 15 ألف هكتار، منها 1100 مشجرة، حيث يُعتبر المحصول الرئيس فيها "الزيتون" و"العنب"، إضافة إلى اعتماد أهاليها على نظام المشاريع في زراعة الخضروات، والقمح.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية