أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حبوب منع الحمل تفتح أبواب العلم والعمل أمام النساء

صورة تعبيرية - أرشيف

اعتمدت حبوب منع الحمل لأول مرة في الولايات المتحدة في عام 1960. وفي غضون خمس سنوات فقط، كان ما يقرب من نصف النساء المتزوجات الراغبات في تحديد النسل يستخدمنها.

لكن الثورة الحقيقية حدثت عندما بات بإمكان النساء غير المتزوجات استخدام حبوب منع الحمل. وقد استغرق ذلك بعض الوقت. وفي عام 1970 تقريبا، أي بعد عشر سنوات من الموافقة على حبوب منع الحمل لأول مرة، بدأت ولاية أمريكية تلو الأخرى تسهل عملية حصول النساء العازبات على حبوب منع الحمل.

وفتحت الجامعات مراكز لتنظيم الأسرة. وبحلول منتصف السبعينيات من القرن الماضي، كانت حبوب منع الحمل هي الوسيلة الأكثر شعبية بأغلبية ساحقة بين النساء في عمر الثامنة عشرة والتاسعة عشرة في الولايات المتحدة.

وعندئذ بدأت الثورة الاقتصادية حقا، بدأت النساء في الولايات المتحدة الدخول في مجالات دراسية مثل القانون والطب وطب الأسنان وإدارة الأعمال بعدما كانت في السابق حكرا على الذكور بدرجة كبيرة.

وفي عام 1970، كان الذكور يمثلون أكثر من 90 في المئة ممن يدرسون الطب، وأكثر من 95 في المئة من دارسي القانون وإدارة الأعمال، و99 في المئة من دارسي طب الأسنان. ولكن في بداية السبعينيات، ارتفعت نسبة النساء - نتيجة استخدام حبوب منع الحمل - في جميع هذه التخصصات. وفي البداية، شكلت النساء 20 في المئة، ثم 25 في المئة من هذه التخصصات، قبل أن يصل عددهم إلى الثلث بحلول عام 1980.

ارتفعت نسبة الطالبات اللاتي يدرسن تخصصات مثل الطب والقانون بشكل كبير، وبالتالي ارتفعت نسبة النساء في تلك المهن بعد وقت قصير.

لكن ما علاقة ذلك بحبوب منع الحمل؟ لقد سمحت تلك الحبوب للنساء بالتحكم في خصوبتهن، وهو ما مكنهن من التركيز على حياتهن المهنية.

وقبل استخدام حبوب منع الحمل، لم يكن قضاء خمس سنوات أو أكثر للتخرج من كلية الطب أو الحقوق خيارا جيدا من حيث الوقت أو المال. ولكي تجني فوائد تلك التخصصات، كانت المرأة تحتاج إلى تأجيل الإنجاب حتى تصل لسن الثلاثين على الأقل.

جرى تشريع الإجهاض، ووضعت قوانين لمكافحة التمييز على أساس الجنس، وظهرت الحركة النسائية المطالبة بالمساواة بين الجنسين، علاوة على أن دخول الشباب الخدمة في الجيش الأمريكي للمشاركة في حرب فيتنام أجبر أرباب العمل على توظيف مزيد من النساء.

لكن وبحسب "بي بي سي" فإن دراسة إحصائية دقيقة أجراها لورانس كاتز وكلوديا غولدن، وهما اقتصاديان بجامعة هارفارد، تؤكد على أن حبوب منع الحمل قد لعبت دورا رئيسيا في السماح للمرأة بتأخير الزواج والإنجاب، والاستثمار في حياتها المهنية.

وراقب غولدن وكاتز مدى توافر حبوب منع الحمل للشابات في الولايات المتحدة، ولاية تلو الأخرى. وأظهرا أنه كلما أتاحت الولاية إمكانية أكبر للحصول على وسائل منع الحمل، كلما زاد معدل الالتحاق بالدورات المهنية، وارتفعت أجور المرأة.

وقبل بضع سنوات، استخدمت آماليا ميلر، وهي خبيرة اقتصادية، مجموعة متنوعة من الأساليب الإحصائية الذكية لإثبات أنه إذا تمكنت امرأة في العشرينات من عمرها أن تؤخر الإنجاب لمدة سنة واحدة، فإن أرباحها مدى الحياة سترتفع بنسبة 10 في المئة.

وكان ذلك مقياسا للمميزات الكثيرة التي ستجنيها المرأة في حال إكمال دراستها وتأمين مسيرتها المهنية قبل إنجاب الأطفال.

ففي اليابان، التي تعد واحدة من المجتمعات الأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية في العالم، لم يُوافق على استخدام حبوب منع الحمل إلا عام 1999. وكان على اليابانيات أن ينتظرن 39 عاما أكثر من نظرائهن الأمريكيين لاستخدام نفس وسائل منع الحمل.

وفي المقابل، عندما جرى الموافقة على المنشطات الجنسية، مثل الفياغرا، لتعزيز الانتصاب في الولايات المتحدة، وافقت اليابان على استخدامها في غضون أشهر قليلة.

الأناضول
(157)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي