خلف قضبان سجن "رومية" في العاصمة اللبنانية بيروت يقبع المعتقل السوري "عبد الرحمن العتر" الملقب بـ (أبو محمد المغوار) منذ أكثر من سنتين دون محاكمة أو تهمة واضحة –حسب ناشطين.
وكان العتر قائد "كتائب المغاوير" التابعة للجيش الحر في القصير سابقاً قد اعتقل من المنزل الذي تقيم فيه عائلته اللاجئة بمدينة طرابلس اللبنانية في الشهر التاسع من عام 2014، وبدأ مع مئات الموقوفين السوريين واللبنانيين منذ أيام إضراباً أطلقوا عليه "إضراب الكرامة" من أجل الحصول على عفو عام والخضوع لمحاكمة عادلة لهم، بالإضافة إلى تحسين ظروف السجن، ما أدى لتدهور حالته الصحية وخصوصاً أنه كان يعاني من إصابة سابقة ومن مرض السكري.
التحق ابن "القصير" الذي كان موظفا في شركة النفط بالثورة السورية مع بداية اندلاعها، وكان من مؤسسي "كتائب الفاروق" في مدينته عندما تم تشكيلها والإعلان عنها وبقي ضمنها ما يقارب السنة والنصف، ثم شكّل كتائب باسم "المغاوير"، ولذلك اُطلق عليه لقب "المغوار" وكان لكتائبه دور كبير في التصدي لقوات النظام وميليشيات حزب الله التي كانت تستميت آنذاك لاقتحام "القصير" واحتلالها.
وروى "أبو الليث شقيق" عبد الرحمن العتر الأصغر أن شقيقه اعتقل من قبل الأمن اللبناني من بيت عائلته في طرابلس أثناء زيارته لزوجته وأولاده فجر الخامس عشر من أيلول سبتمبر/2014.
وأشار إلى أن عائلته تسكن في مدينة طرابلس منذ عام 2012 وكان يتردد كل خمسة أو ستة أشهر لزيارتهم، فيبقى معهم قرابة الأسبوع، وصباح اليوم الرابع من زيارته الأخيرة داهمت قوة من الأمن الداخلي التابع لوزارة الدفاع المنزل فاعتقلته مع ابنه الذي لم يتجاوز 15 من عمره والذي تم الإفراج عنه بعد 3 أيام، بينما بقي "مغوار القصير" معتقلاً حتى هذه اللحظة، دون أي محاكمة.
وأردف محدثنا أن "المغوار" كان موجوداً أثناء أحداث "عرسال" كمفاوض وبتنسيق مع "هيئة العلماء" وبعض الشخصيات اللبنانية، مرجحا أن يكون هذا أحد أسباب اعتقاله.
ولفت إلى أن شقيقه يعاني من كسر في الكتف جراء إصابته في القصير، وخضع لعملية وتركيب بلاكات في الكتف، كما أصيب بمرض السكري بعد دخوله سجن "رومية"، لتزداد صحته تدهورا.
وتابع محدثنا أن شقيقه شارك منذ أيام في "إضراب الكرامة" الذي أعلنه موقوفو سجن "رومية" وعدد من السجون اللبنانية الأخرى، وبعد 5 أيام من الإضراب تدهورت حالته الصحية، وتم نقله إلى المشفى وبعد يومين من مكوثه هناك تمت إعادته ومراقبته صحياً داخل السجن.
وأوضح أبو الليث أن وعودا قدمت من قبل الحكومة اللبنانية بوجود حلول مرضية للمعتقلين، إلا أن شيئا لم يحدث حتى الآن.
وأكد أبو الليث أن ملف شقيقه يخلو من أي إثبات يدينه أو أي اتهام محدد والسبب الوحيد لاعتقاله وجوده في "عرسال" أثناء أحداث 2014، مشيراً إلى أن عائلته لم تتوقع أن تطول فترة سجنه كل هذه المدة ومن دون أي محاكمة أو حل لإخراجه.
وللعتر ستة أولاد 4 ذكور و2 إناث أكبرهم لم يتجاوز 15 من عمره وتعيش عائلته الكبرى المكونة من 20 شخصاً ظروفاً معيشية صعبة في شقة مؤلفة من 3 غرف فقط دون أدنى اهتمام من المنظمات الإنسانية أو الإغاثية.
ويضم سجن "رومية" والذي يعتبر من أكبر السجون اللبنانية أكثر من 7 آلاف سجين رغم أنه مخصص منذ إنشائه لاستقبال 1500 سجين فقط، حيث يعيش نزلاؤه من السياسيين والإسلاميين أوضاعاً إنسانية صعبة، ويتعرضون للتعذيب والمضايقات اليومية ما أدى إلى حدوث العديد من الإضرابات في السنوات الماضية كان آخرها منذ أيام بهدف تحسين أوضاع الموقوفين فيه وتسريع محاكماتهم أو إصدار عفو عام عنهم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية