نال العدّاء السوري الشاب "أحمد الجاسم" منذ أيام المرتبة الأولى على مجموعته في بطولة استوكهولم لألعاب القوى لمسافة 10 كم بعد منافسة قوية وصعبة شارك فيها أكثر من 3000 متنافس من مختلف المدن السويدية.
وحصل الجاسم على المرتبة الأولى على مجموعته الثانية بين سبع مجموعات، وستكون له مشاركة قادمة بعد شهرين مما سيؤهله للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية التي ستُقام العام القادم 2018 بمشاركة العديد من دول العالم.
وكان الجاسم الذي لم يمضِ على لجوئه في السويد سوى سنة وسبعة أشهر قد لفت الأنظار بموهبته الرياضية المميزة بعد أن خاض ماراثوناً فردياً من مقاطعة "Södertälje" حيث يقيم، إلى مبنى البرلمان السويدي في استوكهولم قاطعاً مسافة 45 كم جرياً على الأقدام لدعم اعتصام نفّذ للاعتراض على قانون يلغي منح الإقامات المؤقتة للاجئين الجدد في السويد.
ولد أحمد في أحد أحياء منطقة "العشارة" بريف دير الزور الشرقي عام 1989 وانتقل مع عائلته في منتصف المرحلة الثانوية ليعيش في "داريا" بدمشق لاستكمال دراسته مع إخوته، ومنذ سن مبكرة بدأت ميوله الرياضية وبخاصة في ألعاب القوى كالجري ورياضة التحمل.
ولعب مع بعض النوادي الرياضية بدمشق، ولكنه لم يأخذ فرصته في الظهور بسبب تصدّر أبناء الضباط والمسؤولين لفرص المشاركات والبطولات الداخلية والخارجية، بينما كان هو ورفاقه مهمّشين–كما يقول لـ"زمان الوصل" مما اضطره لسلوك طريق الدراسة.
ولكن رغبته لم تكتمل بعد دخول تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى دير الزور مما اضطره للفرار إلى تركيا، وبقي هناك حوالي السنة والنصف قبل أن يغادرها سالكاً بحر الموت على متن قارب مطاطي إلى اليونان ثم إلى ألمانيا، حيث تعرض هناك لاعتقال لمدة 10 أيام بسبب محاولة إجباره على التبصيم هناك قبل أن يتوجه بحراً إلى السويد وما إن استقر به المقام هناك حتى بدأ "الجاسم" بالتدريب بشكل ذاتي لاستعادة لياقته البدنية بعد فترة من الفتور عاشها في تركيا، وخلال شهر من التدريب المكثّف تمكن من التفوق على عدد من السويديين أصحاب الإنجازات.
وكانت أولى مشاركاته -كما يروي- أثناء اعتصام تم تنظيمه في العاصمة السويدية استوكهولم عند البرلمان.
وكان هذا الاعتصام رداً على قرار من السلطات السويدية بإيقاف الإقامات الممنوحة للاجئين، وبخاصة لمن كانوا موجودين قبل صدور القرار في السويد وكانوا ينتظرون صدور قرار الإقامة وهو أحدهم، ولدى ذهابه إلى الاعتصام لاحظ محدثنا -كما يقول– عدم وجود وسائل إعلام تغطي الحدث وكأن هناك تجاهل للاعتصام، فلجأ إلى حركة ملفتة تجلب وسائل الإعلام حيث نفّذ (مارثون) فردياً لمسافة 45 كم من مقاطعة "Södertälje" إلى ساحة البرلمان السويدي جرياً على الأقدام، وجذبت هذه الخطوة وسائل الإعلام السويدية لتغطية الاعتصام، حتى أن أعضاء من الأحزاب المعارضة لهذا القرار شاركوا في الاعتصام المذكور.
بعد ماراثونه الفردي جاءت للجاسم -كما يقول- عروض من أندية سويدية للانضمام إلى فرقها في رياضة الجري ومنها ناديا "سويدرمالم" و"MM sport" فرفضها –كما يؤكد- بسبب اشتراط هذه الأندية على أن يلعب باسمها فقط في البطولات والمشاركات، مؤثراً الاستمرار في التدريب الفردي ورفع العلم الذي يريده دون قيود لأنه -كما يقول- يريد أن يوصل رسالة إلى العالم حول شعبه الذي يموت ليل نهار ولا يرغب بأن يرفع أعلام دول أو أن يكون رياضياً باسم أندية أو مؤسسسات أياً كانت.
وأكد الجاسم أنه كان متأكداً من الفوز في الماراثون لأنه يمتلك إرادة صلبة وتصميماً عالياً على الفوز، واستعد جيداً -كما يقول- للمشاركة وكان يتدرب بمفرده قبل المشاركة لمسافات طويلة تقارب مسافة الماراثون وفي شروط جغرافية ومناخية غاية في الصعوبة.
ويأمل "الجاسم" أن يكون إنجازه الرياضي بمثابة حافز للشبان السوريين لتحقيق أهدافهم في التميز وخصوصاً في ظل الأخبار المحبطة التي يعيشها السوريون يومياً.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية