كان تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن على قطر أن تتوقف عن دعم الإخوان المسلمين وحماس، أقل بكثير من حجم الحملة الشرسة التي وجهت إلى قطر، لكن في الواقع أنه ليس بالإمكان الكشف عن أكثر من هذا في حملة مرجحة للتصعيد أكثر فأكثر.
فهل حصار قطر بريا وقطع العلاقات الدبلوماسية واتهامها بأنها الراعية للإرهاب وكل هذا الضجيج فقط لأن قطر تدعم الإخوان وحركة حماس!؟ بالطبع لا فالقضية تتعدى الخلافات التقليدية الخليجية.
حين طار الرئيس الأمريكي من الرياض إلى تل أبيب، فتح النار على حركة حماس مذكرا بأنها حركة إرهابية بالمنظور الأمريكي، هذا ليس بجديد حتما، لكن الجديد أن وصف حماس من داخل السعودية بالإرهاب هو الجديد في الاتجاه الأمريكي، ولم يشفع لحركة حماس أنها عدلت من ميثاقها واتجهت لقبول حدود 1967 وأنها مستعدة للعمل مع منظمة التحرير الفلسطينية وبقية التيارات الفلسطينية في إطار العمل الوطني.. ولكن مرة أخرى المسألة تتعدى حماس إلى الشرق الأوسط الذي تريده أمريكا "ترامب".
قبل زيارة الرئيس الأمريكي إلى الرياض، علمت "زمان الوصل" من مصادر بحثية مطلعة أن الزيارة التي جرى التحضير لها في السعودية على مستوى عال، تخللها صفقة من مستوى عال في الشرق الأوسط.
وبحسب المصادر فإن هذه الصفقة تقوم على أساس التسوية الشاملة مع الاحتلال الإسرائيلي بحيث تقوم السعودية ودولة الإمارات على هندسة هذه التسوية الشاملة، التي تعيد إنتاج مبادرة السلام العربية التي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنها لم تعد صالحة، إلى معطيات سياسية جديدة تكون فيها إسرائيل الرابح الأكبر، وفي الوقت ذاته ترتكز التسوية على ضمانات أمريكية بتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة وفق رؤية أمريكية ستقدم لاحقا. أمام هذه الصفقة أرادت الدول المقاطعة لقطر خروج الدوحة من هذه المعادلة.
وأكدت المصادر أن الإمارات وهي رأس الحربة في هذا المشروع، طلبت من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استبعاد دولة قطر من هذه الصفقة، معتبرة أن علاقة قطر بحركة حماس ستكون العثرة في وجه هذا المشروع، فضلا عن الموقف القطري من القضية الفلسطينية. وبالفعل هذا ما تم الاتفاق عليه.
ووفق ما أشارت المصادر البحثية، أن الولايات المتحدة الأمريكية على علم بكل تفاصيل الحملة على قطر، وتكاد تكون كل الخطوات المتبعة ضد قطر مدروسة مع الجانب الأمريكي.
وجدت السعودية والإمارات الفرصة مناسبة لمحاسبة قطر على حصاد ست سنوات من الربيع العربي، باعتبار أن رجل البيت الأبيض تربطه علاقات وطيدة مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.. وبدأت الحملة بشكل تصاعدي تعتمد على تحضير الرأي العام الخليجي ومن ثم اتخاذ إجراءات المقاطعة.
وعلى ما يبدو من حجم هذه الإجراءات، فإن الأزمة معرضة للتصعيد خصوصا وأن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح عاد من جدة إلى الكويت دون الحديث عن أي شيء، فيما تتواصل الوساطة العمانية التي باتت أكثر قربا من السعودية بعد الانضمام إلى التحالف الإسلامي قبل شهرين.
أكبر الخلافات القطرية مع الإمارات والسعودية، هو تداعيات الربيع العربي. فمنذ بداية هذا الربيع انقسمت دول الخليج إلى ثلاثة أقسام، قطر كانت تتزعم تيار المؤيدين لقرارات الشعوب بالحرية والانتقال إلى الديموقراطية، بينما وقفت الإمارات بشكل قاطع ضد هذا الربيع أينما كان، بينما الموقف السعودي التزم الحياد لفترة طويلة، إلى أن المتغيرات دفعت به إلى الوقوف ضد هذه الموجة.
ولعل تفاوت وجهات النظر في مصر وسوريا واليمن، كانت واضحة بين هذه الدول، لكن مثل هذا النوع من التباينات من الصعب الحديث فيها على الإعلام والكشف عنها كونها مرجحة أن تنعكس على مجتمعات هذه الدول، لذا كانت "حماس" والإخوان المسلمين بمثابة قميص عثمان في مهاجمة قطر.. لكن هذه التهمة ماهي إلا عنوان عريض يسهل تفنيده وحتى الحوار حوله.
وفي حال لم تخمد هذه الأزمة في الأيام القليلة القادمة، فهناك بحسب المصادر المزيد من الخطوات التصعيدية ضد قطر، وقد بدأت بالضغط على دول عربية عديدة لاتخاذ موقف المقاطعة.. هناك بالفعل حملة تطويع للدور القطري وتفصيل دور جديد، يبدو أن قطر لن ترتديه.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية