لجأ المدرّس السوري "مختار جانسيز" إلى الأردن هرباً من الحرب بعد إصابته بكسر في ساقه واشتداد الحصار على حي "بابا عمرو" بحمص الذي كان يسكنه، ومنذ سنتين ونصف أتيح له اللجوء إلى أستراليا بصحبة زوجته وأبنائه، وخلال فترة زمنية قصيرة تمكن جانسيز من الاندماج في المجتمع الأسترالي لإتقانه الإنكليزية وعمل متطوعا في المنظمة الأسترالية السورية للإغاثة المعروفة اختصارا باسم "SSI"، كما عمل كمساعد مدرس ومترجم في معهد "Navitas".
"جانسيز" واحد من آلاف اللاجئين السوريين الذين لجؤوا إلى أستراليا ضمن برنامج التوطين الذي شمل لاجئين في الأردن والعراق وتركيا خلال السنوات الماضية، وبلغ عدد من تم توطينهم في البلاد أكثر من 12ألفاً سكن أكثرهم في ولاية "نيو ساوث وولز" (جنوب شرق البلاد).
وهيئة الاغاثة الاسترالية السورية المعروفة اختصاراً باسم ASR هي إحدى المنظمات التي تتولى رعاية شؤون اللاجئين والاهتمام بشريحة واسعة منهم، وهي مؤسسة خيرية غير ربحية تأسست عام 2014، وتهدف إلى زيادة الوعي بالوضع الكارثي في سوريا وتأمين وسائل الاستقرار وتقديم الدعم المادي والمعنوي للاجئين، إلى جانب الدعم الذي تقدمه الحكومة الأسترالية.
مؤسس الهيئة"خالد صطوف" قال لـ"زمان الوصل" إن هدفها إيجاد بيئة سورية مفيدة ونافعة للسوريين داخل البلاد وتمكين اللاجئ من شق طريقه في مجالات اللغة والاندماج والعمل والدراسة وتبسيط قوانين الدولة التي تختلف عن قوانين باقي الدول.
وأضاف "صطوف" الذي يعيش في أستراليا منذ أكثر من ربع قرن إن منظمة " ASR" تسعى من خلال علاقاتها مع الجهات المكلفة من قبل الدولة إلى إيصال الخدمات والمعلومات حول فرص العمل والتعليم والتأهيل المهني..إلخ، وتحرص على أن تكون صلة وصل بين الحكومة وهؤلاء اللاجئين لناحية إيصال الخدمات للاجئين المستفيدين منها.
ولفت محدثنا إلى أن المنظمة نظمت خلال الفترة الماضية العديد من النشاطات الاجتماعية وحفلات التعارف في العديد من المناسبات، وكذلك نشاطات فنية وترفيهية لأطفالهم بهدف التسلية عنهم وإبعادهم عن أجواء العزلة وبخاصة في الفترة الأولى من اللجوء، وفي هذا الإطار أقامت منظمة "SSI" منذ أسابيع حفلاً ترفيهيا ًفي إحدى الحدائق العامة في "سيدني" جمع حوالي 400 طفل سوري مع ذويهم ليوم كامل وتضمن الحفل -حسب صطوف- برنامجاً ترفيهيا مكثفاً احتوى على فقرات للرسم والألعاب وتقديم الهدايا، وكان الأطفال وذووهم -كما يؤكد صطوف- في منتهى السعادة والسرور، وبخاصة أن بعضهم كان يلتقي بسوريين آخرين لأول مرة وتمنوا تكرار هذه الفعالية.
وحول أبرز التحديات التي تواجه اللاجئين السوريين في أستراليا أوضح محدثنا أن من أهم هذه التحديات مشكلة الاندماج وكسر حاجز اللغة والحاجة لتحسين الدخل وإيجاد عمل أو مهنة يعتاش منها، وكذلك توفير سكن ملائم، فعادة ما تؤمن الحكومة سكناً مجانياً للاجئين لمدة أربعة أسابيع في بداية لجوئهم فقط، ثم يُطلب منهم أن يؤمنوا سكناً لأنفسهم.
وأشار "صطوف" إلى أن تأمين السكن مشكلة بحد ذاتها بالنسبة للاجئين الجدد، فعادة ما يبحث اللاجئ عن سكن قريب من الناس الذين يعرفهم وغير مرتفع الأجرة، بحيث تتناسب مع إعانة الضمان الاجتماعي التي يتلقاها من الحكومة وهي ليست بالمبلغ الكبير.
وأردف محدثنا أن أصحاب العقارات لا يؤجرون أياً كان من اللاجئين حتى يسألون عن تاريخه وسمعته، وفيما إذا كانت لديه مشاكل الأمر الذي خلق مشكلة سكن بالنسبة للاجئين.
ولأن العثور على عمل أصبح من الأمور الصعبة بالنسبة للاجئين السوريين في أستراليا أطلقت الحكومة الأسترالية مؤخراً برنامجاً لدعم توظيفهم وتشغيلهم لمدة سنتين بتمويل بلغ حوالي مليون دولار، وتمثل دور المنظمة -باعتبارها منظمة سورية عاملة في شؤون اللاجئين -كما يقول صطوف– في تقديم الاستشارة في كيفية تنفيذ هذا البرنامج والعمل مع الحكومة يداً بيد ليؤتي المشروع ثماره على أكمل وجه.
ولفت "صطوف" إلى أن قوانين أستراليا بالنسبة للاجئين السوريين مختلفة كلياً عن البلدان الأوروبية من قيادة السيارة واستخدام وسائل النقل إلى المتطلبات الحياتية اليومية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية