لا تستغرق عملية الختان التي ينفذها المطهر أبو إبراهيم مرعب الأطفال ومفرح الآباء والأمهات سوى دقائق، لكنها كما يقول كفيلة بأن تملأ أجواء المكان بلحظتين متناقضتين تماماً، لحظة ألم الطفل والخوف والرعب من (المقص) الذي سيذهب بتلك (القلفة) الزائدة من عضوه قبيل ختانه، ولحظة الفرح والحبور التي يعيشها ذوو الطفل وهم يشهدون هذا الطقس المفرح السعيد "ختان طفلهم".
يقول "أبو إبراهيم" خريج المعهد الصحي ومساعد أخصائي تخدير إن العمر المناسب لإجراء عملية الختان هو بعد بلوغ الطفل يومه السابع، وكلما كان عمر الطفل أصغر كلما كان ذلك صحيا.
وأشار إلى أنه أجرى خلال مشوار عمله، عملية ختان لشاب يبلغ من العمر 35 عاما.
يجري "أبو إبراهيم" كما يروي لـ"زمان الوصل" عمليات الختان في مخيمات اللجوء السورية في لبنان منذ 4 سنين بمعدل 5 إلى 16 عملية ختان في اليوم الواحد باستخدام (أدوات طبية معقمة يضعها ضمن حقيبة خاصة) بأجر متوسطه 15 دولاراً عن العملية الواحدة.
وتعود زياراته اليومية للمخيمات بسبب قلة المراكز المتخصصة التي تقوم بعمليات الختان بالقرب من المخيمات السورية في لبنان، وإن وجدت فهي ذات تكلفة مرتفعة.
يشير "ابو إبراهيم"، وهو المطلع بحكم مهنته على أوضاع المخيمات إلى ارتفاع نسبة الولادات وعدم تأثرها بظروف اللجوء القاسية، فقلما يمر عليه يوم بحسب تعبيره من دون أن يقوم بعمليات ختان لرضع حديثي الولادة.
*أهازيج الفرح
عملية ختان الطفل تعتبر من العادات والتقاليد التي تحاط باحتفالية وابتهاج في المحافظات السورية، وفي هذا السياق يقول اللاجئ أبو محمد الجباوي من محافظة درعا ويقيم في مخيمات "عرسال" اللبنانية عن تقاليد الختان في محافظته:
"تجري في مناسبة الختان حلقات الغناء والأهازيج الخاصة كما يتم توزيع الحلوى، وكنا نضع في أيدي الأطفال باقات من الورد تجمع من الورد الجوري والورد الحوراني المسمى "طاب فلسطيني" ليجتمعوا حول الطفل أثناء ختانه لكي يشعر بالأنس والألفة ويخرج من حالة الخوف التي يفرضها عليه وجود المطهر.
بينما يجلس الرجال في المضافة يتجاذبون أطراف الحديث ويحتسون القهوة العربية وهم ينتظرون انتهاء المطهر من عمله ليتناولوا برفقته الغداء.
وأما النسوة فتبدأن بترديد الأغاني الخاصة بمناسبة الختان
مثل أغنية:
"واكربي زنارك يا أم المُطهّر... واكربي زنارك
عابرين على دارك...
حسّ المطهِّر... عابرين على دارك".
هو طقس لازالت تشهده المخيمات السورية في لبنان
أبطاله (أطفال رضع) كتبت عليهم الثورة السورية شيئا من ضريبتها، ضريبة أن يولدوا ويختنوا ضمن خيام.
عبد الحفيظ الحولاني -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية