أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

القصة كاملة.. "عزيز" الذي أقر بذبح وقتل 130 شخصا وما زال في رعاية "الحكومة العراقية"

"عزيز" يرى أن الشيعة انتقموا لـ"شرف العراق" وأن تنظيم البغدادي عصابة سنية

• "عزيز".. لا أستطيع وصف الشعور الذي ينتابني عندما أذبح، لشدة ما يصيبني من الراحة

• فرّ مع عشرات الآلاف من زملائه من الموصل وسلموها للتنظيم، وهو اليوم يدعي أنه يقاتلهم ويذبحهم


كشف تقرير حديث موثق بالصور والمقاطع تشابه وربما تطابق الوحشية المفروضة على الساحتين العراقية والسورية، وممارستها من قبل أجهزة رسمية شكلها ومولها نظاما الحكم في هذين البلدين، بدعوى أنها مخصصة لمكافحة الإرهاب، بينما تثبت أفعالها أنها مجرد عصابات متطرفة في إجرامها إلى حد يفوق كل تصور.

التحقيق الذي انفردت به صحيفة "إكسبريسن" السويدية، وتولت "زمان الوصل" ترجمته لقرائها بالعربية، يسرد اعترافات لعنصر في "الشرطة العراقية" اسمه "فلاح عزيز"، ويحب أن يكني نفسه "قاطع الرؤوس"، حيث يتفاخر علانية بأنه قتل 130 شخصا، من بينهم 50 شخصا جز رؤوسهم وهم على قيد الحياة.

*تشجيع ومباركة
الصحافية التي عملت على التحقيق المريع، سألت "عزيز" عن شعوره وهو يقطع رؤوس ضحاياه، فأجاب المجرم الذي تغطيه "الدولة العراقية" وما زال في كنفها قائلا إنه لايستطيع وصف الشعور الذي ينتابه في تلك اللحظات لشدة ما يحس بالراحة!

غالبا ما يلقي "عزيز" ضحاياه على ظهورهم وهم يهم بحز رؤوسهم بسكينه، وقد يتطلب قطع رأس أحدهم أحيانا أن يمرر السكين أكثر من مرة على رقبته حتى ينفصل جسده عن جسمه، حسب "عزيز"، الذي يمسك سكين الذبح بيد ويقبض على ذقن الضحية بيد أخرى مرجعا رقبتها نحو الخلف.

ويرتكب "عزيز" جرائمه على مرأى ومسمع من "زملاء" له في "الشرطة العراقية"، حيث يتحلق هؤلاء عادة حول القاتل، الذي يظهر في مقطع وهو يصرخ منتشيا بعبارة مفادها "لقد فعلت السكين فعلها" بعد قطع رأس شاب، فيما يبدي "زملاؤه" حماسا منقطع النظير، مدعين أنه قطع "رأس داعشي".

وليس ذلك فحسب، فعلى صفحته في "فيسبوك" اختار "عزيز" صورة شخصية لحسابه وهو يحمل سكينا ملطخة بالدم، فيما أظهرت أشرطة مصورة المجرم وهو يتجول مع "القوات العراقية"، حاملا رأسا مقطوعة، أو وهو يجلد ضحايا معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي، مع محاولة خنق أحدهم.

يبدو الضرب وحشيا للغاية وينم عن حقد دفين، حيث يستخدم "عزيز" وزملاؤه سياطا يشتبه بأنها أسلاك كهرباء لترك أكبر قدر من الأذيات على أجساد الضحايا.

ويظهر "عزيز" في لقطات أخرى وقد فرغ من ذبح بعض الأشخاص ليقوم باستعراض رؤوسهم المقطوعة، ولقطات أكثر شناعة يقوم فيها القاتل المهووس بنبش أحد القبور واستخراج الجثة الموجودة فيه.
ويقر "عزيز" بجرائمه دون مواربة، مصرحا لصحيفة "إكسبريسن": "كل يوم، أقسم أني أذبحهم كما ذبحونا".
ويقول "عزيز" إنه ليس جميع من يقاتلون التنظيم من "الجيش العراقي" يفعلون ما يفعله، متباهيا بأن قطع الرؤوس تخصصه.. لكن من يحاربون إلى جانب "عزيز" لا يحتجون على ما يفعله، بل على العكس تماما.. فهم يشجعونه ويباركون أعماله الشنيعة، ما يعني رضاهم التام عنها.

*أذبح الأحياء
يرتكب "عزيز" جرائمه وهو يرتدي الزي الرسمي للشرطة العراقية، وتكشف مقاطع على جوال المجرم نفسه عن أفراد من الشرطة والجيش يشهدون تلك الانتهاكات ويحتفلون بها، ففي أحد الأشرطة يتجمهر جمع من القوات العراقية وهم يصرخون ابتهاجا، بينما يحمل "عزيز" رأسا مقطوعة ويطوف بها، ويوثق مقطع آخر جز رأس فتى بسكين "عزيز".

عموم المقاطع الموجودة على جوال "عزيز" نفسه أو تلك المنشورة على حسابه الرسمي، تظهر المجرم وكأنه يمارس أمرا طبيعيا بات جزءا من حياته، حيث يعلق بلا مبالاة ولا خوف من عقاب أو مساءلة: "أمنيتي الوحيدة أن أذبحهم"، بل إنه يتفاخر بعدد من ذبحهم وقتلهم، موضحا أنه قتل ما عدده 130 شخصا، منهم 50 قطع رؤوسهم.. معقبا: حتى الآن ذبحت 50.

وفي سبيل التأكد من كلامه والتأكد من حالة الأشخاص الذين قطع رؤوسهم، يتم الاستفسار من "عزيز" عما إذا كان الذين قطع رؤوسهم قد لفظوا أنفاسهم من قبل، أم إنهم كانوا أحياء عندما همّ بذبحهم، فيجيب القاتل بثقة: ""لا، لا، كانوا على قيد الحياة".

وبخصوص الفتى بالذات، أكان حيا أم ميتا عندما هم بقطع رأسه، يرد "عزيز": "كان على قيد الحياة، لقد أمسكنا به مختبئا في المراحيض".

ويحاول "عزيز" تجميل إجرامه المفرط في تطرفه، مبررا انتهاكاته الفظيعة بالقول: "لقد دفعونا إلى ذلك، ما فعلوه أمات قلوبنا، عندما تعثر على أخيك مذبوحا أو أمك مذبوحة، ماذا ستفعل؟ لا تعرف ما الذي ستفعله.. ما فعلوه بنا، يجب علينا أن نفعله بهم".

يريد "عزيز" الإيحاء بأن عباراته تخص عناصر تنظيم "الدولة"، لكن المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب والقتل على يديه لا يمثلون أمام محكمة عادلة، بل يخضعون لمزاج القاتل المنتشي بإزهاق أرواحهم.
شارك "فلاح عزيز" ضمن القوات العراقية في قتال التنظيم منذ المعركة الأولى في الموصل، عندما اقتحم التنظيم المدينة في صيف عام 2014، حينها فر أمامه "عزيز" وعشرات الآلاف من "القوات العراقية"، تاركين عاصمة الشمال العراقي للتنظيم.

*فتوى السيستاني
يقاتل "عزيز" الآن مع الفرقة الخامسة من قوات "الشرطة الاتحادية العراقية"، ويشيد بشكل خاص بضباطه المسؤولين عنه، وفي مقدمتهم "علي علامي وأبو درغام"، كما لاينسى الإشارة إلى فتوى المرجع الشيعي "السيستاني" التي دعا فيها الجميع لمحاربة التنظيم، وكان لها الأثر الأكبر في التحاق عشرات آلاف المرتزقة بالمليشيات الطائفية.

يرى "عزيز" كغيره من المرتزقة أن المليشيات الشيعية قدمت الكثير في الحرب ضد التنظيم، وقد انتقمت هذه المليشيات لـ"شرف العراق" عندما ذبحت عناصر التنظيم.

ويقاتل "عزيز" الآن على جبهة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم في غرب الموصل، وقبل بضعة أسابيع، أطلق عليه قناص النار فأصابه في فخذه.

ويرى "عزيز" أن تنظيم البغدادي هو تشكيل سني يضم مزيجا من الصداميين (نسبة إلى صدام حسين) والإرهابيين، الذين انضموا إلى التنظيم وسيطروا على المناطق السنية في العراق من أجل إعلان كيان انفصالي للعرب السنة، حسب ما نقلت "إكسبريسن".

جوال "عزيز" مليء بمقاطع الدم والإجرام التي يوثق من جلالها توحشه، وفي إحدى هذه المقاطع يبدو المجرم حاملا سكينه، ملطخ اليدين بالدم، ومحاطا بعدد من أفراد "القوات العراقية" الذي يصيح أحدهم منتشيا: "هذا ذباح الدواعش.. هذا ذباح الدواعش"، بينما ينظر "عزيز" إلى الكاميرا قائلا: "هذا دمكم يا كلاب".

ويعرض "عزيز" لصحيفة "إكسبريسن" صور 4 أشخاص يقول إنهم إخوته: أحمد، غزوان، وعد، وبشار، وكلهم "قتلوا"، ويصفهم بأنهم "شهداء"، متسائلا عن "الذنب" الذي ارتكبوه حتى يذبحهم التنظيم، حسب قوله.

ويتابع "عزيز" محاولا استدرار أكبر قدر من التسويغ لإجرامه.. 4 من إخوتي ماتوا، وأنا الأصغر بينهم، ثم يستدرك: "والله أنا بذراعي الخاصة أذبحهم، مثل ما ذبحوا إخوتي أذبحهم".

ويختم التحقيق بالتأكيد على أن "فلاح عزيز" لايشكك بمصيره وأنه في النهاية سيقتل، معلقا: "أتوقع أن أموت، وأن لا أبقى هنا".

زمان الوصل - ترجمة
(131)    هل أعجبتك المقالة (119)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي