أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الفنان "أنور العيسى" لـ"زمان الوصل": الفن سلاح كما بندقية المقاتل

أحب "العيسى" الرسم منذ صغره وكانت له تجارب بسيطة آنذاك

بات التصميم الفني أو ما يُعرف بـ"الفن الرقمي" (Digital of Art) أحد الفنون البصرية التي ازدهرت مع انتشار الشبكة العنكبوتية وواحداً من الأنساق الفنية التي اعتمدت على الإيحاء والإيجاز في إيصال الفكرة.

ومع اندلاع الثورة السورية تحول هذا الفن ليكون وسيلة تعبير مؤثرة نقلت القضية السورية إلى العالم بلغة مفهومة للجميع، ومن الفنانين السوريين الذين برعوا في هذا المجال الفنان "أنور العيسى" الذي حقق حضوراً لافتاً من خلال أعماله التي جمعت إلى قوة التصميم بلاغة الفكرة وعمق المضمون. 

أحب "العيسى" الرسم منذ صغره وكانت له تجارب بسيطة آنذاك، وفي أوائل التسعينات بدأ الفنان المنحدر من بلدة "الحميدية" بريف دير الزور العمل على الكمبيوتر، وأُعجب كثيراً ببرامج الرسم وسهولة استخدامها –كما يروي لـ"زمان الوصل" -مضيفاً أنه بدأ مشواره كمصمم بعد سفره خارج سوريا، وكان –كما يقول-يقضي وقتاً طويلاً بالبحث عن كتب التصميم التي كانت شبه معدومة وغير متواجدة. 

في مطلع عام 2000 كانت بداية "العيسى" في مجال الفن وكان له آنذاك -كما يقول-تجارب لم يُكتب لها الظهور، حيث كان يعمل في بلد عربي، ويضيف أن أغلبية هذه الأعمال رُفضت من الشركات ومؤسسات الإنتاج، لأنها ذات فكر عروبي قومي وكان مضطراً للعمل التجاري في مجال التصميم، ولكنه كان يقتنص بعض الوقت لإنجاز أعمال فنية لا علاقة لها بالمال أو العمل، وكان يريها لأصدقائه المقربين.

ويقول الفنان إنه كان آنذاك ناقماً على نظام الأسد الذي حوّل سوريا إلى مزرعة، ومع بداية الربيع العربي ازدادت هذه النقمة وبدأ بتنفيذ بعض التصاميم الخجولة -كما يقول– ولكنها جلبت بعض المتاعب لأهله وأقاربه المقيمين في دير الزور، فاضطر لإنشاء حساب وهمي على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وبدأ ينشر من خلاله أفكاره عن الحرية والثورة وعن حكم الاسد. 

وبعد بدء الأعمال العسكرية والحرب الطاحنة عاد "العيسى" لينشر أعماله بتوقيعه الصريح.

وكانت التصاميم التي يوقعها بمثابة سلاح بيده، كما بندقية المقاتل لتنتشر هذه التصاميم في كل مكان، حينها أيقن -كما يقول- بأن صوت الإنسان مهما كان صغيراً يمكن أن يحدث نقلة ويصل للعالم.

وروى محدثنا أنه أنجز تصميماً بعد ضربة الكيمياوي الأولى في دير الزور عبارة عن كمامة للوقاية من الغازات السامة وفي فمها "رضّاعة" أطفال صفراء اللون كناية عن لون الكيماوي.

ولاقى التصميم -كما يؤكد- انتشاراً في كل مكان وخصوصاً في الصحافة العالمية، حتى أن قناة فرنسية ناطقة بالعربية قدمت تقريراً مقتضباً عنه وعن بعض أعمال لفنانين سوريين”. مضيفاً أنه عاهد نفسه حينها على إيصال صوت أهله في سوريا ودير الزور إلى العالم. 

بدأ "العيسى" (مواليد 1975)، مشواره الفني بالخط العربي، ورغم انشغاله بالفن الرقمي، فيما بعد إلا أنه عاد إلى عشقه القديم وبدأ بتوظيف هذا الخط في أجواء لوحاته وتصاميمه، فالخط العربي –كما يقول- فن جميل للناظر سواء كان عربياً أو غير عربي، وكان توظيف هذا الخط فرصة لنقل ثقافتنا العربية والإسلامية للشعوب الأخرى.

ولفت محدثنا إلى أنه أقام العام الماضي معرضاً فردياً خاصاً في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت أكثر لوحاته -كما يقول- تتضمن الخط العربي ولاقت اقبالاً جيداً.

وكشف "العيسى" أنه بصدد تكرار تجربة الخط العربي في لوحاته ولكن بفكرة جديدة بعيداً عن التقليدية وتتلخص بكتابة حرف واحد أو حرفين ولكنهما يحكيان قصة. 

ومن المعارض التي شارك "العيسى" فيها معرض جماعي بعنوان "MEET THE SYRIANS" أُقيم في العاصمة الهولندية "امستردام" منذ أيام وشارك فيه 62 فناناً سورياً من مختلف أنحاء العالم.
وضم فعاليات في صناعة الأفلام والموسيقى والتصوير الفوتوغرافي والرسم بأشكاله المتعددة (الديجيتال) والتقليدي.

ولفت محدثنا إلى أن أغلبية الأعمال المشاركة كانت عن الثورة السورية، وكان من اللافت أن بعض المشاركات جاءت من فنانين يعيشون داخل سوريا تحت الحصار والقصف.

ودرس "أنور العيسى" معهد كمبيوتر في دمشق، وهاجر إلى خارج سوريا قبل اندلاع الثورة ليعمل في مجال بناء العلامات التجارية وتطوير الهوية البصرية للشركات، وهو بصدد الحصول الآن على شهادة مدرب معتمد من شركة "adobe" لثلاثة برامج (فوتوشوب، اليستريتور ان ديزاين).

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(102)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي