قد لا تكون "بوظة بكداش" أثرا أو حكاية شعب بنى حضارته واندثر، ولكنها أهم مشاوير الدمشقيين والسوريين عموماً في صيفها الجميل حين يقسو.
"بوظة بكداش" هي "سوق الحميدية"، و"الحميدية" هو مشوار الدمشقيين أبناء الطبقة الوسطى وزواريب الفقراء أيضاً، لا تصح زيارة الأموي و"الحميدية" دون المرور على "بكداش"، في الشتاء المهلبية، وفي الصيف البوظة الدمشقية الأصيلة المعشقة بالفستق.
بحسب موقع "بزنس 2 بزنس سورية"، فإن "بوظة بكداش" في طريقه إلى الإغلاق.
ونقل الموقع عن مصدر في الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات "إن معظم محال ومصنعي الحلويات في دمشق يعانون الأمرّين من بعض موظفي الاستعلام الضريبي وأيضا من بعض موظفي الإنفاق الاستهلاكي، حيث يتم وضع ضرائب عشوائية بعيداً عن المنطقية والدراسة، وأنه في حال استمرار وضع هكذا ضرائب وبشكل عشوائي فمعظم محال ومصنعي الحلويات في دمشق سيغلقون أبوابهم".
الضرائب التي تفرضها مالية النظام على محال البوظة ومنها "بكداش"، وكذلك أغلب موظفيها هم من اللصوص والمؤتمرين بتعليمات تريد لهذه المحال التي تعتبر من ذاكرة دمشق أن تغلق، وهي محاولات مستمرة في الضغط على تجار الشام في المدينة القديمة وفي أسواق العاصمة، وهذه ليست المرة الأولى، ففي عهد حكومة "ناجي العطري" قامت محافظة دمشق ومحافظها "بشر الصبان" بإنذار أغلب تجار ومحال "البزورية" وسوق "الحمراوي" بالإغلاق من أجل أجندات طائفية قيل إنها تعليمات من المستشارية الإيرانية حينها.
المصدر قال للموقع المذكور بأن الضريبة تصل إلى مليوني ليرة على المحل الواحد وأنه يجب على وزارة مالية النظام "أن تلزم وزارة المالية موظف الاستعلام الضريبي بأن يرافقه مندوب مهنة من قبل جمعية صناعية البوظة والحلويات عندما يريد أن يكلف محال ومصنعي الحلويات..فهل يعقل أن يتم وضع ضرائب عشوائية على بعض المحال تصل إلى مليون وأخرى إلى مليونين ليرة دون أدنى دراسة حقيقية لدخل هذه المحال".
بوظة "بكداش" افتتح سنة 1895 وزوار المكان ممن يعرفونه جيداً رأوا صور الزعماء الذين سبق وأنه كانوا ضيوفه من سوريين وعرب وأجانب، وهذا ما يفسر هذه الهجمة الضرائبية التي يراد منها إنهاء كل ملمح تاريخي في العاصمة الأموية.
"بكداش" أشهر متجر لبيع البوظة في دمشق.
تأسس المتجر في سوق الحميدية بدمشق القديمة، واشتهر بصناعة المنة المغطاة بالفستق. و"بوظة بكداش" هي عبارة عن نسيج مرن مصنوع من المصطكي والسحلب.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية