في ظل الفلتان الأمني وغياب السلطة، بلغت تجاوزات عناصر الشبيحة في مدينة حلب أوجها خلال الأيام القليلة الفائتة، ولم تعد تقتصر على أعمال السلب والنهب بل تجاوزت الأمر إلى ارتكاب جرائم القتل بدم بارد والاعتداء على المدنيين من سكان المدينة.
ورغم كل ما يروج له إعلام النظام بأن مدينة حلب باتت آمنة وخالية من "الإرهابيين" فإن الوقائع تشير إلى عكس ذلك في ظل فوضى السلاح، وانتشار عناصر الشبيحة باللباس العسكري في الأحياء السكنية مستخدمين هذا اللباس والسلاح بهدف إرهاب المدنيين.
ففي حادثة أثارت الرأي العام في مدينة حلب، أقدم شبيح في حي "الموكامبو"، يوم أمس الأحد، على قتل الطفل "أحمد جاويش" الذي لم يتجاوز من العمر 12 عاما، بإطلاق الرصاص على رأسه بعد أن طلب منه الطفل شراء منه العلكة والبسكويت وألح عليه بالطلب مما أزعج الشبيح الذي قام بإطلاق النار من مسدس حربي على رأس الطفل وهرب مسرعا بسيارته من الحي.
شهود عيان أكدوا لـ"زمان الوصل" أن الطفل بقي ملقى على الأرض والدماء تسيل من رأسه لأكثر من ربع ساعة، دون أن يجرؤ أحد من المدنيين على الاقتراب منه وإسعافه، إلى أن قام أحد لاعبي نادي "الاتحاد" بنقله إلى المستشفى، حيث فارق الحياة متأثرا بالإصابة البليغة في الرأس.
وأضاف الشهود أن سلطات النظام قامت بقطع الطرق المؤدية إلى الحي، دون أن تتمكن من الإمساك بالقاتل الهارب.
بدورها، لم تفوت الصفحات الإخبارية الموالية كصفحة "شبكة أخبار حي الزهراء بحلب" و"أخبار منقولة عن مدينة حلب"، الفرصة للتباكي على الطفل وإطلاق حملات تدعو لمحاسبة الشبيحة، من بينها، كذلك، حملة تحت اسم "حلب تذبح بصمت"، وحملة أخرى باسم "أخرجوا الشبيحة من حلب" في الوقت الذي قامت إحدى الإذاعات الموالية باستضافة أب الطفل المقتول في محاولة لامتصاص نقمة الشارع.
جريمة قتل الطفل "جاويش" سبقتها بيومين حادثة قتل طبيبة أسنان من القومية الأرمنية تدعى "تالار فوسكيان" على يد عنصر من ميليشيا "الدفاع الوطني" كان يقود سيارة بدون لوحة، حيث صدمها بحي "السليمانية" ولاذ بالفرار دون محاسبة.
في الفترة نفسها أقدم مسلح على إطلاق النار على لاعبي نادي الاتحاد لكرة القدم، أثناء خروجهم من أحد المباني السكنية بحي المحافظة بعد أن انزعج من أصواتهم، الأمر الذي دفعه لإطلاق النار عليهم وإصابة ثلاثة منهم بجروح.
وكان نظام الأسد سيطر على كامل مدينة حلب أواخر العام الفائت، وقام بتهجير سكان الأحياء الشرقية نحو الريف الغربي، فيما يعيش المدنيون داخل المدينة أوضاعا خدمية وأمنية غاية في السوء، نتيجة انقطاع الماء والكهرباء لعدة أيام، فضلا عن ارتفاع الأسعار، في الوقت الذي يستبيح الشبيحة المدينة بتواطؤ من نظام الأسد.
حلب - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية