"أم الثوار".. عالجت الجرحى في مشفاها وأسست كتيبة نسائية لمقارعة النظام في الغوطة الشرقية

كانت أم يحيى أو "أم الثوار" كما يلقبها الكثير من الناشطين تملك خبرة في التمريض، وتعمل على رعاية أولادها الأربع في بلدة "تورا" التابعة لحي جوبر الدمشقي، ومع بداية إطلاق الرصاص على المتظاهرين السلميين في الغوطة الشرقية من قبل قوات النظام، وحينها كما تقول طلب منها ابن اختها مساعدة الثوار بإسعاف المصابين نظراً لأنها ملمة بالتمريض، وافتتحت في منزلها آنذاك مشفى ميدانيا صغيرا بمساعدة زوجها وأولادها.

وذات يوم من عام 2012 أثناء إسعافها لامرأة حامل في الغوطة الشرقية إلى أحد مشافي دمشق تم اعتقالها لمدة ثلاثة أشهر بتهمة إسعاف زوجة إرهابي وتعرضت آنذاك لشتى أنواع التعذيب والإذلال قبل أن يفرجوا عنها ويلقوها في حالة إغماء في ساحة العباسيين، وبعد أن استعادت عافيتها استمرت المرأة الأربعينية في عملها الإغاثي –كما تروي لـ"زمان الوصل"- مضيفة أنها تمكنت من تأسيس مشفى ميداني كبير في منطقة "عين ترما" بالغوطة الشرقية أُطلق عليها اسم مشفى "الحجة أم الثوار"، وكان لها عدة نقاط طبية في حي جوبر، ومع تغوّل قوات النظام واستشراسها في قتل المدنيين تعلمت أم يحيى كيفية حمل السلاح كما التحقت مع كتيبة "هارون الرشيد" وعدد من الشرعيات (المعتقلات) كـمحققة مع النساء وساهمت بشراء السلاح للثوار أثناء تشكيل كتيبة "الشهيد ياسين محناية".

واتجهت -كما تقول- لتأسيس كتيبة نسائية باسم "حرائر الغوطة الشرقية" كان قوامها 50 امرأة وهي مؤلفة من قناصات وقاذفات أر بي جي مدربات جيداً على فنون القتال وحمل السلاح.

ولكن فكرة الكتيبة لم تستمر إذ التحقت مقاتلاتها بالمجال الطبي ومداواة وإسعاف المصابين فيما بعد.

ولفتت محدثنا إلى أن الهدف من تأسيس كتيبتها إيقاظ الرجال من سباتهم وإثبات الدور الفاعل للمرأة في الغوطة الشرقية الذي لا يقل عن دور الرجل، وكشفت محدثتنا أنها كانت تسارع لتأسيس نقطة إسعاف عند كل اقتحام للثوار في بلدات ومناطق الغوطة الشرقيةـ مضيفة أن النظام استهدف الكثير من هذه النقاط وخسرت العديد من كوادرها الطبية.

وأكدت محدثتنا أن قوات النظام استهدفت منذ عام نقطة طبية لها في حي جوبر وتم تدميرها بشكل كامل مع سيارات الإسعاف واستشهد كوادر أخرى غير ضحايا النقطة أثناء إسعاف المصابين إذ اعتادت قوات النظام على استهداف أي مكان لمرتين كي توقع أكبر عدد من الضحايا.