أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

توثيق أكثر من 900 حالة إعاقة في ريف حلب الغربي

يعاني مصابو الحرب من التهميش والإهمال وعدم وجود مؤسسة مسؤولة عن متابعة حالاتهم

بدأت "مؤسسة الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة" بتوثيق حالات الإعاقة في ريف حلب الغربي بهدف وضع قاعدة بيانات لكافة معاقي المنطقة.

وشمل التوثيق الذي تم بالتعاون مع مركز "مدى" أكثر من 20 قرية في ريف المدينة الغربي، وبلغ عدد الحالات التي تم توثيقها حتى الآن أكثر من 900 حالة، الغالبية العظمى منهم إصابات حرب.

ويقول الإعلامي "حسين الشون" -أحد lمشرفي المشروع لـ"زمان الوصل" إن المؤسسة وثقت حتى الآن 7 حالات لفقدان العين وحالتي فقدان للعينين معاً و70 حالة بتر متنوع و10 شلل نصفي والباقي شظايا وكسور سببت إعاقات دائمة لأصحابها واعوجاج بالعظم أو قصر أحد الأطراف، وثمة حالات تصلب عصبي وقطع أوتار وتموضع شظايا بالرأس وتكلس عظم فوق الصفائح.

وتراوحت أعمار من تم توثيقهم -بحسب الشون- بين 18- 33 ذكور وهناك من 50 إلى 100 إناث وحوالي 100 طفل. 

ويعاني مصابو الحرب من التهميش والإهمال وعدم وجود مؤسسة مسؤولة عن متابعة حالاتهم الصحية واحتياجاتهم بشكل مستمر –كما يقول- مشيراً إلى أنه لمس مع رفاقه القائمين على المؤسسة مدى هذا الإهمال وشعروا به لكونهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولاحظوا –كما يقول- أن الكثير من المؤسسات تصب اهتمامها ومشاريعها المتعلقة بالمعوقين في المناطق المحررة لفترة وجيزة ثم لا تلبث هذه المشاريع أن تُطوى وتنسى في الأرشيف المهمل.

وأوضح محدثنا أن "فكرة المشروع ولدت انطلاقا من إدراك أهمية التوثيق والإحصاء في أي عمل مؤسساتي لتنظيم العمل، ومعرفة احتياجات المصابين، ونوعية الخدمات التي يحتاجونها على الصعيد المادي والمعنوي لكي يكون العمل ذا مصداقية وشفافية لأي مؤسسة تريد تقديم خدماتها بشكل منظم".

وأشار "الشون" إلى أن لدى مؤسسة الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة برنامجا إحصائياً مخصصاً بالاستبيان يتم من خلاله تدوين البيانات المطلوبة في الاستبيان ومنها الاسم ونوع الإصابة وطبيعتها (معركة -قصف -ولادة طبيعية -حادث) ونوع الخدمة المطلوبة: (كرسي -عكازات -أدوية -معالجة فيزيائية -متابعة طبية -عمل جراحي).

وحول الصعوبات التي تعترض مشروع التوثيق لفت "الشون" إلى أن "من أهم هذه الصعوبات بناء الثقة بين المصابين والمؤسسة، وتم تذليلها -كما يقول- باعتبار أن كل القائمين على المشروع والمؤسسة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتقاسمون جميعاً نفس الأوجاع والحاجات.

وأردف محدثنا أن "هناك صعوبات مادية أيضاً كون المؤسسة جديدة ومنها تأمين وسائل نقل خاصة بالحالات الحرجة، وتعتمد المؤسسة حالياً على تبرعات من الأعضاء والتبرعات شخصية كونها تضم صندوقاً للتبرعات. 

وينصب القسم الأكبر من اهتمام المؤسسة على تأمين الاحتياجات الطبية الطارئة وتأمين مستلزمات الاندماج لذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع واستمرارية التحدي وعدم التسليم لليأس والإحباط.

وتسعى "مؤسسة الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة" إلى توفير فرص عمل لهذه الشريحة المظلومة اجتماعياً، وتأمين احتياجاتها الصحية واللوجستية والمادية وبناء وتنمية قدراتهم ومواهبهم تذليل العقبات التي تواجههم في ظل الوضع الراهن ومشاركة النساء ذوات الاحتياجات الخاصة في صنع واتخاذ القرار وإنشاء مراكز دعم نفسي لهذه الشريحة المجتمعية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(112)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي