أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من جديد "التكريم".. النظام يطالب "طراميحه" بثمن قبورهم

قبور مرتزقة من قمحانة - صفحات موالية

دخلت بلدة قمحانة في ريف حماة مرحلة جديدة من "تكريم" قتلى النظام، ليس من بين مفرداتها عنزة أو علبة فول أو حتى ساعة حائط، كما درج النظام، بل عنوانها: مت دفاعا عنا ونحن نتكفل بملاحقة ذويك ليدفعوا ثمن قبرك.

فقد علمت "زمان الوصل" أن ثائرة مرتزقة "قمحانة" ثارت، لاسيما ذوي القتلى منهم، عندما عمدت البلدية إلى مطالبتهم بدفع "رسوم" لقاء القبور التي دفنوا فيها أبناءهم، في بلدة يعد قتلاها بالعشرات ويحلو للموالين المتحدرين منها تسميتها بـ"أم الشهداء".

وتعد "قمحانة" بلدة مفتاحية وبوابة لابد من عبورها للوصول إلى مدينة حماة، ومن أجل ذلك توالت هجمات فصائل المقاومة السورية عليها تباعا، وسقط من مرتزقتها الكثير بين قتيل وجريح (يلقبون أنفسهم "الطراميح"*)، في سبيل منع الاقتراب من حماة أو خروج البلدة ذاتها عن سيطرة النظام، وهي المهمة التي أعطت شبيحة قمحانة جرعة زائدة من الغرور والانتفاش، وجعلتهم يتخيلون أنهم أجدر الناس بـ"التكريم" وأبعد من يكونون عن ابتزاز النظام.

وتذهب بعض التقديرات إلى أن عدد مرتزقة "قمحانة" المسلحين يناهز ألفي عنصر، من أصل نحو 12 ألفا يمثلون المجموع الكلي لسكان البلدة، التي تبعد بضعة كيلومترات عن مدينة حماة.

اللافت أن بلدية "قمحانة" حاولت تكحيل القضية فأعمتها، عندما نفت علمها بمطالبة ذوي القتلى بدفع ثمن قبور أبنائهم، مدعية فقط أنها تتقاضى رسوما عن حفر القبور و"صب البلاطات" التي توضع فوق الميت قبل إهالة التراب عليه.

وقد جاء نفي بلدية "قمحانة" خلافا لروايات عدد من أهالي القتلى الذين تمت مطالبتهم بثمن القبور، كما جاء النفي ليكشف عن مستوى جديد من "التكريم" يعجز فيه النظام أو يتعاجز عن تسديد أجرة حفر القبر و"صب البلاطات" لأناس قتلوا على مذبح كرسيه، علما أن هناك من أهالي المرتزقة من عمد إلى مواجهة ابتزاز سلطات النظام بضربة استباقية، ولجأ إلى دفن قتلاه في حديقة منزله أو بستانه.

وجاءت واقعة المطالبة بثمن قتلى "قمحانة" لتثقل كاهل موالي النظام، لاسيما في ريف حماة، حيث شن تنظيم "الدولة" قبل أيام هجوما واسعا على قرية "عقارب" أسفر عن مقتل العشرات (فوق 50 قتيلا).

كما جاءت المطالبة بثمن قبور مرتزقة "قمحانة" متزامنة مع زيارة لرئيس حكومة النظام "عماد خميس" إلى محافظة حماة، في خطوة تهدف على ما يبدو لاسترضاء "خواطر" الموالين، ممن يشعرون أن النظام لا يكترث لموتهم ولا لحياتهم، وأنه يغرف لهم من قدور التكريم الكلامي بالقنطار، وحين يأتي موعد "التكريم" العملي يخرج لهم القطّارة.

*الطراميح: مفرد طرموح، وهو الشخص الطويل، أو الذي يمشي مزهوا.


زمان الوصل
(184)    هل أعجبتك المقالة (168)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي