أكد مصدر مسؤول في الغوطة الشرقية أن قوات الأسد جددت هجومها بغاز الكلور للمرة الثانية خلال 24 ساعة، مستهدفة بلدة "زملكا" في وقت متأخر من ليل السبت، بعد ساعات من هجومها على "عين ترما".
ونفى جيش النظام إقدامه على استخدام الكلور في "عين ترما" أمس مدعيا أنه لا يملكه.
وأشارت مصادر طبية إلى أن الهجوم الثاني أسفر عن وقوع ست إصابات، في حين أصيب نحو 30 في الهجوم الأول الذي استهدف مواقع لـ"فيلق الرحمن" في "عين ترما".
وذكر "وائل علوان" المتحدث الرسمي باسم "فيلق الرحمن" أن نظام الأسد شن هجمات بالغازات السامة على جبهات شرق دمشق كان أولها وأعنفها هجوم بقذائف مدفعية على نقاط "فيلق الرحمن" في جبهة "عين ترما"، لافتا إلى أنه بعد إسعاف المصابين أكد الأطباء الذين عالجوهم أن الأعراض التي ظهرت على المصابين تثبت تعرضهم لاستنشاق مادة سامة هي مادة الكلور.
وأضاف "علوان" أن قوات الأسد أتبعت نفيها استخدام الكلور في "عين ترما" بتجديد هجومها الكيميائي 3 مرات على "زملكا" منتصف ليل السبت.
وقال إن "فيلق الرحمن" سهل وصول إعلاميين وصحفيين وأعضاء المنظمات الإنسانية الموجودين في الغوطة الشرقية لإجراء لقاءات مع المصابين والمسعفين والكادر الطبي بهدف تأكيد استخدام غاز الكلور، داعيا المنظمات الأممية الموجودة في دمشق للدخول إلى الغوطة الشرقية وإجراء تحقيقات محايدة وإثبات موضوع استخدام السلاح الكيماوي أمس وذلك بحسب "علوان".
وأكد "علوان" أن "النظام الأسدي المجرم حاول إنكار جريمته كالعادة وافتعل اليوم تفجيرات دمشق للتغطية على جريمة استخدام الغازات السامة المحرمة دولياً بشكل متكرر، ويروج دائماً لوجود فصائل إرهابية في المنطقة تستهدف المدنيين وكل ذلك عار عن الصحة".
وأردف "جبهات جوبر وزملكا وعين ترما يسيطر عليها فيلق الرحمن، وهو فصيل من الجيش السوري الحر والذي وقّع على اتفاقية وقف إطلاق النار في 29/ كانون الأول- ديسمبر في العام الماضي ولا يوجد أي عنصر لفصيل إرهابي أو لفصيل غير فيلق الرحمن وكل ذلك ذرائع وادعاءات ومحاولة كسب للوقت من أجل تحقيق أهداف عسكرية جديدة".
في السياق نفسه عاش سكان الغوطة الشرقية بكافة مدنها ليلة رعب وخوف تمثلت بخشيتهم من تكرار سيناريو مجزرة الكيماوي صيف عام 2013، ولا سيما مع سماع أصوات اشتباكات عنيفة وسقوط قذائف صاروخية ومدفعية على الأحياء السكنية في كل من "زملكا"، "عين ترما"، "جوبر" و"عربين".
ونقل مراسل "زمان الوصل" عن سكان في مدينة "زملكا" أن ليلة السبت كانت واحدة من أسوأ الليالي التي مرت على أهالي المدينة، بسبب الهلع الذي أصاب السكان نتيجة استخدام غاز الكلور رغم محدودية الإصابات في صفوف المدنيين واقتصار القصف على مواقع عسكرية.
وأوضح السكان أن شائعات انتشرت الليلة الماضية ضمن الحرب النفسية التي استطاع النظام السوري ممارستها على المدنيين ولا سيما الأطفال والنساء.
وذكروا أن القلق والمخاوف تعمّقت نتيجة حالة الطقس التي شهدت انعداما في الرطوبة بالتزامن مع سقوط عدد مكثف من القذائف المدفعية والصاروخية، ما جعل الأهالي يظنون أن سيناريو مجزرة الكيماوي في آب أغسطس/2013 قادم مجددا، ليغيب النوم عن أعينهم حتى صباح اليوم الأحد.
وكانت مدينة "زملكا" مسرحا لمجزرة الكيماوي التي راح ضحيتها ما يزيد عن 1300 ضحية في عموم الغوطة، منهم 300 في "زملكا" وحدها نتيجة استخدام النظام السوري غاز "السارين" في قصفه على مدن عديدة بينها "عربين" و"عين ترما"، فضلا عن "زملكا".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية