أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مشروب مصري يجذب السوريين في عمان

بدأ هذا المشروب يجتذب اللاجئين مع ازدياد موجة الحر - زمان الوصل

أمام محل صغير لبيع مشروب قصب السكر وسط العاصمة الأردنية عمان يقف عشرات اللاجئين السوريين إلى جانب مستضيفهم الأردنيين منتظرين دورهم للحصول على كأس بارد من شراب يُحضر من قصب السكر بواسطة ماكينة خاصة.

وبدأ هذا المشروب غير المألوف سابقا للسوريين يجتذب اللاجئين مع ازدياد موجة الحر التي جاءت مبكراً هذا العام، وخارج المحل بدا مالكه الحاج "خالد سعيد محمد" منهمكاً في الحديث مع أحد زبائنه وتلبية فضوله في معرفة طبيعة هذا المشروب وأهميته.

وقال الحاج سعيد محمد لـ"زمان الوصل" إن عمله في بيع عصير قصب السكر جاء مصادفة قبل 5 سنوات بعد توفر الماكينة المخصصة، والسؤال عن فوائد هذا المشروب الذي اشتُهر في مصر.

وأحب محدثنا -كما يقول- أن ينقل الفكرة إلى الأردن وفوجئ بنجاحها وإقبال الأردنيين والسياح واللاجئين على حد سواء على هذا المشروب الذي يحتوي على العديد من السكريات البسيطة مثل "السكروز" و"الفركتوز" وهي مواد غير مؤذية حتى لمن يعاني مرض السكري لأنه يحتوي على مواد سكر أولية، ويعتبر من المشروبات التي يجب أن تشرب طازجة لأنه سريع الأكسدة ويتحول إلى كحول ايثيلي بعد فترة من عصره.

ولقصب السكر العديد من الفوائد العلاجية ومنها تنظيف الكلى وحماية القلب والشرايين كما يحتوي على نسبة من الحديد وفيه كما –يؤكد محدثنا- نسبة من الألياف التي تساعد في علاج الإمساك، كما ويحمي من سرطان القولون؛ كونه مدراً للبول، وينقي الجسم من السموم، يوفر الحماية للجهاز الكلوي، وهي المعلومات التي دونها صاحب المحل على أوراق علّقها على جدران محله لتشجيع زبائنه على احتساء مشروبه، ويتم التعامل مع أعواد نبات قصب السكر بواسطة مكابس أو عصارات ضغط مصنّعة في مصر واستخلاص العصارة منها وتصفيتها قبل أن يتم تقديمها باردة للزبون.

وأشار محدثنا إلى أنه يجلب عيدان السكر من منطقة "الغور" الأردنية حيث يُزرع هناك في مزارع كبيرة، مضيفاً أن زراعة هذا النبات تتطلب توفر الجو الحار والماء وهما شرطان متوفران في منطقة الغور، ولكنه–كما يقول- يخشى من عدم توفر هذا المحصول مستقبلاً؛ لعدم اهتمام المزارعين بزراعته بعد الاستعاضة بنباتات أخرى لتصنيع السكر، مشيراً إلى أن مصر والمغرب، من أهم الدول العربية المصدّرة له.

وفيما كان الحاج سعيد محمد يتأهب لتحضير كأس لأحد زبائنه أشار إلى أن قصب السكر لا يحتمل التخزين في الشروط العادية لأكثر من أسبوع إذ سرعان ما ينشف الماء فيه ويصبح عديم الفائدة، ولذلك -كما يقول- توضع أعواد القصب في مستودعات تتوفر فيها الشروط المناسبة في الحفظ وتهيئة أجواء مناخية مناسبة من نظافة ورطوبة، ولا يضاف لعصير قصب السكر أي مادة أخرى فهو يحتوي كل العناصر المحلية ويتم إضافة الثلج إليه فقط، ويقدّم بارداً للزبائن بسعر زهيد لا يتجاوز النصف دينار، ويستقطب المحل الناس من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية -وفق سعيد- الذي أكد أن الكثير من الشخصيات، من أطباء وفنانين وسياسيين، وسياح من دول عربية ترتاد محله بشكل يومي، لافتاً إلى أن ذلك "ساهم في شهرة المحل وكان السر في نجاحه والإقبال عليه".

وأضاف "زبائن المحل ازدادوا بعد موجة لجوء اللاجئين السوريين الذين لم يعتادوا هذا النوع من الشراب من قبل ولكنهم بدؤوا يستسيغونه ويقبلون عليه، وكذلك بعد إقبال المقيمين من الجالية المصرية الذين لطالما اعتبروا المشروب جزءاً من ثقافتهم الغذائية اليومية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(213)    هل أعجبتك المقالة (255)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي