حالت ظروف الحرب وحصار حي القابون الدمشقي من قبل قوات النظام دون أن يرى الشاب "عبد الرزاق الهبول" طفله الذي انتظر ولادته لثلاث سنوات، وعندما تمكن من رؤيته وجد نفسه داخل إحدى حافلات التهجير القسري، هذه باختصار إحدى قصص الحرب المؤلمة التي طحنت النفوس والأرواح ولكنها لم تهزم المشاعر الإنسانية.
كان "الهبول" يعمل في المجال الإنساني ضمن فريق "ورد الدمشقي التطوعي" بعد أن انشق عن جيش النظام، وبعد ثلاث سنوات من زواجه اضطر بسبب الحصار واستهداف مشغل أحذية تابعاً لمجموعة حياة للتنمية القريب من منزله من قبل الطيران الروسي بتاريخ 2/2/ 2017 أن يبتعد عن زوجته التي كانت حاملاً حينها في شهرها الثامن –كما يروي لـ"زمان الوصل- فذهبت لتعيش مع أقاربها في أحد أحياء دمشق فيما بقي هو القابون الذي تعرض آنذاك لهجمة شرسة من قوات النظام التي استماتت في اقتحامه واستمرت الحملة كما يقول حتى تاريخ 14/ 5/ 2017، حيث خرج من الحي ضمن عمليات التهجير القسري.
وأضاف "الهبول" لــ"زمان الوصل" والذي يعيش نازحا في أريحا بريف إدلب اليوم أنه رأى حينها ابنه الذي أُطلق عليه اسم "يوسف" للمرة الأولى بعد ولادته إذ كان عمره حوالي شهرين وعشرة أيام.
والمحزن في الأمر -كما يقول- أن تلك اللحظة ارتبطت بمشاهد النزوح القسري، حيث كانت الحافلة الخضراء التي أقلته مع باقي رفاقه وصلت إلى أحد حواجز النظام خارج القابون عند مسبح "تروبكيانا" وكان هناك تجمع لنسوة الحي كانت زوجته وابنه من بينهن، فصعدت إلى الحافلة وتمكن من رؤية ابنه الوليد الذي لم يكن يتوقع أن يراه، وكانت لحظات لا توصف -كما يقول- امتزجت فيها مشاعر الفرح بالحزن ولم يعرف ماذا يفعل.
وأردف محدثنا أنه شعر بالأسى آنذاك لأن ابنه سيعيش وينمو خارج القابون وبعيداً عن بيته، مضيفا أنه خسر كل شيء في الحي المحاصر، حيث احترق بيته وضاع كل ما يملكه ولكنه كان سعيد برؤية عائلته من جديد.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية