أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصة يد سورية مقطوعة في عرسال...

هذه اليد لسوري هرب من بشار الأسد وقتله الجيش اللبناني - زمان الوصل - خاص

لا فرق بين جيش كانوا قد فروا من جوره وبطشه وترسانته العسكرية الدموية الغاشمة وجيش ظنوا "وبعض الظن إثم" أنهم قد لجؤوا ليعيشوا في حمايته آمنين.

جيشان قد تشابها في التعطش لسفك الدماء، وإعلان شريعة وشرعية "البوط العسكري" ديانة على السوري أن يعتنقها رغما عن كل ما عاشه ويعيشه من جراح.

"لا إكراه في الدين"، عبارة لا مكان لها على ما يبدو في قواميس الجيش اللبناني كما لم تجد لها مكانا في أدبيات جيش الأسد من قبله، فهذه ليست يد دمية فبركها إعلام الثورة في استديوهات قطر وقنوات "الجزيرة" و"العربية".

هذه ليست يد قد تقاضت حصتها من أموال (البترودولار) التي توزعها دول الخليج على كل عاق وكافر بدول الممانعة والمقاومة سورية كانت أم لبنانية.

هذه ليست يد صافحت الجندي الإسرائيلي والتركي من تحت الطاولة لتبيعه الجولان ولواء الاسكندرون.

هذه ليست يد وهابية ولا إخونجية ولا سلفية ولا تكفيرية ولا قرضاوية ولاعرعورية.

هذه يد كل ذنب صاحبها المجهول الهوية أنها كفرت بديانة البوط العسكري 

وأعلنت إلحادها بأكذوبة الممانعة والمقاومة التي أذاقتها حيف ومرارة الخنوع والذل لعقود وعقود.

هذه يد كل ذنبها أنها خرجت لتعلن رفضها وولاءها لنظام البعث وعائلة آل الأسد ومخلوف وشاليش.

هذه يد كل تهمتها أنها تمردت على ولاية الفقيه ورفضت أن تكون تابعا خانعا في جغرافيا الهلال الشيعي المزعوم.

هذه يد كل ذنبها، وبعض الذنوب شرف، أنه فضلت أن تبني خيمة حرة سيادية على أن تعيش في وطن مرتهن تابع ذليل.

هذه يد لاجئ كان يسكن خيمته في مخيم "النور" في بلدة "عرسال" اللبنانية صباح يوم الجمعة 30/6/2017، وجدت مرمية على حصيرة داسها "الفوج المجوقل" اللبناني وهو يوزع موته ورعبه على من قابلهم في عملية دهمه المرعبة الدموية باحثا عمن سماهم إرهابين.

هي يد تثبت نوعية القذائف والقنابل التي ألقاها على خيام اللاجئين السوريين ليحول أكثرها أثرا بعد عين ف عمليته التي أسماها "قض المضاجع".

هذه يد لسوري لازالوا يحتفظون بجثته إلى الآن، ويفصلون له التهمة، فقد يسمونه أميرا لـ"داعش"، أو قياديا في "جبهة النصرة"، أو انتحاريا، أو مخربا تكفيريا..

سيختارون له ألف لقب ولقب ليرسموا بدماء الأبرياء بطولة مزيفة ضد إرهاب مدعى.

لكنهم سيهملون حتما حقيقة أن لاجئا سوريا يقطن الخيمة رقم (5) في مخيم "النور" في بلدة "عرسال"، قد قضى بشظايا قنابلهم وقذائفهم التي تحركها ميليشيا حزب الله اللبناني عن بعد وعن قرب.


زمان الوصل
(107)    هل أعجبتك المقالة (97)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي