الأخبار الواردة من الخليج العربي حول قرار السعودية ودول أخرى قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر تغرق أهل الثورة السورية في مزيد من القلق وتفتح باب احتمالات لم يكن ينتظرها سوى الشامتين من مؤيدي الأسد داخل وخارج سوريا لا سيما إيران.
يعرف الكثير من السوريين أن قطر إحدى أهم الدول التي لم تدخر جهدا في دعم ثورتهم بعد بدء موجة القمع الوحشية التي بدأت تتعرض لها المظاهرات السلمية من قبل قوات الأسد ومخابراته وميليشياته منذ بداياتها في آذار مارس/2011.
دعم يصعب حصره بإحصائيات وأرقام شمل المجالات الطبية والإغاثية والغذائية، فضلا عن دعم معنوي أهمه ما تجلى بافتتاح أول سفارة للائتلاف السوري بعد طرد سفير الأسد.
لم يكن ينقص السوريين المعارضين لنظام الأسد أزمة عربية جديدة تعمّق معاناتهم في السنة السابعة للثورة، لكن يبدو أنهم أمام امتحان جديد وصعب ربما يطال جميع المجالات العسكرية والسياسية وحتى الإغاثية وفي الداخل السوري أو في الخارج حيث يقبع نصف السوريين بين لاجئ ونازح.
وظهرت ملامح القلق السوري على صفحات التواصل الاجتماعي جلية وسط دعوات إلى رأب الصدع وتوحيد الصفوف أمام المستفيد الأكبر من هذا الشرخ في العلاقات الخليجية والعربية، ألا وهو إيران التي تنشب مخالب فتنتها في سوريا والعراق ولبنان واليمن والسعودية والبحرين وغيرها.
وكعادتها أيضا لن تفوت الدبلوماسية الإيرانية فرصة كهذه لكي تعمق الانقسام والفرقة بين دول الضفة الأخرى من الخليج الذي تعتبرها فارسيا، فأصدر العديد من مسؤوليها تصريحات تفوح منها رائحة الشماتة رغم تغليفها بالدبلوماسية.
وعزا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي ما وصفه بـ"الأزمة القطرية السعودية" إلى قمة الرياض التي استضافتها السعودية بحضور الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وما لا يقل عن 50 من قادة الدول الإسلامية، الأسبوع الماضي.
بينما أبدت تركيا التي تربطها علاقات جيدة مع قطر والسعودية استعدادها للعب دور الوسيط لإنهاء التوتر بين الأشقاء.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية