قال مراسل "زمان الوصل"، في حمص، إن الدفعة الثانية عشر والأخيرة والمشتركة من مهجّري حي "الوعر"، آخر أحياء المقاومة في عاصمة الثورة السورية حمص، بدأت الخروج من الحي ظهر اليوم الأحد، نحو مدينة "جرابلس" بريف حلب الشمالي الشرقي، ومحافظة إدلب.
وأوضح أن القافلة الأخيرة، تضم 60 حافلة، و15 شاحنة لنقل الأمتعة، تقل نحو 2700 شخص، منهم 1262 شخصاً إلى مدينة "جرابلس"، والبقية إلى إدلب.
ونقل المراسل عن "أبو فيصل" -عضو مكتب تنفيذي بمحافظة حمص الحرة، وأحد المغادرين اليوم مع أعضاء مجلس محافظة حمص الحرة، إلى جرابلس، نقل أن التجمع بدأ الساعة 10 من مساء يوم الجمعة بساحة مدينة المعارض، وانتهى تجمّع حافلات المهجّرين إلى جرابلس، وعددها 27 حافلة، و7 شاحنات للأمتعة عند تحويلة مصياف، في الساعة 3 من صباح اليوم الأحد، وجرت اتصالات لانطلاق قافلة جرابلس دون قافلة إدلب، إلا أنها فشلت.
وأشار إلى البطء الشديد، الذي رافق عملية تسيير القافلة، التي سلكت طريق تحويلة حمص الكبرى، ومنها إلى طريق سلمية -خناصر، ومن هناك تفترق قافلة إدلب، فيما تستمر قافلة "جرابلس" بالسير حتى حلب ومن ثم "الباب" و"جرابلس".
وأظهرت صور، حصلت عليها "زمان الوصل"، من أحد المهجّرين، أن طول القافلة بلغ أكثر من 2 كيلو متر، حيث امتدت من الفرن الآلي بـ"الوعر"، وحتى مفرق "الهجانة" غرب جسر مصياف، وقد افترش المهجّرون الأرض، والتحفوا السماء، في يوم ماطر وبارد جدا بانتظار استكمال وصول بقية الحافلات.
*كارثة تأثيرها لعقود
يقول الناشط المدني والحرفي الحمصي "عبد الباسط فهد"، وأحد المحاصرين بالحي منذ 4 سنوات:
اليوم تودع "الوعر" آخر المهجرين، والذين بلغ عددهم قرابة 20 ألف مهجّر من كافة الشرائح العمرية، بانتهاء الرحلة الأخيرة مساء اليوم إلى إدلب و"جرابلس"، تكون حمص عامة، و"الوعر" خاصة، فقدوا العديد من الكوادر الحرفية والمهنية الموصوفة من أرباب الصنعة الموصوفين. وهي خسارة كبيرة بكافة المجالات، سيصعب تعويضها في المدى المنظور اجتماعيا أولا، واقتصاديا ثانيا.
وأضاف يقول:"لعلنا لا نبالغ إذا قلنا أنها كارثة سيستمر أثرها لعقود".
يذكر أن كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية، يقدّر عدد عناصرها ما بين 50-100عنصرا، دخلت أول أمس/الجمعة حي "الوعر"، واستلمت نقاط الحراسة في الجزيرتين السابعة والثامنة من الحي، القريبتين من أماكن تمركز ميليشيا "لواء الرضا" في قريتي "المزرعة" و"الرقّة" (1كم جنوب حي الوعر)، من عناصر المقاومة السورية، الذين غادروا الحي اليوم، والذين يقدّر عددهم بـ400 عنصر، وحماية لمن تبقى من المدنيين بـ"الوعر"، وذلك تنفيذا للاتفاق "القسري"، الذي جرى قيل شهرين من الآن، بين لجنة من الحي المحاصر والنظام ورعاية روسية، بعد حملة قصف جوي، هي الأعنف على المدنيين بالحي منذ بداية الثورة السورية.
حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية