ظهرت في السنوات الأخيرة العديد من تجارب ما يُعرف بفن "الراب" سواء منها الجماعية أو الفردية التي تحاكي لغة الشارع وتنقل معاناة المطحونين برحى الحرب.
وتحول الراب السوري خلال الفترة الماضية من نسق فني مهمّش إلى فن يعكس الواقع ويلامس هموم وأوجاع الناس عبر تقنيات مختلفة، ومن فناني "الراب" السوريين الشباب "أحمد ابراهيم" 19 سنة الذي ينحدر من مدينة الرقة وغادرها بتاريخ 9/9/ 2014 إلى تركيا هرباً من ظروف الحرب، واشتهر بأغنيته "الرقة ما بتموت" التي تحكي عن المعاناة التي يعيشها أهل المدينة منذ سنوات.
ويتحدث "ابراهيم" الذي يعيش في اسطنبول لـ"زمان الوصل" عن سبب اتجاهه لغناء "الراب"، مشيراً إلى أن هذا الفن قريب جداً من القلب ويحكي عن المعاناة التي يعيشها الشعب السوري اليوم وصعوبة الظروف التي تحيط به.
وما دفعه إليه كما يقول لـ"زمان الوصل" هو أن "الراب" لا يحتاج لصوت جميل كما هو الغناء العادي ويمكن أداؤه ببساطة وعفوية، ويعتمد هذا الفن على قوة الكلمات وإيقاع الموسيقى.
ولفت محدثنا إلى أنه واجه في بداياته بعض الصعوبات المتمثلة في إنتاج أغانيه وتسويقها على الميديا، مشيراً إلى أنه تلقى دعماً معنوياً من أوساط الرقاويين وليس هذا بمستغرب على المجتمع الرقاوي.
وتحكي أغنية "الرقة ما بتموت" وهي من كلماته أيضا عن معاناة أهل الرقة وما دفعه لغنائها –كما يقول- هو تعرّض المدينة لظلم كبير وتهميش من وسائل الإعلام.
وأضاف أنه أراد من هذه الأغنية كشف حجم معاناة الرقة وأهلها للضمير العربي الذي بات بحكم "الميت" حسب وصفه.
وكشف ابراهيم أن الأغنية وكلماتها خطرت بباله بعد مكالمة هاتفية مع والدته التي لا زالت تعيش في الرقة وفيها لمس مدى المعاناة التي يعيشها أهل المدينة والأوضاع الإنسانية التي تُبكي العين وتُدمي القلب، كما يقول.
وحظيت الأغنية بتفاعل وتجاوب من عشاق "الراب"، كما انتشرت بشكل واسع على الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث حصلت على 2500 متابعة على "يوتيوب" وأكثر من 40 ألف مشاهدة على "فيسبوك".
ولفت محدثنا إلى أن "هذه الأغنية حيادية ولا تشمل أي طرف من أطراف الحرب في سوريا بل تعبر عن وطأة الحرب وآلامها وأهوالها وهذا هو القصد الأول والأخير منها".
يكتب ابراهيم أغانيه ويؤديها بنفسه كما يقوم بإنتاج وتلحين بعض أغانيه، ولكنه يتعاون بين الحين والآخر مع فنانين آخرين كما في أغنيته "الرقة ما بتموت" وأغنية "وصف الجنة" التي كانت باكورة أعماله في "الراب" وهي تعبر عن حنان الأم وعواطفها وعدم عقوق الوالدين.
ويطمح الشاب الذي يعمل كمترجم عربي -تركي في أحد المولات باسطنبول إلى مواصلة مسيرته الفنية وتحقيق الشهرة والانتشار أكثر حالماً بالعودة إلى سوريا.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية