قفز اسم مدينة "اللطامنة" إلى واجهة الأحداث منذ بداية الثورة السورية وتعرضت المدينة الواقعة في ريف حماة على الجهة اليمنى من مجرى نهر العاصي الأوسط للكثير من الدمار والقصف بمختلف أنواع الأسلحة، وتم تهجير معظم أهلها انتقاماً لانخراطهم المبكر في الحراك السلمي.
وكانت من أولى المدن التي انتفضت ضد النظام فصبّ عليها جام غضبه وحقده، وارتكب مجزرتين متتالين فيها عام 2012، ومنذ ذلك الوقت وهي تُقصف بجميع أنواع الأسلحة، مما دعا مجلسها المحلي إلى اعتبارها مدينة منكوبة -كما أكد الناشط "علاء محمود" أحد أبناء المدينة.
وأشار علاء لـ"زمان الوصل" إلى أن نسبة الدمار في "اللطامنة" بلغت حوالي 85 % وطالت معظم المراكز الخدمية من مدارس ومشافٍ وبنى تحية مدمرة بنسبة 100% وبلغ عدد شهدائها منذ بداية الثورة -كما يقول- 668 فيما تجاوز عدد الجرحى 2000 معظمهم بحاجة إلى مراكز صحية ومعالجة فيزيائية، عدا حالات بتر الاطراف التي تجاوزت المائة حالة.
وأكد أن مشفى "اللطامنة" الوحيد الذي تم بناؤه في كهف صخري "مغارة" عام 2014 يحتوي غرفتي عمليات وكان مجهزاً بجميع الأقسام قبل أن يتعرض لأكثر من عشر غارات بشكل مباشر من الطيران الروسي وطيران الأسد المروحي كان آخرها منذ حوالي شهرين، حيث تهدم قسم من البناء وخرج عن الخدمة بسبب قلة الدعم المادي، كما أُخرج المركز الصحي التابع للهلال الاحمر القطري أيضاً عن الخدمة منذ 8 أشهر بسبب القصف.
وكان أهالي "اللطامنة" -كما يقول الناشط- يعتمدون في حياتهم اليومية على الزراعة كمصدر رزق، ولكن قوات النظام حولت أراضيها إلى مساحات محروقة لا يمكن الاستفادة منها من خلال القصف اليومي بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها المحرّمة دولياً.
ولفت علاء إلى أن القصف لم يتوقف حتى بعد إعلان إطلاق النار المزعوم بموجب اتفاق "تخفيف التوتر" الذي لم تلتزم به قوات النظام، مواصلة استهدافها للمدينة التي لا يزال يسكنها حوالي 3 آلاف نسمة دون أدنى مستوى من مقومات الحياة، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا أفران، الأمر الذي دعا المجلس المحلي المشكّل حديثاً إلى إعلانها مدينة منكوبة ومطالبة جميع الهيئات والمجالس والمؤسسات والمنظمات بالتحرك الفوري والسريع ودعم ما تبقى من الأهالي وتجهيز البنى التحتية من مدارس ومراكز صحية لإعادة الحياة إلى هذه المدينة.
وتوقع الناشط أن يعود قسم من الأهالي خلال الأيام القليلة القادمة، بعد أن أن نزحوا إلى مناطق ريف إدلب الجنوبي والمخيمات في ظروف إنسانية صعبة عاشوها طوال أربع سنوات ماضية.
وشاركت "اللطامنة" بالحراك السلمي منذ بداية الثورة السورية وخرج أبناؤها يهتفون بالحرية وإسقاط النظام الذي جاء انتقامه سريعاً بمجزرتين متتاليتين بتاريخ 4/7 و4/9 من عام 2012 راح ضحيتها أكثر من 70 شهيداً أغلبهم من النساء والأطفال.
وتؤكد أغلب الدراسات بأن اسم "اللطامنة" جاء من كلمتين منفصلتين هما (لطى وأمن) أي اختبئ بحثاً عن الأمان حيث كان الإنسان قديماً يستخدم الكهوف والمغاور الواقعة على أجراف الوادي للاختباء من الوحوش والغارات لذلك أُطلق على المكان "لطى وأمن" ومع الزمن دمجت الكلمتين لتصبح "لطامنة" والمفارقة أن المغاور والكهوف المحيطة بالمدينة تحولت من جديد وفي ظل الحرب والدمار إلى مأوى لأبنائها الباحثين عن الأمان.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية