أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الفرات الحر".. محاولة لخرق تعتيم التنظيم في الرقة

رسم كاركتيري - شبكة "الفرات الحر"

يعمل عدد من الناشطين الصحفيين بحذر شديد وسرية تامة لنقل صورة مدينة الرقة إلى العالم من خلال شبكة "الفرات الحر" التي تم تأسيسها مؤخراً بهدف كسر التعتيم الإعلامي الذي يفرضه تنظيم "الدولة الإسلامية" على المدينة.

وأشار "ابن الفرات" وهو أحد مؤسسي الشبكة، إلى أن "الفرات الحر" تعمل على نقل واقع المنطقة الشرقية، مؤكدا انحيازها لصالح أهالي المنطقة، وخاصة مدينة الرقة ضد تنظيم الدولة الإرهابي.

وتركز الشبكة في تغطيتها -كما يقول- على مدينة الرقة حالياً، ويأمل القائمون عليها بأن يتمكنوا من تغطية كافة أنحاء المنطقة الشرقية، ونقل أخبار مناطق حوض الفرات في المستقبل القريب.

وأكد ابن الفرات أن الكثير من الشباب الفراتي الثائر يتوقون اليوم لاستعادة زخم الثورة وتحقيق أهدافها في العيش الحر الكريم، بعيداً عن إرهاب النظام والتنظيم معاً، ولكن -ما يعيق ذلك -كما يقول- تضييق الخناق من قبل التنظيم على منافذ العمل الإعلامي.

وصفّى التنظيم -حسب محدثنا– العديد ممن يعملون في مجال الإعلام ونقل الحقيقة في مدينة الرقة وريفها.

وعلى الرغم من كل هذه الممارسات الإرهابية تمكنت مجموعات عديدة في الداخل تعمل بحرص شديد داخل مناطق سيطرة التنظيم من إضعافه وفضح ممارساته وإيصال صوت المستضعفين.

وأشار محدثنا إلى أن التنظيم في الرقة ينظر إلى الصحفيين والناشطين الإعلاميين كمصدر للخطر تماماً مثل نظرته للثوار الذين يحملون السلاح، ولا يكلُّ أمنيو التنظيم ولا يملون -كما يقول- من البحث عن الناشطين الإعلاميين وكل من يحاول إيصال حقيقة الواقع للعالم، لذلك يعتبر تنظيم "الدولة" كل الصفحات التي تنشر أخباراً عن مدينة الرقة، وغيرها من مناطق سيطرته صفحات مناهضة له ويجب إسكاتها أو وأدها. 

واكتسب مراسلو الشبكة داخل الرقة المهارة والخبرة في التخفي والعمل بسرية منذ بداية ملاحقات النظام وقمعه للنشاط الإعلامي المواكب للثورة–كما يؤكد محدثنا- معتذراً عن ذكر أي تفاصيل متعلقة بهذا الموضوع حرصاً على سلامة مراسلي الشبكة، مكتفياً بالقول أن "لكل منهم طريقة في العمل ابتكرها بحكم ظروفه والوسط المحيط به".

وحول الصعوبات التي تعترض عمل الشبكة في ظل سيطرة التنظيم أكد محدثنا أن أهالي الرقة وناشطيها الإعلاميين-على وجه الخصوص- عاشوا فيما مضى حالة الخوف والرعب التي كان التنظيم يفرضها، ولجأ جراء ذلك إلى تصفية وتغييب العديد من الشباب بتهمة النشاط الإعلامي، ولكن مع اقتراب لحظة الخلاص من التنظيم وقرب تحرير المدينة نشطت-كما يقول-مجموعات شبابية تعمل في الإعلام وتفضح تنظيم الدولة وتناهضه بطرق عدَة، بينها تجهيز منشورات ضده والعمل على كشف حقيقة ما يجري داخل مدينة الرقة للعالم. 

ولفت محدثنا إلى التحديات التي تواجه شبكة "الفرات الحر" ومنها –كما يقول- صعوبة التواصل مع مراسليه الموجودين داخل مناطق سيطرة التنظيم، مشيراً إلى أن التنظيم المتطرف "يعمد في الوقت الحالي إلى إجراءات مشدّدة للحد من أي نشاط أو خرق إعلامي.

وأردف أن أفراد التنظيم "يعمدون إلى فحص أجهزة الموبايل الخاصة بالمدنيين عند مرورهم من نقاط التفتيش".

وشن أفراد الحسبة في الأسبوعين الأخيرين -كما يؤكد- حملات مداهمة مكثفة على مقاهي الإنترنت وأغلقوا الكثير منها مثل إغلاقهم لمقهى في "حي الرضوان". 

وكشف ابن الفرات ان "الكثير من مقاهي الإنترنت في المدينة هي عبارة عن غرف صغيرة مفتوحة تحيط بها الستائر من كل جانب بهدف منع الناس من مشاهدة عناصر الحسبة عند قدومهم، لذلك عندما يقتحم أفراد الحسبة مقهى، فإنهم يطلبون من الناس رفع أيديهم ويبدؤون بتفقد أجهزة الموبايلات".

وحول اعتماد الشبكة على رسومات الكاريكاتير والهدف من ذلك أوضح ابن الفرات أن "الحصول على صور ومقاطع فيديو من داخل مدينة الرقة أمر في غاية الصعوبة بسبب القبضة الأمنية القوية لتنظيم الدولة على وسائل الاتصالات والإعلام ولذلك اضطر فريق "الفرات الحر" –كما يقول- إلى تصميم رسومات كاريكاتورية خاصة بالشبكة وذات مغزى انطلاقاً من القناعة أن هذه أفضل طريقة لإظهار ما الذي يفعله التنظيم والقوى الأخرى في الرقة".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(95)    هل أعجبتك المقالة (93)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي