أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الحصبة" تعود إلى ريف درعا والمراكز الطبية تفتقر لوسائل العلاج

المرض بدأ ينتشر في العديد من مناطق ريف درعا - ناشطون

عاد مرض "الحصبة" إلى ريف درعا خلال الأسابيع الماضية ليشكّل خطراً يهدد الأطفال هناك من جديد بعد سنوات من اختفائه، إذ سجلت آخر فترة لظهور هذا المرض قبل 11 عاماً في المنطقة الجنوبية من ريف المدينة.

والحصبة مرض فيروسي ﺣﺎﺩ ﻭﻣﻌﺪ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﻳﺴﺒﺐ ﻟﻬﻢ ﻤﻀﺎﻋﻔﺎﺕ قد ﺗﻜﻮﻥ ﺧﻄﻴﺮﺓ أحيانا، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍً ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺑﺼﻔﻪ ﺧﺎﺻﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺪ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺃﻳﻀﺎً -كما يقول المخبري معروف التركماني- لـ"زمان الوصل" مضيفاً أن المرض بدأ ينتشر في العديد من مناطق ريف درعا. وتركزت أغلب إصاباته -كما يؤكد- في المنطقة الغربية من درعا بالإضافة لمنطقة "الحراك" في ريف درعا الشرقي، إذ تم توثيق حوالي 40 حالة مخبرية حتى الآن.

ولفت محدثنا إلى الدور البارز لشبكة الإنذار المبكر والاستجابة EWARN في تشخيص حالات الإصابة بالحصبة من خلال فريق الإنذار المبكر بالتعاون مع المنشآت الطبية في المناطق حيث اعتمدت آلية للتقصي والإبلاغ عن الحالات المشتبه بها، وغالباً ما يتم إرسال عينات الإصابة بالحصبة لفحصها في المخبر الوبائي بالعاصمة الأردنية عمان، أو إلى المخبر الوبائي المنشأ حديثا في الداخل السوري".

وأشار التركماني إلى أن "انتشار الحصبة في هذه الفترة يعتبر مشكلة يجب التصدي لها من خلال التوعية وإجراء مسح التحري عن حالات التسرب من اللقاح".

وأوضح محدثنا أن "الحصبة تصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنتين و14 سنة، حيث ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﺤﺼﺒﺔ غالباً ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺯﻛﺎﻡ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﺳﻌﺎﻝ ﺟﺎﻑ ﻭﺍﺣﻤﺮﺍﺭ ﻭﺣﺮقة ﺑﺎﻟﻌﻴﻨﻴﻦ، ﻭﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ -كما يقول- ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻘﻊ ﺑﻴﻀﺎء ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻔﻢ ﺗﺸﺒﻪ ﺫﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻠﺢ، ﻭﻓﻲﺍﻟﻴﻮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻳﻈﻬﺮ ﻃﻔﺢ ﺟﻠﺪﻱ أﺣﻤﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺧﻠﻒ ﺍﻷﺫﻧﻴﻦ ﺛﻢ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺛﻢ ﺍﻟﺠﺬﻉ ليغطي ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺠﺴﺪ في مراحله الأخيرة.

وحول تفسيره لعودة المرض إلى ريف درعا بعد أكثر من عقد على اختفائه أشار التركماني إلى أن "مرض الحصبة بحسب توصيف الأطباء من الفيروسات الريبية التي تتطور وتحدث نسخها الريبية باستمرار، وفي كل فترة تقريباً يحدث خلل ما في نظام التطعيمات واللقاحات" يتبعها–كما يقول- فترة لظهور وعودة مثل هذه الأمراض كالشلل والنكاف والروبيلا، وﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻠﻘﺎﺡ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﺼﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻘﺎﺣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ويُعطى ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ عمره، ولكن ظروف الحرب أثرت على برامج تلقيح الأطفال ضد هذا المرض.

وأكد التركماني أن المراكز والنقاط الطبية في ريف درعا تفتقر اليوم لوسائل تشخيص الحصبة من مخابر وأشعة بالإضافة إلى نقص الخبرة عند بعض الطواقم الطبية، موضحاً أن "عدة حالات راجعت مشفى الحراك وكانت تُعالج بصورة عرضية للأسف دون محاولة فهم الأسباب لظهور هذه الأعراض وبعد إجراء تقييم لهذه الحالات توجهنا باتجاه الحصبة وتم إثبات 5 حالات مخبرياً".

وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻼﺝ ﻣﻌﻴﻦ ﺷﺎﻑ ﻟﻠﺤﺼﺒﺔ، كما ﻻ ﺗﻨﻔﻊ فيه ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ لأنه ﻣﺮﺽ ﻓﻴﺮﻭﺳﻲ، ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻠﻤﻀﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻤﻀﺎﻋﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻷﺫﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﺘﻴﻦ.

وكان برنامج "شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة" التابع لوحدة الدعم والتنسيق في الائتلاف الوطني قد رصد العديد من حالات الحصبة المشتبهة في مختلف مناطق سوريا، ففي ريف دمشق تم الإبلاغ عن 150 حالة مشتبهة في شهر آذار مارس الماضي، كما تم تقصي 20 حالة في منطقة الباب و4 حالات في إعزاز بريف حلب و12 حالة في إدلب وحالة في جسر الشغور وحالتين في القنيطرة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(118)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي