تقليد سار عليه والده من قبله، تأدية صلاة العيد المغطاة إعلاميا، فعلها بشار هذه المرة في مدينة حماة، التي قتل نظام والده وعمه في ثمانينيات القرن الماضي ما بين 30 و40 ألفا من سكانها، وحماة التي خرجت فيها مظاهرات هي الأكبر في سورية تطالب بإسقاطه شخصيا.
تحدى بهذه الصلاة التاريخ والإنسانية، وتحدى المعارضة والجيش الحر، وقال لهم: افهموها.. انتصرت وانهزمتم، وهم صمتوا، وحتى ذلك العرعور الحموي لم ينبس ببنت شفة، ولم يعرفوا كيف يتعاملوا مع هذه الصلاة وهذه الزيارة.
انتهت صلاة العيد، ركب بشار مع زوجته وأولاده السيارة التي قادها متجوّلا بريف حماة وصولا إلى اللاذقية، قريبا من خطوط التماس مع المعارضة، وكانت بنادق الكلاشنكوف قادرة على الوصول إليه، لكن "الغراد، الدبابات، الرشاشات" بقيت صامتة، نائمة.
كان بشار يتمنى لو سمع أصوات إطلاق النار ليقول لأولاده إن الإرهابيين يحاولون استهدافكم ليزيد من حقدهم على حملة السلاح، لكن ذلك لم يحدث، غير أن الأب والأم لم يقصروا "بالتأكيد" بشحن الأولاد بكميات كافية من الحقد على مدى السنين الماضية، وساعات الرحلة.
غير حماة، زار "بيت ياشوط" و"حميميم" وقرى أخرى بريف اللاذقية مزهوا بنشوة خداع البشر بحقيقة تلك الزيارة "العفوية"، رغم أنه يدرك جيدا أنه لن يخدع إلا من يريد ذلك، فالجميع يعرف أن ما وراء الكاميرا وما قبل وصولها بساعات وربما أيام تحضيرات واستعدادات هي الأكبر في تاريخ "الشبل" ووالده.
الأسد في مأزق، يضاف إلى كل مآزقه السابقة، فهو يتعرض لضغط روسي كبير من أجل الحدّ من دور الميليشيات المسلحة في الساحل، ويقود هذه العصابات مجموعة من أقاربه وضباط كبار في جيشه وحرسه الجمهوري، ولم يعجبهم القرار الروسي وانصياع الأسد له، والذي تمثل في إزالة عشرات الحواجز التابعة لها، وسحب البطاقات الأمنية من بعض عناصرها، ومنعها من حمل السلاح في الساحل.
بشار أوعز بنقل أفراد هذه الميليشيات إلى جبهات القتال، وانضمامها للجيش، وهناك أنباء تتحدث عن تهديده باعتقال أفرادها الذين لا يلتزمون، وهذا ما رفع من غضب قياداتها، الذين لم يسلموا من الاعتقال، حيث تحدثت صفحة "شبكة أخبار البهلولية" عن اعتقال 3 ضباط من قادة الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة ممن يقودون ميليشيات في الساحل السوري، على خلفية اعتراضهم على تحجيم دورها ونقل عناصرها إلى الجبهات في تدمر ودير الزور.
جولة بشار مدروسة بعناية، "جال دون حراسة ظاهرة" غايتها إيصال رسائل في أكثر من اتجاه، ولكن الأهم أنها موجهة لحملة السلاح من أنصاره خارج جيشه، فهو يريد أن يقول لهم إنه بأمان، ويستطيع التخلي عن خدماتهم، ولا شك أنه غير راض كثيرا عن ذلك، لكنه قرار ولي الأمر الروسي، ويتوقع مراقبون أن يتراجع دور الميليشيات التي يطلق عليها صفة الرديفة في الفترة القليلة القادمة، لكن ليس دون مشاكل.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية