أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد عمران.. هل ننتظر عودة حمزة الخطيب وكشف تمثيلية عبدو الصطوف؟

عبدو الصطوف ووالده - ارشيف

نعم خرجت كل عائلة "عمران دقنيش" على التلفزيون الرسمي للنظام، ولكن لم تسقط صورة الصدمة التي تعبر عن هول ما حل بحلب، ومهما حاول النظام بالتعاون مع حلفائه استحضار صور جديدة للأشخاص والأمكنة فهذا لن يغير من صورة المجرم الذي هدم وقتل ودمر بلاداً بحالها.

الطرف الآخر المسؤول عن تقديم هذه الصورة الجديدة هي المعارضة وإعلامها التي اكتفت بنشوة الصدمة وردود فعل العالم، ولم تحضّر ما يجعل كل محاولات النظام وسواها مجرد عبث، وقد يرى البعض أن في هذا المطلب تحدياً لإمكانياتها وظلماً لها، وهذا غير صحيح فقد تركت المعارضة لمجتهدين وناشطين يفرحون للقطة مؤثرة، وحدس شفاف.

بالمحصلة ما كنا نتمنى عدم حصوله قد وقع، وأثر الإحباط الواضح على كثيرين من إعلام المعارضة طاغِ على أغلب صفحات مواقع التواصل، وبعض المواقع مرت باستحياء على الواقعة، وأخفت ارتباكها فيما كان الأجدى أن نقف في شجاعة وصدق أمام الصدمة المسروقة، ونعيد ترتيب حساباتنا من جديد.

بهكذا تفاعل -مع ما عرضه تلفزيون النظام من تكذيب على لسان والد عمران، وإظهار الفتى بصحة نفسية جيدة، ويعيش أجواء طبيعية في حضن (وطن النظام)، وإظهار المعارضة على أنها مجموعة مرتزقة تدفع لتثير آلام العالم وسخطه على نظام مظلوم بريء- بهكذا تفاعل استعدوا لصدمات جديدة من قبيل عودة "حمزة الخطيب"، قصة "عبد و الصطوف" وهو يمشي على قدميه، وقصص أخرى يريد النظام من تكذيبها تحطيم روايتنا الإنسانية، قصصنا الكثيرة التي يعرفها العالم والتي لا يعرفها، يريد النظام العاجز القاتل إنجاز انتصار جديد، ولكن ليس على أرض المعركة وباستخدام قوة روسيا وإيران، بل في هدم ذاكرة الوجع وتاريخ المجازر من قلوب السوريين أولاً، ومن عيون وعقل العالم.

الكثير من السوريين موالاة ومعارضة يدركون تماماً أنها مجرد رواية نظام مجرم أخرجها باحتجاز العائلة بعد أن كذّب رئيس هرمه وجود حكاية "عمران" من أساسها، ويدرك الجميع أن محاولة إحراز انتصار هي مجرد تبرير موت لمئات آلاف المؤيدين كرمى وهم لم يستطيعوا دفعه، وهذا ليس تبريراً لهم بل لأنهم عجزة وأوغلوا في دم إخوتهم.

معارضو النظام موقنون بكذبه ومحاولاته تصنيع وحش دفعه العالم لتمزيق صورته الناعمة، ولكنهم في نفس الوقت يدركون حجم الكارثة التي تحيط بحلمهم في الانتصار بعد أن استطاعوا عبر سبع سنوات دامية ملامسته بحرارة.

دفاعاً عن حلم التغيير والثورة دافعوا عن رموزنا من خطر السرقة والتدليس...يستطيع الظالم النجاة من الحساب مرات لكنه لن يحتمل لحظة حساب واحدة.


ناصر علي - زمان الوصل
(115)    هل أعجبتك المقالة (135)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي